ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
إعداد: لبيب ناصيف
الرفيق علي حمزة أبو فهد باقٍ في وجدان كل رفقائه
من الرفقاء الذين كان لهم حضورهم الحزبي في منفذية الضاحية الشرقية، وسطّروا ابان الحرب الأهلية مواقف مميزة من الثبات والجرأة والتحدي، نذكر بكثير من التقدير الرفيق علي حمزة، ومعه نذكر رفقاء أبطال، شهداء، أو ما زالوا قيد الحياة، وقد ابدوا الكثير من مواقف العز في سنوات الحصار لمنطقة النبعة وما رافق ذلك من معارك سقط فيها العديد من شهداء وجرحى، الى تهجير طال الآلاف، ومذابح في أكثر من منطقة باتت كلها معروفة.
عن النبعة، والضاحية الشرقية، يُحكى الكثير. المؤسف ان رفقاء عديدين تولوا مسؤوليات ويمتلكون الكثير من المعلومات التي يجب ان تبقى لأجيالنا، ولكل من قد يهتم مستقبلاً بواجب تدوين تاريخ الحضور الحزبي في منفذية الضاحية الشرقية، وفي «النبعة» تخصيصاً.
نحن ندعوهم، لأن يدوّنوا معلوماتهم عن تلك المنطقة وفاء منهم لمن استشهد، ولمن ناضل وضحّى وتفانى، فمآثر رفقائنا تبقى للأجيال، وتُـقتدى.
شخصياً عرفتُ الرفيق علي حمزة بعد خروجه من الأسر، ورافقته في مسؤولياته في الضاحية الشرقية الى ان تولى مسؤولية المنفذ العام. عنه، وعن المآثر التي سطرها رفقاؤنا فيها يُـحكى الكثير. ويا ليت أمكن لأحد من الرفقاء ان يجمع التاريخ النضالي لمنفذية «الضاحية الشرقية» في كتاب يحتوي على الكثير من اخبار المعارك والأنشطة، وعن هذا الحضور الفذ لحزبنا على مستوى الأهالي، وفي تحديه لكل القوى المناوئه.
وعرفته أكثر عندما انتقل وعائلته الى حي المصيطبة، وتخصيصاً الى منطقة الأونسكو مار الياس بطينا، في بناية لآل شاغوري كان يشغل الأمين هنري حاماتي منذ سنوات عديدة شقة فيها. وترعرع ابناء الرفيق علي: راغدة، فهد، صفية، اسد، اليسار، وميسون في مديرية المصيطبة، الى جانب عدد كبير من الرفقاء فيها، أو من الذين وفدوا إليها من النبعة سن الفيل، منهم من استقرّ في منازل لرفقاء، منهم منزل الرفيق نبيل خير الله 1 ومنهم على سطح المنزل الذي شغله الرفيق علي حمزة والذي تحوّل الى ما يشبه الموقع العسكري في تلك السنوات الصعبة من الحرب اللبنانية 2 .
تلك مرحلة مضيئة من حياة الحزب في المصيطبة، التي عرفت عبر المكتب الذي تمّ وضع اليد عليه في شارع بشير جنبلاط، وبتحد واضح لقوى الامر الواقع في حينه، نشاطاً إذاعياً ثقافياً مميّزاً، واهتماماً مكثفاً من العمل مع الأشبال، الى حضور عسكري قوي حفظ الأمان والطمأنينة للأهالي رغم كل الظروف الضعبة التي مرّت على المنطقة.
عن المصيطبة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، سأكتب في وقت لاحق، داعياً أمناء ورفقاء، من ابناء المصيطبة، او من الذين انتقلوا إليها من «الضاحية الشرقية» أن يكتبوا الكثير عن ذلك التميّز القومي الاجتماعي الذي عرفه مكتب المديرية في شارع بشير جنبلاط، وعرفته المديرية في حضورها المتقدم الذي حافظت عليه على مرّ السنوات، ومع تعاقب رفقاء عديدين على تولي المسؤولية الأولى في المديرية، وادعو ايضاً الامناء والرفقاء الذين عرفوا الرفيق علي حمزة ان يكتبوا عنه، وعن المآثر التي سطرها الرفقاء والرفيقات في «منفذية الضاحية الشرقية».
عن أضبارة الرفيق علي حمزة في عمدة الداخلية اخترنا هذه المعلومات:
الاسم الكامل: علي محمود حمزة.
اسم الأم: هدى حريري.
مواليد: دير قانون النهر في 18/4/1933.
اقترن من الرفيقة سهام حسون، وهي عرفت بدورها النضال القومي الاجتماعي وكانت معه في تربية عائلة مناضلة.
انتمى الى الحزب في 1/1/1953 في مديرية برج حمود.
غادر الى ليبيريا 3 ، واذ عاد الى الوطن استقر في بلدته دير قانون النهر الى أن وافته المنية في 16 شباط 2014.
منح وسام الواجب بتاريخ 14/10/1999 ووسام الثبات في 13/11/2010.
التشييع:
أوردت جريدة الديار في عددها بتاريخ 18/2/2014 التغطية التالية للتشييع الذي أقيم للرفيق علي حمزة في بلدته دير قانون:
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي المناضل القومي علي حمزة ابو فهد ، في مأتم حزبي وشعبي مهيب في بلدته دير قانون النهر الجنوب، وأقيمت الصلاة على روحه في حسينية البلدة، ولُف نعش الفقيد بعلم الحزب، وأدّى له القوميون تحية الوداع قبل أن يوارى في الثرى.
شارك في التشييع الى جانب عائلة الراحل، أعضاء هيئة منفذية صور، وشخصيات وفاعليات سياسية وحزبية ودينية واجتماعية وتربوية، وأهالي البلدة والقرى المجاورة.
عُرف الراحل بمناقبيته القومية الاجتماعية، وحفلت مسيرته بعدد من المحطات المضيئة، وتحمّل مسؤوليات حزبية عديدة، منها مسؤولية منفذ عام منفذية الضاحية الشرقية عام 1975. والراحل أسس اسرة قومية اجتماعية بامتياز.
هوامش:
1 – نبيل خيرالله: من بلدة بحمدون الضيعة . عرف بإسم البرنس . رفيق مناضل، تولى مسؤولية مدرب وشارك في معارك الحزب. كان استأجر شقة سكنية في المصيطبة واقام فيها. قدمها للرفيق محمد الحاج ابو رفيق وعائلته طيلة سنوات الحرب اللبنانية.
2 – اذكر من الرفقاء: الامين بطرس سعادة، الامين بشارة باروكي، الرفيق الراحل المناضل عبد الاحد موسى ابو رعد ، الرفقاء ايلي سعادة، جوزف كرم، سهاد مرعي وغيرهم.
3 – تولى فيها مسؤولية مدير مديرية ليبيريا المستقلة.