دمشق تؤكد امتلاك المسلحين غاز الكلور لاستخدامه في حلب

عبّرت روسيا عن قلقها البالغ من الأنباء المتداولة عن استخدام جديد للمواد السامة في سورية، وشددت على أن استخدام المسلحين للأسلحة الكيماوية يستحق إدانة حازمة من قبل المجتمع الدولي.

وأشار بيان صادر عن الخارجية الروسية أمس إلى أن وسائل الإعلام الدولية تحدثت عن قيام مسلحي «جبهة النصرة» في 11 نيسان بإطلاق قذائف صاروخية بعبوات كيماوية على قرية كفرزيتا في محافظة حماة، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات من المدنيين، بما في ذلك الأطفال.

وشدد على أن «مثل هذه الأعمال الإجرامية تستحق أشد الإدانات حزماً، بخاصة مع توارد معلومات عن أن المجموعات المسلحة غير الشرعية تخطط لاستخدام مواد كيماوية سامة في مناطق أخرى من البلاد».

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إجراء تحقيق فوري في هذه المزاعم، مشيراً في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوداني علي كرتي أمس، إلى أن موسكو تحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية على ممولي المعارضة المتطرفة في سورية التي لم تتوقف عن محاولات إحباط عملية نزع السلاح الكيماوي، وذلك من أجل خلق ذريعة جديدة كي تطالب بتدخل عسكري خارجي.

وأعاد لافروف إلى الأذهان أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 يطالب بالحيلولة دون وقوع الأسلحة الكيماوية ومكوناتها في أيدي أطراف غير حكومة، وبالدرجة الأولى في أيدي إرهابيين ومتطرفين، مشيراً أن هذا القرار يشدد على المسؤولية الخاصة التي تتحملها الدول المجاورة لسورية التي يطالبها بأن تحول دون استخدام أراضيها لارتكاب جرائم متعلقة بالأسلحة الكيماوية. وأضاف: «نحن نعتزم السعي لضمان التزام صارم بهذه القرارات الصادرة عن مجلس الأمن».

إلى ذلك، حملت وزارة الخارجية السورية الإدارة الأميركية والحكومة التركية وإسرائيل والسعودية والتنظيمات الإرهابية المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي تمت سابقاً باستخدام السلاح الكيماوي في سورية أو التي يمكن أن ترتكب بحق السوريين بما في ذلك ما حصل أخيراً في كفر زيتا.

وأكدت الخارجية في رسالتين وجهتهما أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أن هذه الدول سعت منذ بداية الأزمة في سورية إلى خلق الذرائع من أجل تبرير الاستمرار بالعدوان عليها، وأشارت إلى الحملة الظالمة التي قادتها تلك الدول عندما اتهمت الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية في مجزرة الغوطة الشرقية بتاريخ 21-8-2013 التي راح ضحيتها عشرات السوريين.

الخارجية السورية أشارت في رسالتيها إلى التقرير الصحافي الاستقصائي للكاتب الأميركي سيمور هيرش في مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس» والذي يؤكد فيه تورط الحكومة التركية في جريمة الغوطة الشرقية وجرائم أخرى مثل خان العسل وبأن الإدارة الأميركية كانت على علم بهذه الجريمة ومرتكبيها وتلاعبت بالأدلة التي تثبت أن من قام بهذه الجريمة هو «جبهة النصرة» لتبرير عدوان أميركي على سورية.

وقد تطرقت الخارجية السورية إلى عدد من التقارير الصحافية التي أكدت التورط التركي و الأميركي في دعم الإرهابيين والتغطية على جرائمهم، وأوضحت أن محاولة التغطية على هذه الجرائم ومرتكبيها وتوجيه الاتهامات إلى الحكومة السورية ومحاولة اختلاق وفبركة الذرائع سيؤدي بالضرورة إلى تشجيع المجموعات الإرهابية المسلحة على استخدام مثل هذه الأسلحة المحرمة دولياً مرة أخرى وارتكاب المزيد من هذه الجرائم الخطرة بحق السوريين وشعوب المنطقة والعالم.

وأضافت أنه قد تم تزويد مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بمعلومات تبين نية هذه المجموعات استخدام المواد السامة في ريفي دمشق وحماة ومناطق سورية أخرى، بهدف اتهام الحكومة، كذلك أرسلت سورية قبل أيام وثيقة جديدة دامغة تظهر امتلاك تلك المجموعات الإرهابية لغاز الكلور السام ونيتها استخدامه في محافظة حلب ومناطق أخرى.

وفي السياق، أكد أمين عام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو، أن نحو ثلثي الترسانة الكيماوية السورية نقلت إلى خارج البلاد حتى الآن، مضيفاً أن منظمته تبذل جهوداً من أجل إنجاز هذه العملية بحلول منتصف العام الحالي.

وأعلنت المنظمة الدولية أمس عن وصول الدفعة الـ13 من المواد الكيماوية إلى ميناء اللاذقية. وبذلك بلغ مجمل المواد الكيماوية التي نقلت إلى خارج البلاد 65 في المئة، حيث كانت دمشق قد طرحت جدولاً زمنياً جديداً لنقل المواد الكيماوية بحلول 27 نيسان الجاري، وذلك بعد أن عرقلت الظروف الأمنية والمعارك عمليات النقل في شباط الماضي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى