رنده بري في إفطار جمعية رعاية المعوقين: عهدنا البقاء يداً بيد لتحويل الإعاقة إلى طاقة
مصطفى الحمود
أقامت الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين سحوراً رمضانياً برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بعقيلته السيدة رنده عاصي بري، وحضور نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الوزراء: علي حسن خليل وحسن اللقيس ومحمد شقير، النواب: فادي علامة، ياسين جابر، غازي زعيتر، قاسم هاشم، ميشال موسى، نعمة طعمة، عناية عز الدين، علي بزي، فيصل الصايغ وفؤاد مخزومي، السيدات منى الهراوي ووفاء سليمان ومارلين حردان، سفراء: تونس كريم بودالي، الجزائر أحمد بو زيان، مصر نزيه النجاري، العراق علي العامري، أوستراليا ريبيكا غريندلاي، باكستان نجيب دوراني، سفير ماليزيا، سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن، ممثل قائد الجيش، الوزراء السابقين سمير مقبل وعدنان القصار ووليد الداعوق، النائبين السابقين محمد قباني وحسين يتيم، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا النقيب أحمد نصار، رئيس ديوان المحاسبة القاضي أحمد حمدان، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي الدكتور محمد كركي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، رئيس المركز الوطني للتنمية والتأهيل رئيس المنطقة العربية في منظمة التأهيل الدولي خالد المهتار، نائب رئيس حركة أمل هيثم جمعة، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، نقيب الصحافة عوني الكعكي، وعدد من الفاعليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والديبلوماسية والإعلامية.
بعد النشيد الوطني، تمّ عرض فيلم وثائقي عن خدمات الجمعية ودورها في تعزيز حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لتحسين وتطوير وتحديث مستوى تأهيلهم، في جميع مراكزها لا سيما في مجمع نبيه بري لتأهيل المعوقين على اختلاف أنواع الإعاقة في الصرفند.
ثم كانت كلمة ملهمة للشاب جاد حمادة الذي أخبر فيها الحضور عن قصته المؤثرة والصعوبات التي واجهها في حياته، وكيف أنه بالإرادة القوية والصلبة حقق المستحيل، وانّ الحلم ليس حكراً على أحد وأنه لن ييأس ابداً، وقد شكر جاد الحضور لوقوفهم إلى جانبه والى جانب الجمعية، وقدّمت له رئيسة الجمعية ميدالية عربون فخر ومحبة وتشجيع لتحقيق أحلامه.
بعدها ألقت رئيسة الجمعية السيدة بري كلمتها وجاء فيها:
«شركاؤنا في العطاء، مجدداً نلتقي في رحاب شهرالله… شهر المغفرة… شهر الألفة والتحسّس بآلام الآخرين… هو رمضان موسم تناسي الأحقاد وجمع الصفوف وتوحيد الكلمة والقلوب… نجتمع بلياليه الملهمة… ونستنير بأيامه المعلّمة ونستظلّ بأجوائه العابقة بالخير والمحبّة، والدافعة إلى التضحية والصبر والعطاء.
فمن قبس هذا الشهر الفضيل يسعدني أن أنقل إليكم تحيات دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري راعي هذا اللقاء الإيماني الإنساني وراعي أهداف وموجّه عمل الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، ناقلة منه إليكم أمنياته ودعاءه أن يعيد الله عليكم هذا الشهر المبارك، وأن يتقبّل أعمالكم بأحسن قبول، وأن يمنّ على وطننا الحبيب لبنان بنعمة الأمن والإستقرار.
والتحية لكم أيضاً، من أولئك الذين يروون عطش الأيام من دموعهم لتولد أجمل المواسم…
لكم من أولئك المجبولين بإحساس لا يقاس… وإخلاص لا حدود له… ومحبة لا متناهية…
لكم من خمس وعشرين ألف شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة يشكلون عائلة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين من كلّ مناطق لبنان ومن مختلف ألوان طيفه الروحي والوطني ومن جميع العاملين والمتطوّعين وأعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية…
أضافت بري: لقد تعوّدنا وإياكم وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود وفي مثل هذه الأمسيات الملتئمة على الصدق والخير والمحبة، أن نضع بين إيديكم لمحة عن إنجازات الجمعية في عام مضى وبرنامج عملها لعام آخر.
ولكن اسمحوا لي في هذه الأمسية أن ألتزم بالوقت المحدّد لي، فقط بخمس دقائق. لأؤكد لكم في هذه العجالة، بأنّ الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين التي خبرتم ولمستم صدق ونبل أعمالها وتألق وتميّز خدماتها، هي… هي… لا زالت على نفس النهج في النجاح وتحقيق الأحلام من مركزها في بيروت إلى البقاع إلى الجنوب، حيث مجمع نبيه بري لتأهيل المعوقين بكلّ أقسامه ومؤسساته المتفرّعة عنه سواء من مشاغل يديرها ذوو الإحتياجات الخاصة، إلى مدرسة لوى للامتياز للتربية المختصة التي تزداد قدراتها الإستيعابية كلّ عام، والتي والحمد لله أضفنا طابقاً جديداً هذه السنة نتيجة لزيادة العدد وخاصة منهم الذين يعانون من متلازمة التوحد… إلى معهد الوفاء للتعليم المهني والتقني، مروراً بالمدينة الرياضية البارالمبية الخاصة برياضات ذوي الإحتياجات الخاصة على مختلف أنواعها وهي الوحيدة في لبنان… وليس إنتهاءً بجامعة فينيسيا التي تخطت من أن تكون إطاراً أكاديمياً للتعليم العالي فحسب إنما أصبحت مساحة لتحقيق التفوق والإبداع للشباب اللبناني التواق إلى العلم والمعرفة.
هذه العناوين الإنسانية وسواها من الأنشطة والخدمات والمسؤوليات، وبالرغم من الظروف الإقتصادية الضاغطة التي تلقي بظلالها القاسية على مختلف مفاصل الحياة في الوطن، وبفضل دعمكم ومؤازرة الخيّرين تواصل الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين مسيرة تقدّمها وتطوّرها نحو الأمام بصمت وبعيداً عن الضجيج، ولن تقف الظروف مهما كانت قاسية حائلاً بيننا وبين تحقيق أهداف الجمعية التي نؤمن بأنّ الشعار الذي رفعناه «تحويل الإعاقة إلى طاقة» ليس شعاراً وجدانياً وتحقيقه ليس ضرباً من الخيال بل مضامينه تمثل كلّ الحقيقة البائنة كما الشمس في كبد السماء.
نعم أيتها السيدات والسادة الإعاقة هي طاقة… إذا ما توافرت الإرادة الصادقة… والإيمان الراسخ بالإنسان… والنوايا الصادقة بفعل الخير… عهدنا في الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين أن نؤمّن كلّ الظروف الملائمة كي تتكامل وتتفاعل هذه العناصر من أجل تحويل الإعاقة إلى طاقة.
في الختام باسم الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين إداريين وعاملين ومتطوّعين، نؤكد لأهلنا ولكلّ الفئات التي تعلق آمالاً كبيرة على الخدمات التأهيلية والرعائية التي تتلقاها من الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين سواء في بيروت أو في الصرفند أو في بعلبك، أنّ «مصطلح» التقشف في الموازنة العامة والذي يتمّ تداوله كثيراً في هذه الأيام هو مصطلح لا ينسحب على طبيعة العلاقة الإنسانية التي تربطهم بالجمعية، وأنّ هذا المصطلح أيّ التقشف يجب النأي به كلياً عن الشأن الصحي والرعائي والطبي، وكلّ ما هو متصل بالأمن الصحي والإجتماعي للإنسان في لبنان. كما نؤكد أنّ الرعاية الصحية الأولية هي حجر الأساس في الأمن الصحي للمواطنين والجمعية مركز أساسي في هذا المشروع.
عهدنا في هذا الشهر الكريم أن نبقى يداً بيد من أجل تحويل الإعاقة إلى طاقة ومن أجل كرامة الإنسان وكرامة لبنان.
وتضمّن برنامج السحور فقرات من وحي مناسبة الشهر الكريم، وقد استمتع الجميع بالأجواء التراثية، كما أنشدت فرق خاصة من المولاوية تواشيح ومدائح رمضانية ولوحات عرض الدراويش وقدوداً حلبية خاصة بشهر رمضان.