موسكو تدين نفاق الغرب بشأن أوكرانيا
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة التي تحاول إثبات «طابعها المميز»، تتخذ عادة خطوات تمسّ المصالح الوطنية لروسيا بشكل مباشر.
وقال لافروف خلال مشاركته أمس في اجتماع المجلس التنسيقي لأبناء الوطن الروسي، إن الوضع في العالم ما زال غير قابل للتنبؤ.
وأردف قائلاً: «للأسف لا تتوقف المحاولات من قبل شركائنا الأميركيين وعدد من الدول الغربية الأخرى، لإثبات طابعهم المميز وللاستــرشــاد فــي الشؤون الدولية ليس بالقانون الدولي، بل بقانون القوة، ولتحقيق هذا الهــدف تُستخدم أساليب مختلفة، بما فيها أساليب غير نزيهــة، وتُتخذ خطوات تمسّ عادة بشكل مباشر المصالح الوطنية المشروعة لروسيــا». وذكر أن مثل هذه المواقف برزت أخيراً خلال الأحداث في أوكرانيا.
وحذر لافروف من أن الوضع في أوكرانيا في تدهور متواصل، أما السلطات الحالية في كييف فبات من الواضح أنها غير قادرة على وضع حد لانفلات الجماعات القومية المتطرفة التي تساهم في زعزعة الاستقرار. وقال: «إذا أقدمت السلطات الحالية في كييف على استخدام القوة ضد المتظاهرين في جنوب شرقي البلاد وقد صدرت أوامر بهذا الشأن، بما فيها أمر إجرامي لاستخدام الجيش ضد الشعب ، فسيؤدي ذلك إلى نسف مجمل تعاوننا حول المسألة الأوكرانية وتسوية الأزمة».
وكان وزير الخارجية الروسي قد دان في وقت سابق، «النفاق والمعايير المزدوجة» التي يعتمدها الغرب لدى التعامل مع الاحتجاجات في جنوب وشرق أوكرانيا، وتقييد حرية الصحافة من قبل السلطات الجديدة في كييف.
واعتبر لافروف في تصريح خلال مؤتمر صحافي في موسكو عقده أمس مع نظيره السوداني علي كرتي، أن إطلاق كلمة «إرهابيين» على المحتجين في شرق أوكرانيا أمر في «غاية الوقاحة».
وأعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف إمكانية تنظيم استفتاء حول نظام الحكم تزامناً مع الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس والعشرين من أيار.
وفي هذا المجال قال لافروف إن المناطق الشرقية الناطقة بالروسية في أوكرانيا يجب أن تشارك في صوغ الدستور الذي سيطرح على الاستفتاء. ونفى المزاعم الأوكرانية والأميركية بوجود عملاء روس يثيرون اضطرابات في شرق أوكرانيا.
لندن تدعو إلى تشديد العقوبات
على صعيد آخر، أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن رغبته في أن يشدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا بعد «التصعيد الخطير جداً» في الوضع في أوكرانيا منذ السبت.
وقال هيغ انه يحاول إقناع نظرائه الأوروبيين المجتمعين في لوكسمبورغ بان «تشديد العقوبات» يجب أن يكون «الرد» على موقف روسيا، لأنه «لا مجال للشك» في أن الاضطرابات في شرق أوكرانيا «مدبرة» من موسكو.
وصرح الوزير البريطاني لدى وصوله إلى الاجتماع انه «من الواضح أن ما وقع خلال الساعات الـ24 الأخيرة هو تصعيد جديد في الأزمة الأوكرانية وخطير جداً … لا مجال للشك في انه مدبر ومنظم من روسيا … لأن القوات الضالعة فيه تتحرك تحديداً كما فعلت القوات الروسية في القرم» بحسب تعبيره. وأضاف إن «نفي روسيا ليس له أي مصداقية».
توريدات الغاز
من جهته، كلف مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية بالإجابة على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا في ضوء الأزمة الراهنة هناك.
هذا ما أعلنت عنه المفوضة السامية للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في اختتام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ أمس. وكان الرئيس بوتين قد وجّه رسالة إلى رؤساء الدول الأوروبية في 10 نيسان، حذرهم فيها من المخاطر المحدقة بإمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية، ورفض سلطات كييف تسديد ديونها لصالح روسيا، موضحاً أن روسيا لم تعد تقدر على «حمل عبء دعم الاقتصاد الأوكراني وحدها».
على صعيد آخر، أعلنت سويسرا التي ترأس حالياً منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن عقد جلسة طارئة للمجلس الدائم للمنظمة، وذلك من اجل مناقشة الوضع في مناطق أوكرانيا الشرقية.
وبدوره أكد مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اندريه كيلين أن الجلسة تعقد بمبادرة الجانب الروسي. وقال: «توجّهنا إلى سويسرا بطلب عقد الجلسة نظراً للأوضاع في مناطق شرق أوكرانيا، وقرار سلطات كييف بالاستعانة بالجيش من اجل قمع الاحتجاجات التي ينظمها أنصار إقامة نظام فيديرالي في البلاد.
وكانت مدن عدة شرق أوكرانيا قد شهدت منذ السبت، ومنها خاركوف ودانيتسك وماريوبول، تظاهرات ضد سلطات كييف ودعماً للفيديرالية، وشكل المحتشدون في دونيتسك مجموعات لمساندة المحتجين في المدن الأخرى.
ورفضت القوات الخاصة الأوكرانية في مدينة دانيتسك تنفيذ أوامر سلطات كييف بقمع المحتجين، وأعلنت تأييدها لمطالبهم.