من يحرص على سلامة وحياة الإرهابيين عليه استقبالهم ورعايتهم في وطنه…
جاك يوسف خزمو
عدد من قادة ومسؤولي في العالم قلقون جداً على الوضع في محافظة «إدلب» السورية، ويطالبون بعدم اللجوء الى الحلّ العسكري تجنّباً لسفك دماء غزيرة في تلك المنطقة التي يحتلها إرهابيون مرتزقة أتوا الى سورية من العديد من دول العالم. أيّ أنّ هؤلاء القادة والمسؤولين يظهرون «تعاطفاً إنسانياً» نحو الإرهابيين الذين عاثوا دماراً وخراباً في سورية، وتسبّبوا في استشهاد عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري الذين دافعوا بكلّ بسالة وشجاعة عن سيادة ووحدة أراضيهم، وكذلك ضحّوا بدمائهم الزكية للحفاظ على الوحدة الوطنية التي كانت أحد عوامل النجاح في إسقاط وإفشال مؤامرة كونية كبيرة استهدفت سورية شعباً وجيشاً وقيادة.
هذا التعاطف أو الحنان يذكرنا بدعم هؤلاء القادة لأولئك المرتزقة الإرهابيين من خلال توفير العتاد والمال لهم حتى يدمّروا سورية. وهؤلاء القادة المتعاطفون مع الإرهابيين تحت يافطة الدفاع عن حقوق الإنسان غير معنيين بتاتاً بسلامة أولئك المرتزقة، ولكنهم معنيون باطالة أمد الصراع والنزاع في سورية، والعمل على عدم استقرارها. وهم أنفسهم يتحفظون على عودة هؤلاء الإرهابيين الى الديار التي أتوا منها لأنهم يخشون من ردود فعل غاضبة وانتقامية منهم في هذه الديار رداً على فشلهم ولتخلي هؤلاء عنهم، واتهامهم بالإرهاب، والمشاركة في العديد من الحملات العسكرية ضدّهم تحت شعار «مكافحة الإرهاب».
من حق سورية أن تكنس أراضيها وتنظفها من الإرهابيـــين، ومن حقها أن تستخدم كلّ الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك. فإذا كان هـــؤلاء القادة معنـــيين بسلامة الإرهابيـــين المرتزقة، فالأفضــل لهم أن يسمحوا لهم بالعـــودة الى الأوطان التي أتوا منها الى ســورية، وان يحتضــنوهم في بلادهـــم لا أن يتركـــوهم وقــوداً يحترق في ســـبيل إطالـــة أمد الفوضى في سورية.
وإذا كان هؤلاء القادة مهتمين بحقوق الإنسان، فالأجدر بهم أن يهتمّوا بحقوق الشعب السوري في العيــش بكرامة وهدوء، وبعيداً عن هؤلاء الإرهابيين، حثالة مجتمعات العديد من دول العالم. والأجدر بهؤلاء أيضاً أن يكافحـــوا الإرهاب لا ان يغذوّه ويبرّروه بشعارات زائفة مرفوضة.
إنّ التعاطـــف الذي يبديــه هؤلاء «القادة» هو مكشــوف الأهداف والنوايا.. فهم يضحكون على أنفسهم قبل الضحك على الآخرين، ويجب أن يعرفوا انّ «الإرهاب» في سورية سيتمّ القضاء عليه كاملاً وفي المستقبل القريب ليعود الاستقرار الى ربوع قلعة شرفاء العالم العربي.
رئيس تحرير مجلة «البيادر» ـ القدس المحتلة