موسكو: نأمل بإطلاق عمل اللجنة الدستورية قريباً في سورية.. وواشنطن تتجاهل معلومات عن تحضير الإرهابيين لهجمات كيميائية
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن موسكو تعتقد أن إطلاق عمل اللجنة الدستورية الخاصة بسورية سيتم قريباً، وهي تدعو شركاءها للعمل على ذلك بشكل نشيط.
وقال فيرشينين للصحافيين، أمس، على هامش المنتدى الوطني للتنمية المستدامة، الذي نظمته صحيفة «فيدوموستي» الروسية: «نحن نعمل على ذلك، ونعتقد أننا قريبون من إطلاق عمل اللجنة . وندعو جميع شركائنا الذين نتفاعل معهم، وأعني بما في ذلك «ترويكا» أستانا، وقبل كل شيء ممثلي الأمم المتحدة، للعمل بشكل بناء في هذا الشأن».
وأكد أنه يخطط لعقد اجتماع حول سورية في إطار «صيغة أستانا» على مستوى نواب وزراء الخارجية في يوليو المقبل. وأضاف: «يخطط لعقده الاجتماع في يوليو المقبل، وما زال يوجد هناك وقت حتى ذلك التاريخ». وأوضح: «وذلك على مستوى نواب الوزراء كالعادة».
هذا وتعمل روسيا، إلى جانب شريكيها الرئيسيين في إطار صيغة أستانا تركيا وإيران والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن ، على تشكيل لجنة دستورية مشتركة بين الأطراف السورية تهدف إلى وضع رؤية لإصلاح دستوري في سورية. وفي سبتمبر عام 2018 وافق ممثلو الدول الثلاث على قائمتي المشاركين في اللجنة من الحكومة السورية ومن المعارضة.
ومع ذلك، فإن القائمة الثالثة للمشاركين المستقلين، التي اقترحها ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية آنذاك ، لم ترضِ الكثيرين، واستمرت المناقشات. وأعلن المبعوث الخاص الجديد، غير بيدرسن فيما بعد أنه قد تمّ إحراز تقدم في العمل بشأن اللجنة الدستورية السورية.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحث مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التطورات الأخيرة في سورية وخاصة انتهاكات وقف إطلاق النار في إدلب.
وذكر الكرملين، عقب مكالمة هاتفية بين الزعماء الـ 3، أن الاتصال تناول «تبادلاً مفصلاً للآراء حول القضية السورية بما في ذلك، في ظل الانتهاكات المتعددة لنظام وقف الأعمال القتالية في إدلب من قبل التشكيلات المسلحة المتشددة».
وأضاف الكرملين أن «الرئيس الروسي أبلغهما ماكرون وميركل بالإجراءات التي يتم اتخاذها بالتعاون مع تركيا لتحقيق استقرار الأوضاع في شمال غرب سورية، وحماية السكان المدنيين والقضاء على التهديد الإرهابي».
وأوضح البيان أن الحديث «أولى اهتماماً خاصاً لآفاق تشكيل وإطلاق اللجنة الدستورية، بما في ذلك أخذاً بعين الاعتبار الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها خلال القمة الرباعية الروسية التركية الألمانية الفرنسية، المنعقدة في أكتوبر 2018 في مدينة اسطنبول».
واتفق الزعماء الـ 3، حسب البيان، على «مواصلة تنسيق الجهود الرامية إلى التسوية السياسية للأزمة السورية بناء على القرار رقم 2254 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبالتوافق مع مبادئ ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها».
من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن واشنطن تتجاهل بتحدّ المعلومات التي تقدمها موسكو حول إعداد الإرهابيين في سورية لتنظيم استفزازات جديدة باستخدام المواد الكيميائية.
وقال ريابكوف للصحافيين، أمس: «توجد لدينا معلومات تشير إلى أن المسلحين والإرهابيين في سورية يقومون باستعدادات مستمرة لتنظيم استفزازات باستخدام المواد الكيميائية. ولا يرد زملاؤنا الأميركيون وحلفاؤهم على هذه المعلومات بتحدّ».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضية، أن «جبهة النصرة» تستعد للقيام باستفزازات بالقرب من مدينة سراقب في محافظة إدلب لاتهام القوات الجوية الروسية باستخدام مواد كيميائية ضد المدنيين.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة: «وفقاً للمعلومات الواردة من سكان سراقب، تستعد جبهة النصرة في هذه المنطقة السكنية للقيام باستفزازات باستخدام مواد كيميائية سامة، وشظايا أسلحة روسية تم نقلها من مناطق أخرى في سورية».
ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري تمكن من القضاء على أكثر من 150 مسلحاً لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي جنوب إدلب ودمّر 3 دبابات و24 سيارة دفع رباعي.
وجاء في بيان وزارة الدفاع: «قامت القوات السورية خلال العمليات بالقضاء على 150 من مسلحي «جبهة النصرة» وتدمير ثلاث دبابات، و24 شاحنة نصف نقل محملة برشاشات ثقيلة، وسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريون».
وجاء في البيان: «تقوم الجماعة الإرهابية «جبهة النصرة» «هيئة تحرير الشام» في الجزء الجنوبي من منطقة خفض التصعيد في إدلب منذ الأمس 21 أيار/مايو، بهجمات مكثفة على مواقع القوات الحكومية في اتجاه كفرنبودة وكفر الزيات باستخدام راجمات الصواريخ».
وأضاف البيان: «في صباح يوم 22 أيار/مايو، قامت القوات الحكومية بصد ثلاث هجمات مكثفة لمسلحي «جبهة النصرة» على كفر نبودة، شارك فيها ما يقرب من 500 مسلح، وسبع دبابات وأربع مركبات قتال مشاة ونحو 30 شاحنة نصف نقل مزودة برشاشات ثقيلة، وسيارتان محملتان بالمتفجرات يقودهما انتحاريون».
وكان مصدر في حماة أفاد أن «قوات الجيش السوري تمكنت من إحباط هجوم عنيف نفذه مسلحو هيئة تحرير الشام وجيش العزة بمؤازرة عدد من المسلحين الأجانب التابعين للحزب الاسلامي التركستاني على محور بلدة كفرنبودة».
ونقل عن مصدر عسكري سوري رفيع قوله: «إن قوات الجيش السوري ومع بداية محاولة الهجوم تمكّنت من تدمير عربة BMP مفخخة بمحيط كفرنبودة، ثم تبع عملية التفجير هذه هجوم عنيف من قبل المئات من المسلحين على محور الهبيط ـ كفرنبودة حيث عمل المسلحون على استهداف مواقع الجيش بعدد كبير من القذائف الصاروخية».
وأضاف المصدر أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الجيش والميليشيات الإرهابية المهاجمة استمرت لأكثر من 4 ساعات، تمكنت خلالها قوات الجيش من احتواء الهجوم وشنت هجوماً مضاداً على بعض النقاط التي تقدم إليها المسلحون بمحيط المدينة تزامناً مع غارات جوية من قبل الطيران الحربي السوري الروسي المشترك على خطوط إمداد المسلحين الخلفية في خان شيخون والهبيط والقصابية وعابدين.
وفي السياق الأمني، أفادت وكالة «سانا» بعثور القوات السورية، خلال استكمال تمشيط القرى والبلدات المحررة من المسلحين، على أسلحة وذخائر من صناعة تركيا والولايات المتحدة في أرياف دمشق ودرعا.
وذكر مصدر في الجهات المختصة للوكالة السورية الرسمية أنه من «خلال متابعة تمشيط القرى المحرّرة من الإرهاب، عثر في ريفي دمشق ودرعا على كميات من الأسلحة والذخائر، منها أميركية وتركية الصنع، وصواريخ مالوتكا وصواريخ محمولة على الكتف ورشاشات بي كي سي ورشاشات 23 مم ورشاشات دوشكا وبنادق آلية بينها إم 16 وقذائف أر بي جي مع حشواتها، إضافة إلى قذائف دبابات وهاون من عيارات مختلفة وقواعد إطلاقها».
وتتهم السلطات السورية الولايات المتحدة وتركيا باستمرار بدعم الإرهابيين في الحرب التي تمر بها البلاد منذ العام 2011، بتزويدهم بالأسلحة والمال وتقديم التغطية السياسية لعملياتهم.
وتمكنت القوات الحكومية في سوريا خلال السنتين 2017 و2018 من استعادة السيطرة على معظم المناطق التي خسرتها بداية الحرب، لتسيطر حالياً على أكثر من 90 في المئة من أراضي البلاد.