كوميديا رمضان… إلى عالم النسيان!
بسام موسى
في السابق كانت الناس تنتظر شهر رمضان كل عام لتتابع الأعمال الكوميدية السورية واللبنانية، خصوصاً مسلسلات دريد لحام ونهاد قلعي وياسين بقوش وبدري أبو كلبشة وأبوعنتر وأبو رياح وأبو كاسم وفطوم، وكانت هذه الأعمال كـ»صح النوم» و»ملح وسكر» تتابع بشغف من المشاهدين، وكان بارزاً في تلك الفترة الكوميديا اللبنانية من خلال أعمال أبو سليم وفريقة، وإبراهيم مرعشلي وأعماله الجميلة خاصة المعلمة والأستاذ والكابتن «بوب».
لا يمكن أن ننسى مسلسل «مرايا» لياسر العظمة التي كانت تقدّم بشكل ناقد وساخر من خلال لوحات منوعة وتحكي عن معاناة ومشاكل المواطن السوري والعربي اليومية، وفيها بعض الكوميديا السوداء أما اليوم في ظهور عصر العولمة والصحافة الالكترونية ومواقع التواصل خصوصاً «اليوتيوب» و»الفيسبوك» بات المشاهد ينسى أعمال أيام زمان من دراما الأبيض والأسود، رغم أنها كانت تصور في ظلّ إمكانيات عادية لكن فيها متعاً وروح النكتة والابتسامة. اليوم ونحن نعيش عصر الملوّن ورغم وجود شركات إنتاج كبيرة تدفع بسخاء للعمل إلا أن الكوميديا السورية والعربية غائبة، وهي في الثلاجة لأنه لا يوجد كتّاب كوميديا بل يوجد متطفلون على الكتابة، ولا يوجد حالياً كتّاب مختصون بهذا المجال. لا يمكن لنا أن نضع أعمال مثل «بقعة ضوء» و»ضيعة ضايعة» و»الخربة» وبطل من هذا الزمان وخرطوش وأبو ابو فهمي وتلفزيون المرح وغيرها بصنف الكوميديا هي مسلسلات سورية فيها بعض المشاهد واللوحات التي تضحك المشاهدين، وحتى الكوميديا الخليجية تعاني… ونسأل، أين أعمال دواد حسين وحسن البلام وفايز المالكي، حين كان المشاهد الخليجي ينتظر أعمال هؤلاء النجوم الكبار خاصة كوميديا الكويت التي برزت في سنوات ماضية؟ وأين هي الكوميديا المصرية التى كانت تقدّم عدة أعمال بشهر رمضان كل عام خاصة سمير غانم وأشرف عبد الباقي وهاني رمزي وغيرهم. هي غائبة عن الأضواء وتحول فنانو الكوميديا التى ماتت بسبب غياب الكتّاب وعدم وجود شركات انتاج تغامر لذا غادر نجوم أبدعوا في الكوميدي الى الدراما الحالية الاجتماعية والشامية والصعيدية.
نترحّم على أيام الكوميديا الجميلة أيام زمان ونقول: أين هو ذلك الجيل الرائع من المبدعين الكبار الذين رحلوا عن هذه الدنيا ولكن أعمالهم حتى اليوم في الذاكرة والبال وعندما تعرض على الشاشة تعود الناس وتشاهدها؟
اليوم وغداً وفي المستقبل سوف تعاني الكوميديا السورية والعربية من الغياب بسبب غياب أهل الاختصاص عن الوجود كاتب وإنتاج وقصة وفنانين مختصين بهذا المجال ومع مرور الأيام سوف تنقرض وتغيب عنّا.
كاتب سوري.