لوحات الفنان التشكيليّ حمد عزام… روحيّة المعنى وجماليّة المنظور
خزامى القنطار
تحفل تجربة الفنان التشكيلي حمد عزام بالهدوء والجمال والإنسانية جسّدها بريشته في مناخات تعبيريّة مرتبطة بالبيئة والأرض والإنسان.
عزام الذي شغف بالفنّ منذ الصغر وكانت له ثلاثة معارض لاتحاد الشبيبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية قال إنّ تطوير العمل الفنّي بحاجة إلى بحث دائم ومستمر ومجهود كبير مع ضرورة امتلاك الفنان خطاً قوياً وجريئاً يوظّفه ببراعة وعفوية مظهراً خلاله قدرته الفنية وروحه وبصمته في اللوحة.
وعلى الرغم من أن عزام يعتبر التصوير الزيتي هو أساس الفنون فإنه يؤكّد أن على الفنان أن يجرّب كل الخامات والمواضيع لأن اللوحة بناء روحي وعقلي ليكون العمل الفني رصيناً وبناؤه سليماً.
عزام الذي يستلهم أعماله من محيطه ومن تأثره بحالات معينة يمرّ بها معتمداً على المخزون الفكري والذاكرة ينهل في الوقت نفسه من التكوينات الحروفية ويسخّرها في اللوحة من خلال الألوان الهادئة.
أما أجمل الأعمال برأيه فهي أسرعها لكونها تسجل الانفعال والقوة والحالات الفنية الأولى التي يريدها الفنان أن تظهر على اللوحة، مشيراً إلى أنه يميل إلى الأسلوب الواقعي التعبيري فالتعبير الفني برأيه هو حالة تغيير دائمة البحث والتواصل المعرفي والداخلي بالأعماق الساكنة والصاخبة والمتأملة لتناقضات الحياة.
وبيّن عزام أن التجارب الإنسانية التي يخوضها الفنان تعكس مساره وتوجّهه لرسالته الفنية وتفسير مدركاتها والوصول بفكرتها حتى لو كان المتلقي لا يفقه لغة الفنّ إلا أن اللوحة المتكاملة في اللون والخطّ والتشكيل ستتكلم بحواس المتلقي وتجعله يتفاعل معها.
والإنسان هو أحد أهم العناصر الأساسية في لوحات عزام لأنه يؤمن برسالة الفنّ الإنسانية ودورها الفاعل في خلق شعور إيجابي.
ويصف عزام الحراك الفنّي التشكيليّ في محافظة السويداء بالظاهرة المميزة التي تستحق التقدير، منوهاً بأعمال فنانيها وتميّزها لأدواتها وأساليبها وموضوعاتها وما حملته من رسالة إنسانية عكست مختلف مناحي الحياة.
وعن تجربة عزام الفنّية لفت الفنان التشكيليّ نضال خويص إلى أنه واكب الساحة التشكيلية المحلية بأعمال فنية غلب عليها الطابع التعبيري بمهارة المصوّر المتفاعل في بيئته وما يكتنفها من غنى لوني سواء لناحية الطبيعة والجغرافيا الجبلية ومجمل النشاط الذي يميز أبناءها أو في نسج المشاهد التاريخية للدلالة على الموروث والانتماء راصداً وجوه أشخاصه وما فيها من انفعالات ومعاناة بمهارة عالية وتأثير جمالي واضح.
يذكر أن الفنان التشكيلي حمد عزام من مواليد 1958 قرية ميماس في السويداء، خريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق 1992 وحاصل على دبلوم دراسات عليا في مجال التصوير، شارك في العديد من المعارض الجماعية بالمحافظة وخارجها، عمل مدرساً في معهد الاقتصاد المنزلي وكليتي الفنون الجميلة والتربية في السويداء ويشغل حالياً رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في السويداء.