موسكو: محاولة واشنطن فرض «كذبة جديدة» بشأن هجوم كيماوي في إدلب تدعو للسخرية
نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، تقارير عن هجمات كيميائية في إدلب السورية.
وقال كوناشينكوف، أمس: «ليس شيئاً مثيراً للدهشة أن تسعى الخارجية الأميركية لفرض كذبة أخرى على العالم بشأن هجوم كيميائي في إدلب».
وتابع: «سعي وزارة الخارجية الأميركية لفرض كذبة أخرى على العالم عن مؤشرات هجوم كيميائي، في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وهذا ليس شيئاً مثيراً للدهشة».
وأضاف: «ومما يدعو للسخرية هو التصريحات العلنية من قبل «مرصد حقوق الإنسان البريطاني» ومنظمة «الخوذ البيضاء» المزعومة التي تنفي هذا التصريحات».
وقال كوناشينكوف: «كل محاولات وزارة الخارجية الأميركية لاختراع قصة أخرى حول الهجمات الكيميائية ليست أكثر من غطاء سياسي لمحاولات الإرهابيين اليائسة لتخفيف حدة الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب وإشعال كارثة إنسانية هناك».
ميدانياً، بعد استقدامه تعزيزات نوعية إلى جبهات القتال، ينفذ الجيش السوري قصفا مدفعيا وصاروخيا وجويا مركزا على معاقل الإرهابيين بريف حماة الشمالي والشمالي الغربي وبريف إدلب الجنوبي، تمهيداً لهجوم بري كاسح باتجاه عمق المنطقة منزوعة السلاح.
ونقل عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن قوات الجيش السوري بدأت مع ساعات ليل أول أمس عملية تمهيد مدفعي وصاروخي مكثفة باتجاه مواقع المسلحين على كامل المحور الشمالي والشمالي الغربي لحماة، فيما يستمر الطيران الحربي السوري والروسي بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المركزة على مواقع المسلحين ومناطق انطلاق هجماتهم ومواقع إطلاق الصواريخ باتجاه البلدتن الآمنة في ريفي حماة وإدلب، كما طال التمهيد محاور خان شيخون والهبيط والقصابية ولطمين وكفرزيتا ومحيط مورك.
وأشار المصدر إلى أن خطط الاقتحام تتخذ بالحسبان الإمدادات التي أرسلها جيش الاحتلال التركي الأسبوع الماضي إلى مسلحي «جبهة النصرة»، وفي مقدمها كميات كبيرة من قواعد إطلاق وصواريخ «تاو» الأميركية، إضافة إلى منصات «كورنيت».
وتمّ نشر فيديو يوثق لحظة استهداف راجمات الجيش لتحركات مسلحي النصرة وحلفائها صباح أمس على محور الهبيط – كفرنبودة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين.
وكان الجيش السوري أطلق عملية عسكرية واسعة بريف حماة الشمالي الغربي في السادس من الشهر الحالي، تمكن خلالها من تحرير مدن وبلدات استراتيجية عدة مخترقاً الحدود الإدارية الجنوبية لمحافظة إدلب، قبل أن يعلق عملياته العسكرية مؤقتا بناء على التماس تركي قدم إلى الجانب الروسي كفرصة أخيرة لتركيا لتنفيذ التزاماتها ضمن اتفاق سوتشي الموقع بتاريخ 17 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
ومنذ إعلان الجيش السوري عن بدء وقف إطلاق النار أعلنت «النصرة» الإرهابية وبعض ميليشيات المرتزقة المتحالفة معها والمحسوبة على تركيا رفضها للهدنة، واستغلت التنظيمات الإرهابية وقف إطلاق النار ودفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة من ريف حلب الشمالي الغربي، وسط معلومات عن حصولها على دفعة كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع من جهة خارجية ووصول إمدادات مما يسمّى «الجيش الوطني» في منطقة عفرين تقدر بثلاثمئة آلية ومدرعة وآلاف المقاتلين.
وبعد سلسلة هجمات معاكسة شنتها التنظيمات الإرهابية على مواقع الجيش في كفرنبودة، نفذ الجيش السوري عملية انسحاب من المدينة وأعاد نشر قواته في محيطها، وبدأ باستقدام تعزيزات نوعية وبتنفيذ قصف دقيق ومركز باتجاه مواقع المسلحين وتحركاتهم، تمهيداً لشن هجوم معاكس لاستعادة كفرنبودة واستئناف عمليته العسكرية حتى تحقيق أهدافها.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس، أن القوات السورية أوقفت، في 18 مايو/آيار، إطلاق النار من جانب واحد تمامًا، ولم تستسلم لاستفزازات الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد إدلب.
نود أيضا أن نذكّر وزارة الخارجية الأميركية بأن القوات السورية في 18 مايو/أيار كانت أول من أوقف إطلاق النار بشكل كامل من جانب واحد ولم تستسلم للعديد من الاستفزازات لأيام عدة.
وتابع كوناشينكوف: ولذلك، لم تكن هناك أي هجمات في 19 مايو/أيار في منطقه خفض التصعيد إدلب وبشكل عام.
وفي السياق نفسه، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، تقارير عن هجمات كيميائية في إدلب السورية.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى خطورة تزايد حدة التوتر في منطقة إدلب السورية في الأيام الأخيرة.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي: منذ نهاية أبريل/نيسان، وحتى الآن، نشهد زيادة خطيرة في التوترات حول منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث يوجد أكبر تجمع للإرهابيين «هيئة تحرير الشام» الاسم الجديد للجماعة الإرهابية المحظورة في روسيا وعدد من الدول، جبهة النصرة .
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام أن القوات السورية أوقفت إطلاق النار «من طرف واحد».
وأشار مركز المصالحة التابع للوزارة، والذي يتخذ من قاعدة حميميم الجوية الروسية بريف اللاذقية مقراً له، إلى أن القوات الحكوميّة السورية توقفت، منذ منتصف ليل السبت عن إطلاق النار من جانب واحد.
لكنها أضافت أن الإرهابيين يواصلون قصف مواقع للجيش والسكان المدنيين باستخدام «مدافع الهاون وراجمات الصواريخ المحظورة في المنطقة منزوعة السلاح، بموجب اتفاقات أستانا من العام 2017، واتفاقات سوتشي من العام 2018».
وفي السياق، وخلال تمشيطها بلدة الحويز بريف حماة الشمالي عثرت وحدات الجيش السوري على مشفى ميداني للتنظيمات الإرهابية يحتوي أقنعة واقية للمواد الكيميائية وكميات كبيرة من الأدوية والمعدّات الطبية والجراحية.
وذكر مصدر أن «وحدات الجيش وخلال متابعتها عمليات التمشيط داخل بلدة الحويز بالريف الشمالي بعد دحر الإرهابيين عنها عثرت على مشفى ميداني أقامته التنظيمات الإرهابية قبيل اندحارها من المنطقة ضمن بناء حكومي وهو مركز للري وعثر داخل المشفى على أقنعة واقية من المواد الكيميائيّة إضافة إلى معدات طبية واجهزة اتصال متنوعة كانت تستخدمها التنظيمات الإرهابية خلال فترة وجودها داخل البلدة».
ولفت المصدر إلى أنه «تمّ العثور أيضاً على أحد مراكز إرهابيي «الخوذ البيضاء» إضافة الى مقر في البلدة وبداخله عدد من الوثائق والبيانات بأسماء وعناصر التنظيمات الإرهابية التابعة لما يسمى درع الأحرار».
وكانت وحدات الجيش استعادت السيطرة على بلدة الحويز في الـ 15 من الشهر الحالي بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «جبهة النصرة» ومجموعات تتبع لهم مما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» و»جيش العزة» و»جيش النصر».