لماذا رفض عبد المهدي لقاء ترامب في عين الأسد؟
أعلن وزير الخارجية العراقي، محمد الحكيم، تفاصيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قاعدة عين الأسد، وذلك خلال أعياد رأس السنة الميلادية في بداية العام الحالي.
وأضاف الحكيم في حديث لبرنامج «حق الرد» الذي تبثه الفضائية السومرية، أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي هو مَن رفض لقاء ترامب في ذلك اليوم.
وتابع أن «زيارة الرئيس الاميركي الى العراق لم تكن غير معلنة، إذ أبلغني رئيس الوزراء بهذه الزيارة منذ العاشرة صباحاً ليوم زيارة ترامب وقال لي إنه سيزور قاعدة عين الأسد من أجل الاحتفال مع الجنود الأميركيين هناك»، مشيراً إلى أن «عبد المهدي كلفني بإبلاغ رئيس الجمهورية أيضاً بهذه الزيارة».
وأوضح أنه «بعد ذلك بدأنا في بحث آليات الاستقبال والاجتماع وكيفية الاستفادة من هذه الزيارة، وقمنا بالتواصل مع السفارة الأميركية ببغداد لبحث هذه الأمور، وكان من المفترض أن يذهب رئيس الوزراء لاستقبال ترامب في القاعدة، وكانت الزيارة من المفترض أن تستمر لثلاث ساعات، إلا أن الجانب الأميركي أبلغنا أن الزيارة ستستمر لمدة ساعتين فقط، والوقت المقرر للقاء عبد المهدي هو 15 دقيقة».
وقال الحكيم إن «عبد المهدي رفض فكرة اللقاء بعد مشاورته مستشاريه الذين أبلغوه أن 15 دقيقة غير كافية للجلوس على طاولة واحدة وبحث عدد من القضايا والأجندات مع الرئيس الأميركي».
وأشار إلى أن «قرار عبد المهدي بعدم الذهاب الى قاعدة عين الأسد هو حفظاً لسيادة العراق، وبعد ذلك تم الاتفاق مع الجانب الأميركي على أن يكون هناك اتصال هاتفي بين عبد المهدي وترامب، وتم ذلك واستمرت المكالمة لثماني دقائق، وترامب أخبر عبد المهدي بأنه ينتظره في واشنطن بعد أن امتدح العراق وحكومته الجديدة».
إلى ذلك، أكد الأمين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور، بأن الأماكن الخالية من الجيش العراقي وقوات البيشمركة، والتي تقدر بمساحات شاسعة من الأراضي، تشكل خطراً على المنطقة.
وقال ياور لقناة «رووداو»، إن، «هناك مساحات كبيرة من قوات البيشمركة والجيش العراقي تشكل خطورة كبيرة على المنطقة، فقد ازدادت تحركات داعش في ديالى وحمرين وأطراف طوزخورماتو وكفري ومناطق جنوب كركوك، والمناطق المحيطة بمدينة الموصل».
وأضاف: «لدينا إحصائية تبين أن داعش نفذ عام 2018، ما يقارب الـ 456 عملية إرهابية في هذه المناطق، خصوصاً في مناطق الموصل وجنوب كركوك وصلاح الدين وديالى، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة وخطف 1742 شخصاً سواء من القوات الأمنية العراقية أو من المدنيين.
وأشار ياور، إلى أنه «خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019 نفذ التنظيم 100 عملية إرهابية، ما أسفر عن مقتل وإصابة وخطف 407 أشخاص».
وشدد القيادي الكردي على أن السبب في ظهور داعش بهذه المناطق للقوات الاتحادية وجود مناطق ومساحات فارغة كبيرة بين قطاعاتها العسكرية تصل إلى 40 كيلو متر، مكنت الدواعش من الانتقال والتحرك بسهولة في هذه المناطق.
ووجه ياور دعوة لعقد اجتماع بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة للتوصل لاتفاق نهائي بخصوص عودة الأخيرة ونقاط السيطرة إلى المناطق المتنازع عليها، خصوصا بعد زيادة تحركات داعش في تلك المناطق.
وعقدت وفود عسكرية من بغداد وأربيل سلسلة من الاجتماعات خلال الفترة الماضية، من دون أن تتوصل المحادثات بين الجانبين إلى اتفاق نهائي.