موقف سامر رضوان يثير البلبلة من مسلسل «دقيقة صمت»… ووزارة الإعلام السورية توضح
دمشق
بعد الجذب الجماهيري الكبير الذي ناله مسلسل «دقيقة صمت» للكاتب سامر رضوان والمخرج شوقي الماجري، وذلك تبعاً للتشويق الذي حمله العمل، وإتقان الأداء من الفنانين الموكلين بطولته ومتانة الحبكة، جاءت تصريحات كاتبه رضوان عبر قناة «الجديد» لتقلب الطاولة رأساً على عقب، حيث بدت وكأنها رش الزيت على النار.
رضوان صرّح عبر قناة «الجديد» بأن المسلسل يعبّر عن موقفه الشخصي المعارض للسلطة السورية، الأمر الذي استدعى إصدار الشركتين المنتجتين للعمل «صبّاح إخوان» و«إيبلا» بياناً نأتا فيه بنفسيهما عن كلام رضوان، وجاء فيه:
«اطلعت شركتا «صبّاح إخوان» و«إيبلا»على موقف الكاتب سامر رضوان ووجهة نظره الشخصية حول مسلسل «دقيقة صمت»، والتي وردت ضمن النشرة الفنية لقناة «الجديد» بتاريخ 23 أيار. بالتالي تؤكد ما يلي: ينأى طاقم العمل وشركتا «إيبلا» و»صبّاح إخوان» بأنفسهم عن ما ورد على لسان الكاتب سامر رضوان، وتؤكد الجهتان المنتجتان أن إطار المسلسل دراميّ بحت، وتوظيفه سياسياً لا يعبّر عن موقفهما بأي شكل من الأشكال».
كما أصبح معروفاً للمشاهدين أن مسلسل «دقيقة صمت» ليس عملاً وثائقياً، وقد تمّ تصويره في سورية، وساهمت الجهات الرسميّة مشكورة بتسهيل التصوير والدخول الى مراكز التوقيف والسجون لإعطاء العمل بعده الدرامي الموضوعي المطلوب.
وأضاف البيان: «لقد حصل هذا العمل كسائر الأعمال الدرامية على التصريحات اللازمة من الجهات الفنّية المسؤولة في سورية، بالتالي فإن محاولة استخدام نجاح المسلسل من أجل تسجيل موقف هنا أو هناك مستهجنة وغير مبرّرة. بالتالي ستقوم الشركتان باتخاذ ما هو مناسب من إجراءات للنأي بالنفس عن التصريحات الشخصية والسياسية لرضوان، بما يضمن القيمة والبعد الفنيّ للعمل، ويحافظ على صورتهما وصورة نجوم العمل وطاقمه المهنية والمحترفة».
بدوره الفنان معين شريف الذي سجّل شارة العمل بصوته، أكّد أن موقف الكاتب رضوان يمثّل قائله وحده، ولا يمثله شخصياً جملة وتفصيلاً.
التصريحات أثارت حفيظة السوريين لا سيما أن العمل صوّر داخل سورية، وأثيرت ردات فعل عدة وبلبلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي… فسارعت وزارة الإعلام السورية بإصدار بيان «بخصوص الموافقة على نصّ مسلسل «دقيقة صمت» وتضمن الآتي: إن مسلسل «دقيقة صمت» حصل كغيره من الأعمال على موافقة مشروطة للنصّ قبل البدء بالتصوير وقد كانت حرفياً كالآتي: إن لجنة القراءة غير مسؤولة عن كل ما يمكن ترميزه أو إسقاطه لاحقاً خلال تنفيذ هذا العمل، كما أنّها تُحمّل أصحاب العمل والقائمين عليه مسؤولية إظهار تصرُّفات المسؤولين الفاسدين الذين تحدَّث عنهم النصّ بوصفه سلوكاً فردياً وشخصياً لا يمثّلون فيه مهمة المؤسسات التي ينتمون إليها، وإنَّما تشكّل هذه التصرفات وهؤلاء الأفراد عدواً للدولة الوطنية ومؤسساتها كافة. وبناءً عليه كان لزاماً على الشركة أن تلتزم بالموافقة المشروطة وهو ما لم تلتزم به في سياق المسلسل، وبما تحتّم الإجراءات المعمول بها في الجمهورية العربية السورية بإعادة الشركة المنتجة العمل المصوّر للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لعرضه على لجان المشاهدة للتأكد من الالتزام بالملاحظات التي وضعت عندما تم الحصول على موافقة النصّ المبدئية، وعندها تُمنح الشركة المنتجة موافقة العرض والتصدير، أي أن الموافقة الأوليّة لا تعني شيئاً قبل أن يتم الحصول على الموافقة بعد المشاهدة وهذا ما لم تحصل عليه أصلاً لأنها لم تقم بتقديم العمل أصولاً إلى لجان المشاهدة لرقابته ومنحه بالتالي موافقة العرض والتصدير، بل إن الشركة قامت بتهريب المادة المنتجة من أراضي الجمهورية العربية السورية وعرضها على قنواتٍ عربية الأمر الذي يُعتبر سرقةً واحتيالاً موصوفين وخرقاً سافراً للأنظمة النافذة والآليات المتبعة في عملية الإنتاج والتسويق الدرامي».
وتابع البيان: «بنتيجة ذلك قامت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وبوقت سابق بمراسلة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية الموجبة، علماً أن الهيئة رفعت ادعائها للجهات القضائية بعد أيام قليلة من بدء عرض المسلسل دون الحصول على الموافقات اللازمة. علماً أن النصّ المقدّم أصولاً إلى الهيئة يتضمن تغيراً جذرياً بمجريات الأحداث خلال الثلث الأخير من العمل والمتمثل بتكريس هيبة الدولة وقدرتها على المحاسبة عبر إجراءات وبتوجيه من القيادة العليا بتوقيف كافة المتورطين ممن خانوا تكليفهم الوظيفي الرسمي واستخدموا نفوذهم لمصالحهم الشخصية».
وختم البيان: أما بالنسبة للمدعو سامر رضوان وبعد التدقيق والمتابعة مع الجهات المختصة فقد تبين أنه مطلوب للقضاء بدعوى شخصية من السيد م.ع. بتهمة الخطف والسرقة وليس كما يحاول الترويج بأنه مطلوب لأسباب فكرية.