إميل لحود… الذي نظنّ أننا نكرّمه
عادل حاموش
حلت ذكرى عيد المقاومة والتحرير وحلّ معها شعور العز بأنّ الجنوب اللبناني حقق ما عجز عن تحقيقه أغلب العربان مجتمعين، فكان الخامس والعشرون من أيار في العام 2000، هذا التاريخ الذي أخرجنا الله به من الذلّ وتحقق فيه المعنى الحقيقي بأنّ العين تقاوم المخرز.
19 عاماً تثبّتت فيها المعادلة الاستراتيجية بأنّ العدو «الإسرائيلي» لا يجرؤ على مجرد التفكير بالقيام بأيّ عمل عدواني ضدّ لبنان.
مما لا شك فيه بأنّ صمود المقاومين ودماء الشهداء والتعلّق بالأرض كانت الركيزة الأساسية لتحقيق هذا الإنجاز، إلا أنه لم يكن ليتوّج بالنصر لولا المعادلة الذهبية التي أرساها المقاوم إميل جميل لحود الذي وقف الى جانب المقاومة في أصعب الظروف، يوم تخاذل القريب والبعيد ضدّها، يوم أصبح القابض على سلاحه لتحرير الأرض كالقابض بيده على الجمر.
في تلك المرحلة وُفّقت المقاومة بوجود قائد للجيش لا يعرف أحداً من المقاومين، ولا أحداً من قيادتها، بل كلّ ما يعرفه هو أنّ ضميره لا يقبل إلا أن يكون إلى جانب الحق ويميل معه كيفما يميل، فكان الحق بوقفات العماد إميل لحود قائداً للجيش في العام 1993 والعام 1996 ثمّ رئيساً للجمهورية في العام 2000، حيث رفض طعن المقاومة بظهرها ورفض تصادم الجيش الوطني معها وحماها في الساحة الداخلية دون أيّ مقابل ودون أيّ منة.
في الذكرى التاسعة عشرة للتحرير كانت زيارة للرئيس المقاوم في دارته لوفد من جرحى المقاومة الذين أصيبوا في المعارك ضدّ الوجه الآخر للعدو «الإسرائيلي» وهو العدو التكفيري. زيارة من القلب إلى القلب يستقبل فيها فخامة المقاوم ضيوفه الأعزّاء في لحظات أحسسنا بأننا نحن أصحاب الدار.
تشاهد في عينه فرحة لا تجدها لدى الكثيرين حين يتحدّثون عن المقاومة، تتوقف وتنصت… أمام مراحل يتحدّث عنها وعن علاقته بالوقوف الى جانب الحق، وتتأكّد بأنّ إميل لحود هو الفولاذيّ الأعصاب، وهو الشرس في الدفاع عن سيادة لبنان مع الجيش والشعب والمقاومة.
يطول الحديث بين الرئيس لحود وضيوفه، فيشرحون له كيف تصدّوا للاعتداءات الإرهابية، ويتحدثون عن إصاباتهم، ليكون ردّ الرئيس لحود عليهم بأنّ الكرامة محفوظة بسبب وجود الرجال المقاومين الذين يقفون في وجه العالم وينتصرون، ويردف قائلاً رداً على الشكر والامتنان لوقوفه إلى جانب المقاومة بأنه قام بواجبه، وهنا كان الذهول ظناً من الجرحى أنهم قدِموا ليكرّموه فوجدوا أنفسهم أنهم هم المكرّمون.
لأنه رمز عزتنا وكرامتنا، لأنه الرئيس المقاوم الذي أعطى دون مقابل، ولأنه الذي في عهده تحقق التحرير وتحرّر الأسرى، وانتصرنا في تموز ـ آب 2006، ومن حق الأجيال أن تعرف أنّ إميل لحود عماد في قيادته شجاع في رئاسته، مقاوم في وطنيته… محبّ في إنسانيته.
لأنه لا يتكرّر فعلى الأجيال أن تأخذ بنصيحة إميل لحود وهي: «أن يكونوا إلى جانب الحق ولا يكونوا مديونين لا بجاه ولا بمال لأحد» كي نبني وطناً حراً أبياً كريماً سيداً مستقلاً…