النقاش النيابي للموازنة

ـ مع انتقال الموازنة إلى المجلس النيابي وإقامتها في لجنة المال واللجان النيابية لشهر كامل قبل عرضها على الهيئة العامة للخطابة والتصويت سيكون متاحاً للنواب وللكتل النيابية بصورة خاصة الممثلة في الحكومة وغير الممثلة فيها أن تظهر معادلة الدور الحقيقي لمجلس النواب رغم ثقل أوزان الكتل الممثلة في الحكومة نيابياً لأنّ الواضح هو أنّ لدى كلّ من هذه الكتل ما تريد قوله أو فعله بصدد الموازنة.

ـ التحدي المهمّ هنا هو أنه إذا خرجت الموازنة من المجلس النيابي كما دخلت وكثرت الخطابة النيابية في الجلسة الختامية فسيكون ذلك فشلاً نيابياً ذريعاً لا يضاهيه الفشل الذي قد يمثله السعي لزيادة رقم العجز عبر إلغاء إجراءات غير مرغوبة وعدم التقدّم بطرح علمي لاستبدالها بإجراءات تحقق المطلوب لتخفيض العجز ولكنها تلعب دوراً اقتصادياً واجتماعياً صحيحاً.

ـ بيد النواب والكتل النيابية تحقيق إنجاز للدولة ولصورة المجلس النيابي إذا أحسنوا التعامل مع مشروع الموازنة بروح المسؤولية والجدية وأنجزوا تحالفات نيابية متحركة حول بنود بعينها بما يضمن تخفيف أعباء الموازنة على الطبقات الضعيفة ونجحوا بتحالفات موازية بفرض بدائل تحقق البديل وتحفز الاقتصاد.

ـ على سبيل المثال يرد رسم المستوردات ومقابله إعادة تصنيف المستوردات بين سلع يمكن وضع زيادات عالية على الرسوم التي تطالها تشبه ما هو معمول به في بلدان أوروبا كالتبغ والكحول والمشروبات غير الكحولية، وكلها لدى لبنان منتجات محلية توازيها ويمكن لها أن تنتعش برفع الرسوم إلى أكثر من مئة بالمئة عليها، فعلبة السجائر في أوروبا خمسة أضعاف سعرها في لبنان على الأقلّ، وصناعة التبغ اللبنانية لدى الريجي قابلة للتوسّع والتطوّر ومثلها المياه المعبّأة والمشروبات الغازية والكحولية.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى