«العسكري السوداني» يشنّ هجوماً على المعارضة السودانية.. والأخيرة تنتقد زيارات قادة المجلس الانتقالي الخارجيّة
أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان رفضها لزيارات رئيس المجلس العسكري الانتقالي ونائبه للخارج، إن كانت تستهدف «الاستقواء» بأي من دول الإقليم لـ»التحايل على الثورة».
وقال بابكر فيصل، القيادي في «إعلان الحرية والتغيير»: «لا نعلم شيئاً عن أجندة الزيارات الخارجية لرئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان حميدتي».
وأضاف فيصل، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، «إذا كان هدف تلك الزيارات هو الاستقواء بالخارج، وإقحام السودان في صراع المحاور الدولية، فهو أمر مرفوض بالنسبة لنا، ويعتبر تحايلاً على الثورة السودانية»، مشدداً على رفض التدخل السافر من أي من دول الإقليم، «إذا كانت تلك الزيارات تهدف إلى ذلك الغرض». وشدّد القيادي على أن «إقحام السودان في تلك الصراعات الدولية هو سلوك نظام الرئيس المعزول نفسه، عمر البشير، الذي تسبّب بأضرار كبيرة للبلاد».
وكان عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري قد زار مؤخراً كلاً من مصر والإمارات وجمهورية جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا، حيث أجرى مباحثات مع قادة تلك الدول تطرّقت إلى تطورات الوضع في السودان.
بينما زار نائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي» السعودية، والتقى ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان.
وقال مسؤول عسكري سوداني إن السلطة يمكن تسليمها فقط إذا انتصرت قوى الحرية والتغيير في الحرب على المجلس العسكري.
وأكد صلاح عبد الخالق عضو المجلس العسكري السوداني، أن الاتفاق مع قوى الحرية والتغيير بمنحهم 67 من مقاعد المجالس التشريعية و100 من التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء، حسب «سودان تربيون».
وتابع عبد الخالق: «الآن يطلبون 100 من السلطة السياديّة هذه لا يمكن أن تحصل عليها إلا إذا انتصرت علينا في حرب، لكن بالطريق المدني هذا مستحيل».
وأكد عبد الخالق أنه في حال تعذر التفاوض يمكن الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة.
وتوقفت المفاوضات بين المجلس العسكري السوداني، وقوى الحرية والتغيير بسبب الخلاف على تمثيل العسكريين والمدنيين في مجلس السيادة.
وأعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان، أن الإضراب الذي نظم الثلاثاء والأربعاء الماضيين، كان ناجحاً بنسبة 90 في المائة بجميع قطاعات العمل والمرافق العامة بالسودان.
وقال إسماعيل التاج عضو قوى إعلان الحرية والتغيير في مؤتمر صحافي، إن «الإضراب كان ناجحاً بنسبة 90 في المئة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء بجميع قطاعات العمل والمرافق العامة في السودان».
وأضاف التاج: «نرفض استعمال القوة ضد المضربين السلميين التي حدثت في بعض المرافق ونحن منفتحون لجميع الاحتمالات في الفترة المقبلة».
وأردف التاج: «نحن نصرّ على حكم الدولة المدنيّة في السلطات الثلاث المجلس السياديّ ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي».
وقال عضو آخر في قوى إعلان الحرية والتغيير بابكر فيصل: «نرفض تهديدات نائب رئيس المجلس العسكري عن أن قوى إعلان الحرية والتغيير لا تمثل الشعب ويجب إشراك قوى أخرى خلال الفترة الانتقالية».
ويشهد السودان حالياً، مرحلة انتقاليّة بعد الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير، يوم 11 أبريل/ نيسان الجاري، إثر حراك شعبي. وقد تولى مجلس عسكري انتقالي مقاليد الحكم لفترة انتقالية، برئاسة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، الذي لم يلقَ قبولاً من مكوّنات الحراك الشعبي ما اضطره بعد ساعات لمغادرة موقعه مع نائب رئيس المجلس، رئيس الأركان السابق كمال عبد الرؤوف الماحي. وتولى قيادة المجلس العسكري الانتقالي في السودان المفتش العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
ومنذ 6 أبريل/ نيسان الماضي، يعتصم آلاف السودانيين، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول أخرى، بحسب محتجين.