سيبقى العنب حصرماً

كالثمار فوق الأشجار

التي كنت أترقّب

نضوجها في طفولتي

هكذا كنت أنتظر

نضوجك أيها

الطفل الكبير،

مطمئناً كنتَ

تأتيني بعد كل

مشاحنة بيننا وشجار

معوّلاً على حبي

الجارف لك دون

أن تأبه بحجم

أذيّتك لقلبي

وأحاسيسي الدفينة

وما قد خلّفته تلك

الأذية من فجوات

وتراكمات وأخطار،

إن صبري عليك

كان من دافع حبي

ولهفتي وشجوني

كان من سعادتي

حينما كانت

تراك روحي قبل

أن تلمحك عيوني،

وا أسفي عليك

لم تدرك ذاك الحب

لم تشأ الهداية

والنضوج من تلقاء

نفسك، فكيف

سيُهديك الرب؟

يا أيها الذي

لم يزل يتربّع

على عرش قلبي

ماذا تراك فاعلاً

بذاك القلب؟

أما آن لك أن تعي

وتدرك وتكبُر

قبل أن يضيق

ذرعي منك

وينفد صبري

وروحي لك تهجُر؟

أنا يا صغيري

ما عدتُ أحتمل

منك حججاً واهية

لأخطائك المتكررة

لم يعُد بمقدوري

أن أختلق لك الأعذار

فإنك بما اقترفت

من أخطاء جنونية

أوصلتَ ما قد كان

بيننا إلى حالة

متشرذمة آيلة

للسقوط والانهيار

وإن العنبَ سيبقى

حصرماً على أمه

ولن تمتلئ جرار

الخمر المعتّق

من وحي تلك الأفكار

عبير فضة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى