هل مصيرك تهديد آلي إن بقيت إنساناً عادياً؟
في وقتنا الحالي نعيش في عصر يأخذنا إلى أن مستقبل عمل يعتمد على استراتيجيات التخيّل والابتكار في حلول إبداعية لمشاكل قد يكون الإنسان هو عنق زجاجتها، ورغم أن الخوض في موضوع مَن سيحتلّ مَن بات من الروتين الممل، إلا أن أهم ما يتراود عندما يُشاهَد بأنه كلما دخلت التكنولوجيا يخرج مقابلها بعض الموظفين ليتساءل البقية من دوره التالي؟
هل ستحتل التكنولوجيا مكاننا الوظيفي؟ أم أن بعض الوظائف لن يطالها هذا الاحتلال؟
أم بكل بساطة، الآلات في العمل أفضل من الإنسان!!..
بعض الدراسات تظهر بأن حوالي 39 من الوظائف القانونية و95 من الأعمال المالية يمكن أتمتتها وأما العاملين في شركات التصنيع والإنتاج من مراقبي الجودة والكشف عن الأعطال والإنتاجية والكفاءة المحسنة فهم الأسرع لمواجهة مستقبل الأتمتة.
وبالمقابل تعتبر بعض الدراسات بأن التهديد الآلي للجنس البشريّ هو أكبر تهديد وجودي وعلى قادة الشركات عدم تجاهل تأثير هذا الموضوع على الناس، بل ويتوجب عليهم تغيير طريقة التفكير هذه، فتحذّر المفتونين بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المعتقدين بأن مثالية الشركة تكمن بالعدد القليل من الموظفين بالكثير من الشركات التي تراجعت بعد جلب الآلات التكنولوجيّة الحديثة متناسين بأنه مقابل كل روبوت يتم تصنيعه يجب تعيين شخص للاهتمام بإصلاحه وخدمته، وبأن الهدف الرئيسي من التكنولوجيا هو زيادة الإنتاج وليس إيقاف العمالة.
هذه الأمور استثارت فضول بعض الشركات لمعرفة ماهية الأعمال الأكثر قدرة على التكيّف مع الأتمتة، فبيّنت الدراسات بأنه كلما كان العمل تقنياً أكثر كلما ازدادت قدرة التكنولوجيا على إتقانه، أما القطاعات التي تعتمد على التنظيم وتطوير الكفاءات البشرية وتحتاج لخبراء في صنع القرارات وتحديد الأهداف والحس السليم وكثير من التخيّل والتحليل الإبداعي والتفكير الاستراتيجي والابتكار، فتعتبر من أصعب القطاعات التي يمكن تطبيق الأتمتة فيها ضمن التكنولوجيا المتاحة في عصرنا هذا، على اعتبار أن البشر استراتيجيون أما الآلات فتميل للتطبيقات التكتيكية.
ويراودني:
هل حقاً باتت سرعة التطور الآلي تهديداً للوجود البشري؟ إن لم يكن فلماذا كل هذا الاهتمام بمصير تدخل التكنولوجيا في عمل الإنسان؟
هل حقاً يجد الإنسان بالعمل مغزى لوجوده؟ إذاً لماذا بغياب العمل تظهر مخالب الخيبة؟؟
إن كان لا يبدو بأن موضوع الوظيفة هو مشكلة مصيرية فهل نحن مَن يسدل الستار على عواطفنا لتتكتم على حقيقة مخفية بأهمية ذات مغزى للإنسانية وغيابها يخلق ثورة داخلية لمشكلة وجودية؟؟
ريم شيخ حمدان – سورية