مهرجان القدس الثالث للشعر بعنوان «قبلة الكرامة» في دمشق جواد ترك أبادي: هذا العام تحمل هذه الفعالية معنًى مضاعفاً في ظلّ المخاطر التي تتهدّد القدس وفلسطين عموماً
لورا محمود
بعد مرور واحد وسبعين عاماً على احتلال «إسرائيل» لفلسطين تغيّر الكثير من الأحداث في المنطقة العربية فتوحّدت أغلب الأنظمة العربية ضدّ
قضية فلسطين وتم التطبيع مع العدو «الاسرائيلي» والتآمر على الشعب الفلسطيني لتمرير ما عرف بصفقة العصر أو صفقة القرن، لكن ما زال هناك من يتمسّك بهذه القضية التي يعتبرها جوهر القضايا، خصوصاً محور المقاومة.
إحياءً ليوم القدس العالمي نظّم الحرس القومي العربي «مهرجان القدس الثالث للشعر» بعنوان «قبلة الكرامة» في كنيسة مار جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك في ريف دمشق في منطقة جديدة عرطوز، بحضور القائد العام للحرس القومي العربي ذو الفقار العاملي، والسفير الإيراني في دمشق جواد ترك أبادي، وقائد قوات البعث اللبنانية الأستاذ ماجد منصور، وبعض رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وممثلين عن قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية.
بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن القدس مدّته خمس دقائق وبعدها قدّمت فرقة «قاوم» التابعة للحرس القومي فقرة غنائية ثم ألقى الشعراء الخمسة: ريم البياتي، ومنال دعيفس من سورية ووسام رحال ورضوان القاسم من فلسطين والشاعر اليمني معاذ جنيد مجموعة من القصائد.
أبادي
وفي كلمة ألقاها السفير الإيراني جواد ترك أبادي شكر فيها القائمين على الفعالية التي تأتي ضمن فعاليات يوم القدس العالمي، والذي يحمل هذا العام معنى مضاعفاً في ظل المخاطر التي تتهدد القدس وفلسطين عموماً.
وأضاف أبادي: نحن اليوم نريد أن ننشر الخير ونقف ضدّ الشر الذي يريد أن يشعل كل مكان بنيران الغيظ والحقد والتعاسة، لذا كلمة الخير هي التي تجمعنا.
منصور
وبدوره قال راعي كنيسة مار جاورجيوس الأب ماهر منصور إنه من الضرورة استنهاض الأمم للدفاع عن مدينة القدس، واستنكار ما يحصل بحقها. ولا بدّ من أهمية التمسّك بالمقاومة كأبلغ ردّ على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وآخرها صفقة القرن.
السعدي
كما ألقى القيادي في الحرس القومي العربي خليل السعدي كلمة أشار فيها إلى أهمية يوم القدس هذا العام نتيجة الظروف التي تحيط بالأمة والقضية الفلسطينية.
وأكد السعدي لـ»البناء» بأن أي فعالية تحمل اسم القدس هي مهمة لأن القدس يجب أن تبقى حية في ثقافتنا ووعينا وبندقيتنا حتى تحقيق التحرير والعودة.
ورأى السعدي أن أي إنجاز يحقّقه شرفاء العالم بوجه القوى الإمبريالية يشكّل خطوة صوب تصحيح البوصلة، وأن الوضع يحتّم على شرفاء العالم توحيد الجهود لأجل استعادة فلسطين.
العشماوي
والتقت «البناء» مع عضو المجلس التنفيذي للشؤون الإعلامية في الحرس القومي العربي منتصر العشماوي الذي تحدّث عن المهرجان قائلاً: نحن ننظّم مجموعة فعاليات قبل يوم القدس العالمي لإحياء هذا اليوم وضمن هذه الفعاليات نقيم مهرجان القدس الشعري وهي المرة الرابعة على التوالي التي نستضيف بها نخبة من الشعراء من مختلف الدول العربية واليوم لدينا شعراء من سورية ولبنان واليمن وفلسطين.
ورأى العشماوي أن أهم ما جرى خلال هذا العام بالنسبة للقضية الفلسطينية نقل السفارة الأميركية إلى القدس كترسيخ وتهويد للمدينة المقدّسة واعتبار ترامب الجولان أرضاً «إسرائيلية» بالإضافة لقمة مكة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار العشماوي إلى أن أهمية الكلمة لا تقل عن أهمية الرصاصة والشعراء، اليوم سيعبّرون بأسلوبهم عن انتمائهم والتزامهم بقضايا أمتهم والتي
تشكّل القدس جوهرها.
ولفت العشماوي أن الحرس القومي العربي الذي يقيم هذه الفعالية بعنوان «قبلة الكرامة» قام بأنشطة إعلامية عدة، حيث أطلقنا هاشتاغ قبلة الكرامة وكانت هناك مجموعة من الكتّاب تحدثوا عن هذا اليوم خلال الأسبوع الفائت على الصفحة الرسمية للحرس القومي العربي على «الفيسبوك».
ويعتبر يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1997 بمثابة التأكيد على ثبات مكانة فلسطين في القلوب والعقول ويحتفل به في آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن الحرس القومي العربي انبثق عن الشباب القومي العربي مع بداية الحرب على سورية. وهو فصيل عسكري يشكل قوة رديفة للجيش العربي السوري يضمّ بصفوفه شباباً من كافة الدول العربية من سورية ولبنان ومصر وتونس والجزائر وفلسطين واليمن وهم يدافعون عن فكرة القومية وسورية تشكّل بالنسبة لهم قلعة العروبة والقومية التي تكاد تكون الأخيرة وهم يقومون بواجبهم الوطني على كامل الجغرافيا السورية وقدّموا العديد من الشهداء.