بومبيو يعلن استعداد بلاده للتفاوض دون شروط وإيران تردّ
قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، إنه «لا توجد أرضية جاهزة للتفاوض بين واشنطن وطهران، ولذلك لا يمكن لأحد الوساطة لحل الأزمة بين البلدين».
وذكر فلاحت بيشة، في تصريحات صحافية أمس، نقلتها وكالة «إيسنا» الإيرانية، «أعتقد أنه لا يمكن لأحد الوساطة بين إيران وأميركا، لأن العديد من الخلافات والمواضيع واضحة ولكن ليس هناك الأرضية الجاهزة للمفاوضات».
وأضاف البرلماني الإيراني «الأميركيون يتحرّكون في ظروف غير واقعية، ولذلك لن يتخذ الإيرانيون قرارهم الدقيق في مثل هذه الظروف».
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أعلن، في وقت سابق، استعداد بلاده للعب دور لتهدئة الأوضاع في المنطقة بين واشنطن وطهران.
من جهة أخرى، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن «المؤتمرات الأخيرة خاصة مؤتمر مكة تثبت أن بعض الدول العربية تكرّر تجربة هزائمها السابقة»، معتبراً أن «سلوكيات السعودية والإمارات تضر بهما على الأمد البعيد».
وأضاف لاريجاني «إننا نشعر بالسرور لعمل الدولة السورية بحكمة وانتصارها بمقاومتها في مواجهة الممارسات الشريرة خلال الأعوام الأخيرة»، وذلك خلال استقباله السفير السوري في طهران عدنان محمود.
وأضاف «ما يدعو للأسف أن بعض الدول العربية في المنطقة التأمت خلال الأعوام الأخيرة ضد سورية وعملت ضدها إلا أنها هزمت في ظل المقاومة التي أبدتها سورية».
وأشار لاريجاني إلى أن «المؤتمرات الأخيرة ومنها مؤتمر مكة، حيث كررت بعض الدول العربية تجربة هزائمها السابقة»، مضيفا «هذه الدول تعقد هذه المؤتمرات وتصدر البيانات بتصور أنها ستحقق النجاح».
وأشاد رئيس مجلس الشورى الإسلامي بالحكومة السورية والرئيس العراقي لمواقفهما في المؤتمر، قائلاً «الحكومة السورية والرئيس العراقي أكدا رفضهما لتلك التصريحات. سلوكيات السعوديين والإماراتيين تضرّ بهم على الأمد البعيد».
من جهة أخرى، قال مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، إن «جنود أميركا في مرمى الصواريخ الإيرانية».
وأكد اللواء رحيم صفوي، «أن 20 ألف جندي في القواعد الأميركية في قطر والكويت والبحرين يقعون في مرمى الصواريخ الإيرانية».
وتابع صفوي «يمكننا استهداف القواعد الأميركية في الدول المقابلة باستخدام صواريخ بمدى 300 كم».
وأضاف صفوي في تصريحات أن «أيّ حرب سيشنها ترامب سيخرج منها خاسراً وتكلفه ثمناً اقتصادياً باهظاً».
واعتبر صفوي أن «قوات إيران هي الأقوى عسكرياً في المنطقة».
أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى «منطقة الخليج تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز بي 52 ، وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة بمواجهة ما يقول مسؤولون من الولايات المتحدة إنه تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة».
وأبلغت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في وقت سابق، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، بقرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «بالتوقف عن تنفيذ التزامات معينة»، ضمن إطار الاتفاق حول البرنامج النووي. ومنح الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية 60 يوماً لإثبات التزامها بالاتفاق النووي مع بلاده.
كذلك، ردت طهران أمس، على تأكيد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، استعداد بلاده للتفاوض مع طهران بدون شروط مسبقة، مطالبة واشنطن بتغيير نهجها إزاء إيران.
وقال الناطق باسم الخارجية، عباس موسوي، إن «اللعب بالألفاظ واستخدام ألفاظ جديدة للتعبير عن أهداف خفية ليس معياراً للأفعال الأميركية بالنسبة لإيران»، مضيفاً أن «تغيير النهج العام والسلوك العملي للولايات المتحدة هو المعيار» بالنسبة لبلاده.
وبحسب موسوي فإن «تأكيد بومبيو على مواصلة واشنطن سياسة الحد الأقصى من الضغوط» على إيران دليل «على استمرار النهج الخاطئ السابق الذي تتبعه أميركا» تجاه طهران.
فيما أعرب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، عن استعداد بلاده «للحوار مع إيران حول التوترات الأخيرة بين البلدين دون شرط بعد أن تغير طهران من سلوكها».
وقال بومبيو، من سويسرا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويسري، إغنازيو كاسيس، «نحن مستعدون للحوار دون شروط مسبقة، ولكن هذا عكس الجهود الخبيثة المستمرة للجمهورية الإيرانية».
وتابع بومبيو، «نحن على استعداد للحوار مع إيران إذا قام النظام الإيراني بتغيير سلوكه».
كما ذكر بومبيو أن «مشاكل إيران بسبب 40 عاماً من نظام الحكم الإسلامي، وليس بسبب العقوبات الأميركية».
بدوره قال وزير الخارجية السويسري، إغنازيو كاسيس، أمس، إن «الشعب الإيراني يعاني بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي»، مؤكداً «ضرورة ضمان توصيل المساعدات الإنسانية للإيرانيين».
وذكر الوزير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، في تيسينو، «العقوبات المفروضة على إيران تسبب معاناة كبيرة للشعب الإيراني»، مضيفاً «هناك حاجة للمساعدات الإنسانية لإيران من أدوية ومواد غذائية».
وتابع كاسيس «ناقشنا هذا الأمر في واشنطن في شباط، وأعدنا نقاشه اليوم».