الرئيس الشهيد رشيد كرامي

ـ تحلّ ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي ولبنان يحتاج التذكير بمناقبية ووطنية هذه القامة القيادية التي جسّدت معايير رجل الدولة بأمانة عالية، فالوطنية كانت صفة ملازمة للرئيس الشهيد بعيداً عن الإنشائية والخطابة، بل بما هي سمو عن المصالح الشخصية والحسابات الطائفية والمناطقية والسياسات الإنتخابية، وتنسّك في محراب الوطن لرفع شأن الموقف بحسابات تحكمها المصلحة العامة سواء في مقاربة قضايا السياسة الخارجية أو السياسة الداخلية على السواء.

ـ كان الخروج من الحكم كما الدخول إليه محسوب بالنسبة للرئيس الشهيد بحساب المصلحة العامة فقط، فيسهل عليه رفض رئاسة الحكومة إذا عرضت عليه وهو لا يثق أنه قادر على خدمة بلده في ظلّ ما يحيط بالعرض من ظروف وشروط، كما يخرج مطمئن البال والضمير منها عندما تصير عبئاً على المصلحة الوطنية، وبالعزم ذاته يقبل عليها وفي عقله وقلبه رؤية وتصوّر لما يجب فعله في خدمة هذه المصلحة العامة، بينما عند كثير من السياسيين الدخول إلى الحكم قضية تستحق التضحيات والصفقات والتنازلات وهي دائماً محكومة بالمصلحة الخاصة والخروج خسارة لا تقع إلا قهراً أو تأتي محكومة بالطلبات الخارجية.

ـ وحدة لبنان مقدّسة وعروبته لا تخضع لمساومة وعداؤه لـ «إسرائيل» وتشبّثه بسيادته وعلاقته بسورية ومسؤوليته تجاه فلسطين ثوابت لا يمكن أن يتزحزح عنها، وفي المقابل الحوار طريق حتمي لحلّ الخلافات واحترام الخلاف وتهذيب الخطاب شروط العمل العام أما نظافة الكفّ والترفع والتنزّه في ممارسة المسؤولية عن المال العام فحدّث ولا حرج فلها معه حكايات تروى، من حساب فنجان القهوة والقرطاسية في مكتب رئاسة الحكومة إلى نفقات السفر والمرافقين والمستشارين، كله محسوب بميزان دقيق حيث يجب وحيث لا يجب…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى