ترامب يصل لندن في ظل أزمة سياسيّة كبيرة ويعلن أنه يتفهّم شكوك وزير خارجيته

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العاصمة البريطانية لندن في زيارة رسمية.2

وقبل توجّهه إلى بريطانيا دعا ترامب في تغريدة عبر تويتر روسيا وسورية وإيران إلى وقف ما سمّاها بـ»المذبحة في إدلب»، مضيفاً «إن تمّت عملية السلام في الشرق الأوسط فسيكون ذلك جيداً».

كما لم يتردد ترامب في التدخل بالشؤون الداخلية لبريطانيا قبيل وصوله إليها، ففي مقابلات مع صحف بريطانية انتقد الطريقة التي أدارت بها تيريزا ماي المفاوضات مع المفوضية الأوروبية، وقام بتزكية وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، الذي يؤيد «بريكست» بلا اتفاق، لتولي رئاسة الحكومة البريطانية خلفاً لها.

وقد أثارت تصريحات ترامب هذه جدلاً حيث دانها رئيس حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن، معتبراً أنها «تدخل غير مقبول في ديمقراطيتنا».

من جهة أخرى، أعلن ترامب، أن «شكوك وزير الخارجية، مايك بومبو، بجدوى صفقة القرن لحل النزاع في الشرق الأوسط، مفهومة بالنسبة له»، لكنه يعتبر أن خطته «واعدة».

وقال ترامب في إحاطة إعلامية: «أنا أتفهم عندما يقول مايك ذلك. لأن العديد من الأشخاص يعتقدون أن هذا مستحيل. لكني اعتقد ان ذلك ممكن».

وأضاف: «نحن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدة الشرق الأوسط بوضع خطة سلمية للتسوية. وإذا استطعنا التوصل لخطة سلام في الشرق الأوسط، فسيكون ذلك جيداً».

وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست» شكك وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبو، في جدوى «صفقة القرن» الأميركية لحل النزاع الفلسطيني «الإسرائيلي»، لكنه أعرب في الوقت نفسه، عن أمله في ألا يتم رفض الصفقة على الفور.

وحظي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، باستقبال حافل في قصر باكنغهام في اليوم الأول له من زيارة دولة إلى المملكة المتحدة تستمر ثلاثة أيام.

وتحت شمس حارقة وعلى وقع صوت المدافع التي أطلقت ترحيباً به، كان ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وزوجته كاميلا بانتظاره لدى نزوله من المروحية برفقة زوجته ميلانيا.

وبعد ذلك، استقبلت الملكة إليزابيث الثانية الرئيس الأميركي وتبادلا بضع كلمات، تحت أنظار ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر اللذين أمكن رؤيتهما على شرفة القصر.

وبعدما أمضيا دقائق في القصر، خرج الرئيس والملكة للاستماع إلى النشيدين الوطنيين الأميركي والبريطاني واستعراض الحرس الملكي الذي عزف أفراده ألحان النشيدين مرتدين الأزياء الحمراء التقليدية مع القبعات السوداء.

ويضمّ برنامج عمل الزيارة غداء مع الملكة واحتساء الشاي مع الأمير تشارلز وزوجته في مقر سكنهما في «كلارنس هاوس» ومن ثمّ عشاء دولة.

وأثارت التشريفات التي خصصت للرئيس الأميركي موجة احتجاجات، انضمّ إليها رئيس حزب العمال جيريمي كوربن، الذي قاطع مأدبة العشاء. ورفع ناشطون من منظمة العفو الدولية صباح أمس، لافتات دعت إلى «التصدي» لترامب ولـ»العنصرية والكراهية» على جسر قبالة مقر السفارة الأميركية.

ودان زعيم حزب العمال البريطاني معارضة جيريمي كوربن تصريحات ترامب، معتبراً أنها «تدخل غير مقبول في ديموقراطيتنا».

وكتب ترامب في تغريدته عن رئيس بلدية لندن «صادق خان الذي قام بعمل سيئ للغاية كرئيس لبلدية لندن أدلى بتصريحات شريرة تتعلق بالرئيس الأميركي»، معتبراً أنه «يستحسن أن يركز هذا الفاشل على مكافحة الجريمة في لندن».

ويُدين خان باستمرار تصريحات الرئيس الأميركي وتصرفاته ولم يحضر مأدبة العشاء أمس. وقد قاد حملة المعارضة لزيارته وشبه ترامب في مقال الأحد بطغاة أوروبا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. وانتقد عشية الزيارة في مقابلة مع سكاي نيوز «فرش المملكة المتحدة السجاد الأحمر» استقبالاً لترامب.

وكتب خان «دونالد ترامب هو أحد أكثر الأمثلة فظاعة عن تهديد عالمي متنام».

ووصف متحدث باسم خان تغريدات ترامب بأنها «صبيانية» و»لا تليق برئيس الولايات المتحدة».

من جهتها، أعلنت ماي التي تستقبل ترامب اليوم، في 10 داونينغ ستريت قبل أيام من استقالتها المقررة في السابع من الحالي، «علاقتنا عززت أمن وازدهار بلدينا لسنوات وستستمر كذلك للأجيال القادمة».

وستحتل العلاقات التجاريّة الأساسية لبريطانيا في مرحلة ما بعد بريكست حيزاً كبيراً من المحادثات وإن كان البعض في المملكة المتحدة يخشى ألا تجري الأمور في مصلحة بلدهم. وقال ترامب أول أمس، «لدينا الإمكانية لنكون شريكاً تجارياً رائعاً للمملكة المتحدة»، مؤكداً استعداده لـ»التفاوض حول اتفاق للتبادل الحر بين البلدين بسرعة».

وسيحضر ترامب غداً مراسم إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لإنزال النورماندي في بورتسموث بجنوب انكلترا مع الملكة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

بعد ذلك سيزور مع زوجته إيرلندا في السادس من حزيران ثم يتوجّهان إلى النورماندي في فرنسا للمشاركة في الاحتفالات التي أعدّتها فرنسا لهذه المناسبة.

ولا يتوقع أن يلتقي ترامب الممثلة الأميركية السابقة ميغن ماركل زوجة الأمير هاري التي كانت انتقدته بشدة خلال حملة الاقتراع الرئاسي.

وصرّح لصحيفة «ذي صن»، «ماذا أقول؟ لم أكن أعرف أنها شريرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى