الخازن: ما يحصل على الساحة يدمي القلوب ونتمنّى الإقلاع عن نبش دفاتر الماضي
اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، بعد جولته خارج البلاد، «أنّ ما يحصل على الساحة اللبنانية يدمي القلوب على هذا الواقع المزري»، وتمنّى على كلّ الأطراف «الإقلاع عن نبش دفاتر الماضي ونكء الجراح».
وشدّد على أنّ «ما يحصل على الساحة اللبنانية يدمي القلوب على هذا الواقع المزري من خلال التخاطب السياسي الذي يخرج عن أدبياته في محطات كثيرة، ناهيك عن التصعيد والحملات والاتهامات. وهذه الأساليب المدانة جملة وتفصيلاً لم نألفها في مجتمعنا وهي خارجة عن تقاليدنا المتوارثة من الآباء والأجداد».
وتمنّى «الإقلاع عن نبش دفاتر الماضي ونكء الجراح من أيّ طرف لا سيما على الساحة المسيحية»، لافتاً الى أنه، ومنذ التسعينيات، «كانت لنا صولات وجولات لجمع الكلمة بين الأحزاب والقوى المسيحية لما لذلك من مردود وطني، بعدما تمّ تفاهم معراب وباركناه لأننا مع وحدة الصف المسيحي والوطني، خصوصاً في هذه الظروف المفصلية التي تمرّ بها المنطقة والعالم إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي نعيشها يومياً ونواكبها مع الناس المثقلين بالهموم والصعوبات، لذلك العودة إلى لغة الحرب مرفوضة ولا نقبلها وقد آن الآوان أن نقلع عن كلّ ما يذكرنا بتلك الحقبة السوداء من تاريخ لبنان».
وأكد الخازن «أنّ حاضرة الفاتيكان تتابع الشأن اللبناني أوّل بأوّل، ومن خلال لقاءاتي بكبار المسؤولين في دولة الفاتيكان لمست مدى اطلاعهم على الملف اللبناني، وهم حريصون على التعايش أكثر من أيّ وقت مضى، لا بل في هذا الشرق بأسره، لأنّ المسيحيين كانوا رواد النهضة والتاريخ والأدب والسياسة. فالفاتيكان يحرص على أمن لبنان واستقراره والتعايش بين كلّ مكوّناته الروحية، وما الوثيقة التاريخية التي وقعت في دولة الإمارات العربية المتحدة بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر إلا دليل على هذا الحرص وتحديداً في هذه المرحلة حيث الإرهاب والتطرف يضربان في كل المنطقة».
أما عن جولته الأميركية والأوروبية، فقال: «شعرت وتيقنت من خلال اللقاءات والاتصالات التي قمت بها في هذه الدول، أنّ المنطقة مقبلة على أيام صعبة وهناك مرحلة جديدة وخطيرة في آن ومتغيّرات جيوسياسية في معظم دول المنطقة، ما يستدعي اليقظة والتنبّه ووحدة الصف العربي لمواجهة هذه الأخطار المقبلة علينا، وأيضاً لمست أنّ هناك دعماً دولياً للبنان، ولكن علينا أن نتفق في ما بيننا ونلتزم بالإصلاحات الاقتصادية والمالية دون أن ننسى دور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يحافظ على النقد الوطني وهو موضع إشادة من كبار المسؤولين الدوليين».
وختم الخازن: «إننا إذ نشدّد على أهمية متانة العلاقة بين الرؤساء الثلاثة لما في ذلك من إيجابيات على إدارة كلّ الملفات، نتمنّى على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري أن يستمرّوا بالتعاون الذي هو الضمانة في هذه المرحلة لاستقرار لبنان»، آملا من «كلّ الطبقة السياسية أن تعي المخاطر المحدقة بالبلد والمنطقة في ظلّ مرحلة التحولات والمتغيّرات في الإقليم».