زاخاروفا توضح لماذا فقد الغرب اهتمامه بسورية: خططهم للإطاحة بالدولة باءت بالفشل
أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مقابلة حصرية مع RT على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أسباب فقدان الدول الغربية اهتمامها في سورية.
وفي معرض إجابتها عن سؤال حول لماذا لم يعد أحد مهتماً بسورية، قالت: «لأن الدول الغربية لم تتمكن من تحقيق السيناريو الذي أعدته لسورية، خططهم للإطاحة بـ الرئيس السوري بشار الأسد باءت بالفشل، وتصريحاتهم حول ضرورة مغادرة الأسد منصبه كانت دون جدوى».
وأضافت: « أما الآن في وقت لم يهزم بعد الإرهاب في سورية بالكامل، وعلى الأقل أوقف، وظهرت لدى سكان هذا البلد إمكانية حقيقية لبناء مستقبل جديد وحياة آمنة جديدة، فإن الدول الغربية ببساطة فقدت كل الاهتمام في سورية».
ميدانياً، كشفت مصادر مطلعة في ريف إدلب لوكالة «سبوتنيك» أن مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» قاموا بنقل 3 اسطوانات من غاز الكلور، ليل الجمعة، من أحد مقار التنظيم في جبل الزاوية جنوب إدلب باتجاه ريف حماة الشمالي.
وأضافت المصادر أن إرهابيّي «النصرة» قاموا بنقل العبوات المذكورة بواسطة سيارة إسعاف تابعة لتنظيم «الخوذ البيضاء» الإرهابي وتمّ تسليمها إلى أحد القياديين في «جيش العزة» في مدينة كفرزيتا.
ويثير وصول شحنة من أسطوانات الكلور إلى مناطق ذات كثافة سكانيّة شبه معدومة قرب خطوط التماس بريف حماة الشمالي، تساؤلات حول مسرح استخدامها المقبل لاتهام الجيش السوري باستخدام المواد السامة من أجل استدعاء التدخل الخارجي لوقف عملية الجيش العسكرية في إدلب.
وعلى صعيد المواجهات، تشهد جبهات القتال في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي بين الجيش السوري والتنظيمات الإرهابية، معارك طاحنة لم تتوقف منذ ثلاثة أيام، وتمكّن الجيش خلالها من سحق مئات الإرهابيين بينهم انتحاري شيشاني استعمله تنظيم «جبهة النصرة» على محور بلدة الجلمة.
ونقل عن مصدر عسكري سوري قوله إن قوات الجيش تمكنت من إحباط محاولة هجوم واسعة نفذها مسلحو هيئة «تحرير الشام» وتنظيمات أخرى متحالفة معها باتجاه محور بلدة الجلمة، حيث نفذت وحدات الجيش كميناً محكماً أخلت من خلاله بعض نقاطها في المنطقة ثم شنّت هجوماً معاكساً سحقت من خلاله عشرات الإرهابيين الذين تقدموا عبر هذا المحور وأعادت سيطرتها على كامل النقاط وتمكنت من إحصاء جثث أكثر من 30 مسلحاً.
وأضاف المصدر أن قوات الجيش تمكّنت من تفجير عربة مفخخة يقودها انتحاري قبل وصولها إلى هدفها على محور بلدة الجلمة بحوالى 2 كم، في وقت أكدت فيه مصادر محلية بريف حماة الشمالي أن الانتحاري الذي كان يقود العربة المفخّخة يدعى أبو الدرداء الشيشاني وهو أحد مسلحي الحزب «الإسلامي التركستاني».
وأكد المصدر العسكري أن قوات الجيش السوري تمكنت من إعادة تأمين محيط بلدتي الحماميات وكرناز بعد اشتباكات مع المسلحين دامت أكثر من 24 ساعة وأنه تم تحصين كامل مواقع الجيش في المنطقة حيث بلغ عدد قتلى المسلحين على محور كرناز الحماميات أكثر من 100 قتيل، في وقت لا تزال جبهتا تل الملح والجبين تشهدان اشتباكات عنيفة لليوم الثالث على التوالي وسط قصف مدفعي وصاروخي كثيف تنفذه وحدات الجيش باتجاه مواقع المسلحين في المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك نفذ خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع المسلحين في خان شيخون واللطامنة وكفرزيتا والزكاة والأربعين وكفرنبل وترملا وحاس في ريفي إدلب وحماة وتمكن من تدمير آليات عدة كانت متجهة لمؤازرة التنظيمات الإرهابية المسلحة على جبهة ريف حماة الشمالي.
إلى ذلك، أطلقت منظمة العفو الدولية موقعاً إلكترونياً جديداً متعدد الوسائط يعرض مستوى الدمار الذي لحق بمدينة الرقة السورية، خلال عملية التحالف الدولي لاستعادتها من تنظيم «داعش» عام 2017.
وجاء إطلاق الموقع الذي يحمل اسم «ركام التحرير»، هذا الأسبوع تزامناً مع الذكرى الثانية لبدء حملة التحالف ضد تنظيم «داعش»، ويعرض الموقع عبر صور منتقاة مع تعليق صوتي لدوناتيلا روفيرا مستشارة الأزمات والمحققة التابعة للمنظمة، لمحة عن عمل روفيرا خلال زيارتها للمدينة في فبراير الماضي، وبحثها عن الشهادات والدلائل على ما جرى خلال حملة التحالف الدولي.
وتتحدث روفيرا عن «أكبر مستوى شهدته من الدمار خلال عقدين» من تغطيتها آثار الحرب، بعد القصف الشديد الذي أوقع 1600 قتيل مدني وفقاً لإحصائيات المنظمة التي جمعها أفراد فريق المنظمة من خلال تحقيق أجروه لمدة 18 شهراً في الرقة، زاروا خلاله أكثر من 200 موقع للغارات، وقابلوا أكثر من 400 ناجٍ وشاهد، وأطلقوا تقارير عديدة، خالفت تقارير التحالف التي وثقت وقوع أقل من 200 ضحية مدنية فقط خلال حملتهم على المدينة.
وذكرت روفيرا أن «بناء منعزلاً على أطراف المدينة سلم من الدمار، بالرغم من أنه كان موقع احتماء قنّاص تابع لـ»داعش» منع الأهالي من مغادرة المدينة للفرار من الحملة، ما يدل على ضعف القدرة الاستخبارية لدى التحالف».
وقالت روفيرا: «منع القناصة والألغام التابعة لـ»داعش» المدنيين المحاصرين من الخروج… قُتل الكثيرون في منازلهم جراء القصف الجوي للتحالف والغارات العشوائية بالمدفعية. على الرغم من ذلك، ادعى قائد التحالف الفريق ستيفن تاونسند أن الهجوم كان أكثر الحملات الجويّة دقة في التاريخ!».
ولفتت «العفو الدولية» إلى أن «حملة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للإطاحة بجماعة «داعش» من الرقة من بين الحروب الأكثر تدميراً في الحرب الحديثة. فالهجوم، الذي استمر من 6 يونيو إلى 17 أكتوبر 2017، وبقيادة القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية، قتل وجرح الآلاف من السكان، وحوّل المنازل والشركات والبنية التحتية إلى أنقاض».
وأكد أهالي المدينة الذين حاورتهم روفيرا، أنهم لا يتلقون أي مساعدة تذكر من التحالف لمواجهة الظروف المعيشية المزرية التي يعيشونها منذ انتهاء عملية «التحرير المدمّرة».
وقالت روفيرا: «بعد مرور عامين، يتعين على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التحقيق في النطاق الكامل للخسائر المدنية التي تسبب بها، وضمان حصول الضحايا وعائلاتهم على تعويضات كاملة».