«المستقبل» يخسر نقابتي أطباء بيروت وطرابلس… وتصريح لباسيل يستدرج رداً سعودياً إبراهيم يصل مع زكا من طهران… و«القومي»: تصريحات فريدمان تفضح مؤتمر المنامة
كتب المحرّر السياسيّ
على إيقاع معارك تزداد ضراوة في شمال غرب سورية يتقابل مشروع الدولة السورية مدعوماً من حلفائها في محور المقاومة ومن روسيا، مع مشروع أميركي حائر ومتخبّط وعاجز في مقدراته وتحالفاته، يمثله في معارك إدلب تحالف جبهة النصرة والجماعات التي تقاتل تحت العباءة التركية والسعودية، وتركيا الرسمية تنتظر نتائج المعارك الفاصلة كما فعلت في معارك حلب لتحسم خياراتها المعلنة، ومثلها يفعل الأميركيون ليقرروا فرضية الانتقال إلى المزيد من التصعيد أم إلى التساكن مع معادلات جديدة يتم رسمها في الجغرافيا، كما حدث بعد معارك حلب، لذلك تضع روسيا خلافاً للرهانات على ترددها كل ثقلها للفوز في هذه المعركة، فعبر الانتصار الحاسم في مراحلها الأولى سيرسم مصير المراحل اللاحقة، كما سيفرض التموضع التركي النهائي على ضفة السياسة بدل الرهان على اللعب بالجغرافيا السورية، وسيلتزم الأميركي بالتعامل مع الفشل كأمر واقع، يسلّم بسقوط فرص المقايضات التي يأمل بها كمشاريع تفاوضية تبدأ من الوجود العسكريّ الأميركيّ في سورية وتنتهي بالملف النوويّ الإيرانيّ.
بالتوازي يصل الموفدون الدوليون إلى طهران يحملون دعوات التهدئة والرسائل الأميركية في آن واحد، وأول الواصلين وزير الخارجية الألمانية، هايكو ماس، وينتظر أن يليه بالوصول في الأيام القليلة المقبلة رئيس وزراء اليابان، وينتظر أن يلتقي ماس بالرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني اليوم، في ظل مواقف إيرانية حازمة عبر عنها وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، سواء لجهة الموقف من مناقشة أي انتقادات أو اقتراحات أوروبيّة، ربطاً بقدرة اوروبا على تنفيذ التزاماتها في التفاهم النووي الذي تعلن تمسكها ببقائه وتطالب إيران بعدم الخروج من مظلته، أو لجهة عزم إيران ما لم تقدم أوروبا خطوات عملية واضحة لترجمة تمسكها بالتفاهم النووي، على السير بخطوات نوعية على طريق تفعيل وتطوير برنامجها النووي خارج بنود التفاهم الذي تمسكت إيران بالالتزام الدقيق بموجباته لأكثر من عام بعد الانسحاب الأميركي منه دون أن يتمكّن الشركاء الآخرون في التفاهم بإثبات قدرتهم على حمايته.
الدوحة تعمل أيضاً على التهدئة بين طهران وواشنطن، كما قال وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أطلق جملة مواقف تتصل بسياسة الحكومة القطرية تجاه المشهد الإقليمي، خصوصاً لجهة التمسك بموقف مستقل عن واشنطن في العلاقة مع إيران، والأبرز كان انتقاده مشروع صفقة القرن، معتبراً أن ورقة جاريد كوشنر غير عادلة وغير واقعية لمجرد أن الفلسطينيين يرفضونها، مضيفاً أن قطر سترضى بما يرضى به الفلسطينيون.
لبنانياً، كان الحدث البارز، وصول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى طهران، تتويجاً لمسعى الإفراج عن اللبناني نزار زكا الذي كان قد طلب رئيس الجمهورية من الرئاسة الإيرانية منحه عفواً خاصاً، وحملت رسالة من وزير الخارجية جبران باسيل إلى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الطلب نفسه. وكان اللواء إبراهيم بالتنسيق مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد تواصل مع القيادات الإيرانية تمهيداً للمطالبة بالإفراج عن زكا، الذي يفترض أن يصطحبه اللواء إبراهيم اليوم إلى بيروت ويقصدان معاً القصر الجمهوري في بعبدا.
بالتوازي تواصل مناخ الارتباك السياسي مسيطراً على القوى المتشاركة في الحكومة، فخاضت منقسمة انتخابات نقابة الأطباء التي انتهت بخسارة اللائحة التي يقودها تيار المستقبل، ومثلها خسر المستقبل في انتخابات نقيب أطباء طرابلس، بينما كانت نيران صديقة تستهدف المستقبل، من جهة من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي غمز من قناة وزير الاتصالات وتوقف الهاتف الخلوي في عالية والشوف لساعات، ومن جهة بعض المحسوبين على المستقبل الذين قدّموا تحليلات عن فرضية اعتكاف أو استقالة الرئيس سعد الحريري، لتخرج قناة المستقبل لليوم الثاني على التوالي في مقدمة نشرة الأخبار تتحدث عن الذين يدعون الحرص بهدف إلحاق الأذى، وفي مناخ الارتباك والتوتر جاء كلام وزير الخارجية جبران باسيل عن التمسك باللبنانيين أولاً في معرض انتقاده «للذين قد يكون لديهم انتماء ثانٍ أهم من الانتماء للبنان» ليستدرج رداً تهكمياً من الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد الذي تناول كلام باسيل عن أولوية اليد العاملة اللبنانية على أي يد عاملة أخرى سورية أو إيرانية أو سعودية، فقال إن اليد العاملة السعودية في لبنان تنافس اللبنانيين على مصدر رزقهم ويبلغ العاملون السعوديون في لبنان مئتي ألف في إشارة إلى عدد اللبنانيين العاملين في السعودية.
في موقف متصل بعلاقة لبنان بما يجري في المنطقة، خصوصاً الاستعدادات الأميركية للتمهيد لصفقة القرن، تناول الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان تصريحات السفير الأميركي لدى كيان الاحتلال التي دعا فيها لمنح الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية امتيازات، كاشفاً عن موافقة أميركية على ضم أجزاء من الضفة الغربية، فرأى البيان أن كلام فريدمان يفضح المغزى الحقيقي لمؤتمر المنامة الاقتصادي كترجمة لمشروع صفقة القرن الهادف لتصفية القضية الفلسطينية.أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ تصريحات السفير الأميركي لدى كيان العدو ديفيد فريدمان، والتي زعم فيها أن للعدو «الإسرائيلي» الحق بضم أجزاء من الضفة الغربية، هي ترجمة لسياسات الولايات المتحدة الأميركية ومواقفها الداعمة بالمطلق للعدو الصهيوني، وتندرج في سياق سعي الإدارة الأميركية لفرض صفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية.
وأضاف في بيان أصدره عميد الإعلام في «القومي» معن حمية أن أخطر ما دلّت عليه تصريحات فريدمان، أنه كشف على الملأ ما تنطوي عليه «صفقة القرن» الأميركية التي يتم العمل عليها بتواطؤ من بعض الأنظمة العربية، عدا عن أنه اي فريدمان تحدث بلسان عبري، وكواحد من مجرمي الحرب الصهاينة الذين يحتلون أرض فلسطين ويقيمون المستوطنات عليها ويرتكبون المجازر بحق الفلسطينيين.
واعتبر تصريحات فريدمان من جزئيات السياسات الأميركية المعادية لشعبنا وأمتنا، وهذه السياسات الأميركية بجزئياتها وبمجملها هي محل رفض وإدانة، لأن فلسطين كل فلسطين هي ارضنا وحقنا، والعدو الصهيوني هو قوة احتلال واستيطان وإرهاب. وكل احتلال مصيره زوال.
وشدّد على أن الردّ على تصريحات فريدمان ومَن هم على شاكلته من الأميركيين والصهاينة وعرب التطبيع، يكون بمزيد من صلابة الموقف رفضاً للاحتلال والاستيطان والتهويد، والتأكيد على حق التحرير والعودة، والتصدي بحزم لأي مشاركة فلسطينية أو عربية في مؤتمر البحرين الاقتصادي، لأن هذا المؤتمر، هو منصة انطلاق لـ «صفقة القرن» الأميركية ـ الصهيونية بهدف تصفية المسألة الفلسطينية، وكل مَن يشارك في هذا المؤتمر، فلسطينياً كان، أم من أي بقعة في العالم العربي، هو خائن لفلسطين ولقضيتنا القومية ولكل القضايا العربية.
ورأى ان «صفقة القرن» تعني أن المسألة الفلسطينية أمام خطر مصيري، وشعبنا أمام خطر وجودي، لذلك، المطلوب هو التصدي بحزم وثبات لهذه الصفقة المشؤومة بكل متفرّعاتها وما قد ينبثق عنها، من خلال التشديد على التمسك بالحق وبخيار المقاومة سبيلاً وحيداً للتحرير والعودة.
فيما عاد رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت، من المتوقع ان تتكثف الاتصالات لتهدئة الأجواء، خصوصاً أن مجلس الوزراء سيعود الى الاجتماع هذا الاسبوع في حين أن لجنة المال والموازنة ستجتمع اليوم للاستماع إلى رد وزير المال علي حسن خليل على اسئلة النواب التي جرى طرحها يوم الاثنين الماضي في ما خص الموازنة والعجز والاصلاحات.
وبانتظار ترطيب الأجواء، تشدد مصادر المستقبل لـ«البناء» على أن تيار المستقبل يواصل جهوده للحفاظ على التسوية، لكن هناك من يريد الالتفاف عليها بتصريح من هنا وتهديد من هناك الأمر الذي خرج عن حده وبات يؤثر على التسوية، مشددة على أن البعض بات يلجأ الى إبراز نفسه بأنه المنتصر عند كل محطة في حين أن هذه الانتصارات أشبه بالانتصار الوهمي، مجددة التأكيد على أن ما يجري بحق اللواء عماد عثمان من قبل التيار الوطني الحر لا يمكن وضعه إلا في خانة التجني والتحامل عليه وعلى مؤسسة قوى الأمن وفرع المعلومات، مستغربة لماذا يلجأ التيار الوطني الحر عن قصد بين الفينة والأخرى الى سياسات تزعزع التسوية، لافتة إلى أن الرئيس الحريري ليس في وارد الاستقالة فلا شيء يستدعي ذلك.
في كلمة له في الاحتفال بالذكرى الـ 158 لتأسيس قوى الأمن، قال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان: «سنبقى فخورين بما نحققه على المستويات كافة، لأننا أول من أطلق شرارة مكافحة الفساد، سنبقى فخورين بكل ما نقوم به وضميرنا مرتاح، بمواقفنا المنطقية والصلبة التي اتخذناها في أصعب الظروف».
وبانتظار زيارة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي دار الإفتاء اليوم، أكدت مصادر تكتل لبنان القوي لـ«البناء» ان التيار الوطني الحر وتيار المستقبل يفترض بهما إجراء مراجعة شاملة لما حصل في المرحلة الاخيرة من تباينات تمهيداً لمعالجة مكامن الخلل التي تظهّرت مع سجالات الاسبوع الماضي، خاصة أن هناك الكثير من الملفات التي يفترض ان توضع على جدول اعمال مجلس الوزراء الأمر الذي يستوجب التلاقي والتفاهم وعدم تعطيل مجلس الوزراء، مشددة على ان تكتل لبنان القوي متمسك بعلاقة ممتازة مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
ولفتت المصادر الى ان رئيس التيار الوطني لا يعتدي على أحد ولا يتدخل في تعيينات المكونات الاخرى ما يعني أن على الآخرين ان لا يتدخلوا في التعيينات المسيحية، لافتة الى ان الوزير باسيل له حق للتدخل في تعيين رئيس ادارة شركة «الميدل ايست» مثلما يحق للرئيس الحريري تعيين حاكم مصرف لبنان وفق ما يريده، مشددة على ان التعيينات المسيحية ستكون الحصة الأكبر فيها للتيار الوطني الحر التكتل المسيحي الأكبر في المجلس والحكومة، فالتعيينات مسيحياً ستوزع وفق الأحجام.
وفي موقف جرى وضعه في غير محله في التوقيت، أكّد رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال العشاء الختامي لمؤتمر الطاقة الاغترابية أنّ: «البعض يتّهمني بأنّني عنصري، وأنا أتفهّم ذلك، لأنّ الانتماء اللبناني لدى هؤلاء ليس قوياً كفاية ليشعروا بما نشعر به، ولأنهم يعتبرون ان هناك انتماء ثانياً قد يكون أهم بالنسبة إليهم».
وتابع في كلمته: «من الطبيعي أن ندافع عن اليد العاملة اللبنانية في وجه أي يد عاملة أخرى، أكانت سورية، فلسطينية، فرنسية، سعودية، إيرانية، أو أميركية، فاللبناني «قبل الكل»، فللأسف هناك من لا يفهم ماذا يعني ان تكون لبنانيتنا فوق كل شيء».
وفي ردّ لافت ونادر، توجّه رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب الى باسيل بالقول: «عزيزي الوزير جبران باسيل، قد نختلف مع بعض دول الخليج سياسياً، ولكن الإنصاف يقتضي أن نعترف بأن الكثير من اللبنانيين عاشوا من خير الخليج والكثير من قرانا عمّرتها أموال الخليج لذا فلنتوقف عن اتخاذ مواقف لا تفيد الناس، فعشرات الآلاف ينعمون بخيرات الخليج العربي».
وردّ الأمير السعودي، عبد الرحمن بن مساعد، على تغريدة باسيل وقال في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي: «مشكلة العمالة السعودية السائبة في لبنان كبيرة ولا يلام معالي الوزير العبقري على تصريحه ولا أرى فيه أيّ عنصرية بل هو تصريح حكيم وفي محله. فالسعوديون زاحموا اللبنانيين على أعمالهم واللبنانيين أولى ببلادهم سيما أن عدد العمالة السعودية في لبنان يقارب الـ 200 ألف».
وعلى خط التحقيقات في طرابلس، فإنها تتواصل مع موقوف لدى « شعبة المعلومات « تردّد أنّه كان على عِلم بحصول الارهابي عبد الرحمن مبسوط على السلاح الّذي استخدمه لتنفيذ جريمته الإرهابية.
ولفت الوزير السابق مروان شربل إلى أنّ «زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي طلب من عناصر التنظيم القيام بعمليّات إفرادية، لأنّ في العملية الجماعية قد يحصل تنصّت ويتمّ إمساكهم من قبل الأجهزة الأمنية ، مفيداً بأنّ «هذه المعلومات وصلت إلى أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية». ونوّه شربل إلى أنّ «ما حصل في طرابلس، نموذج عمّا تكلّم عنه البغدادي، ومبسوط سمِع ما قاله البغدادي أو وصل إليه، ولو بقي مبسوط حيًّا لكنّا حصلنا منه على معلومات ثمينة»، كاشفًا أنّ «أحد الموقوفين بعد العملية الإرهابية في طرابلس أعلن أنّه اشترى السلاح لمبسوط، الّذي قيل إنّه باع أثاث منزله لتأمين الأموال لشراء السلاح».
وأفاد بأنّ «الأجهزة الأمنية اليوم تُكثر من المخبرين، لا سيما في الأحياء الفقيرة، للوصول وإلقاء القبض على أكثر عدد من الأشخاص، وجريمة طرابلس لن تكون الأخيرة.
الى ذلك يزور وفد يضم وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي والنائبين علي عمار وأمين شري ورؤساء بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت، وزيرة الداخلية ريا الحسن في مكتبها بالوزارة، حيث سيبحث الوفد قضايا ومطالب تخصّ الضاحية الجنوبية، حيث من المتوقع ان تزور الحسن الضاحية في وقت قريب.
وعلى خط آخر وصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم طهران أمس، لاستكمال المساعي لإطلاق سراح المواطن اللبناني نزار زكا. وأعلن متحدث باسم السلطة القضائية في إيران غلام حسين إسماعيلي أن طهران تلقت طلباً من بيروت للعفو عن زكا، لكنها لم تتخذ قراراً بعد في القضية.
وفي معلومات «البناء» فإن عملية إطلاق سراح زكا ستتم خلال 48 ساعة، وهي نتاج اتصالات ومساعٍ قام بها حزب الله والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع الايرانيين لإطلاق سراح زكا، مشددة على ان ابراهيم واصل لقاءاته في الآونة الاخيرة مع الاميركيين والايرانيين من اعلى المستويات لإنهاء هذا الملف، فضلاً عن انه تابع في هذا السياق ملف قاسم تاج الدين مع الأميركيين بهدف إطلاق سراحه في سياق صفقة التبادل. واعتبرت المصادر ان اللواء ابراهيم يتمتع بثقة الرئيس ميشال عون ولذلك كلفه بهذا الملف اسوة بملفات اخرى جرى تكليفه بها في وقت سابق.