شهداء في اليوم الأول من العصيان في الخرطوم والمجلس العسكري يُبدي استعداده للتفاوض
أعلنت لجنة أطباء السودان عن «استشهاد 4 متظاهرين سودانيين برصاص قوات الأمن في مدينة بحري في الخرطوم».
ووقعت مواجهات بين محتجين وقوات الأمن مع بدء العصيان المدنيّ والإضراب الشامل، وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيّل للدموع بكثافة، سبق ذلك اعتقال عدد من الموظّفين في المصارف والمطارات وشركة الكهرباء وتعرّضهم للتهديد، وفق ما أعلنه تجمّع المهنيين.
وأكدت نقابتا الأطباء والصيادلة السودانيين في بيانين منفصلين أن «قوات المجلس العسكري اقتحمت الصندوق القومي للإمدادات الطبية الذي يغذّي الصيدليات والمستشفيات بشتى أنواع الأدوية ولا سيما أدوية الأمراض المزمنة».
وناشدت النقابتان في نداء عاجل المنظمات الدولية «التدخل في ظل منع المجلس العسكري وصول الدواء إلى المرضى، وإغلاقه عدداً من المستشفيات»، محمّلين المجلس «مسؤولية أي روح تزهق جراء هذه الممارسات».
وقتل نحو 20 شخصاً وجُرح العشرات في مواجهات قبليّة عنيفة في مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر.
ووفقاً لمصادر أمنية، فقد «وقعت قبيلتا بني عامر والنوبة اتفاق مصالحة صباح أمس، برعاية السلطات العسكرية وقوى التغيير»، واتفق الطرفان على «تشكيل لجنة لإحصاء الخسائر والمساهمة في إعادة الأسر إلى منازلها وعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المتضرّرة»، وذلك بعد أيام من القتال ما استوجب فرض حظر تجوّل في الولاية.
وفي بريطانيا تظاهر مئات الناشطين السودانيين والبريطانيين في لندن تنديداً بـ»ممارسات المجلس العسكري الانتقالي»، ورفع المحتجّون الأعلام السودانية ولافتات تطالب بـ»محاسبة المجلس العسكري وعزله». كما طالب المحتجون دول العالم بـ»الضغط على السعودية والإمارات ومصر لوقف دعمها المجلس العسكري».
ومن الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس إلى «السلام والحوار في السودان»، وقال في عظته الأسبوعية أمام الحشود في ساحة القديس بطرس إن «الأنباء الواردة من السودان تثير الألم والمخاوف»، داعياً إلى «الصلاة من أجل السودانيين حتى ينحسر العنف ويتم السعي للصالح العام عبر الحوار».
من جهته، دعا المجلس العسكري بالسودان لـ»التراجع عن العصيان المدنيّ»، واعتبره «قليل الفاعلية» معلناً أنه «لم يؤثر على الحياة في البلاد»، وأعرب عن استعداده لـ»التفاوض».
وقال الناطق باسم «المجلس العسكري» شمس الدين كباشي: «نأسف لهذا التصعيد مع إعلان العصيان المدني في ظل الظروف الدقيقة التي تعيشها بلادنا»، مؤكداً أن «الحياة لم تتأثر كثيراً» بالدعوة لذلك العصيان، و»الأمور تسير بشكل جيد في الخرطوم والولايات».
وأضاف: «نرجو من إخوتنا في قوى الحرية والتغيير التراجع عن العصيان لأنه يؤثر بشكل أو بآخر على معاش الناس وهو ما لا يرضينا ولا يرضيهم».
وعن الشروط التي تضعها قوى الحرية والتغيير، التي تقود الاحتجاجات المطالبة بنقل السلطة للمدنيين، لاستئناف الحوار المتوقف مع المجلس العسكري، قال كباشي: «لم يصلنا ما يفيد من قوى الحرية والتغيير بشروط مسبقة للعودة للتفاوض، وإن كنا سمعنا عنها من الإعلام، إذا كانت لديهم شروط، ونأمل ألا تكون هناك شروط، سننظر فيها»، مؤكداً، «لا نمانع في أي طرح يقود لتقريب وجهات النظر بيننا وبين إخوتنا في الطرف الآخر».
وعن مطلب تسليم السلطة للمدنيين، أضاف: «أستغرب مطلب تسليم السلطة للمدنيين، فنحن قبل وقف التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير كنا قد اتفقنا معهم على هيكل السلطة الانتقالية، والمتمثل في المجلس السيادي، والجهاز التنفيذي، والجهاز التشريعي، وتوافقنا معهم على المهام والسلطات، وعلى أن رئيس الوزراء ومجلس الوزراء بالكامل من المدنيين وهم يختارونه، وتوافقنا على أن المجلس التشريعي هو مدني بالكامل، وتوصلنا معهم إلى أن نشاركهم فقط في المجلس السيادي، فعن أي مدنيّة يتحدثون؟».