مشغرة

نظّمت مديرية مشغرة التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوةً بمناسبة عيد تأسيس الحزب عنوانها «سوريه الطبيعية بين الهجمة والخيار النهضوي»، تحدّث فيها عضو المكتب السياسي المركزي جبران عريجي، بحضور منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، عضو هيئة منح رتبة الأمانة حمد زيتون، وعدد من أعضاء المجلس القومي، النائب السابق ناصر نصر الله، الشيخ عباس ذيبة ممثلاً السيد علي فضل الله، وإمام بلدة مشغرة، وفاعليات وجمع من المواطنين والقوميين.

بدأت الندوة بنشيد الحزب والنشيد اللبناني، ثم كلمة تعريف وتقديم ألقاها مذيع المديرية طوني سلوان، فقصيدة شعرية لنظير مهدي، ثم كلمة المديرية ألقاها المدير وسام غزالة، وفيها تحدّث عن معنى المناسبة، وقِيَم النهضة السورية القومية الاجتماعية التي أسسها الزعيم أنطون سعاده.

عريجي

ثم تحدّث عريجي فأكد أنّ خطر «داعش» لا يزال داهماً على لبنان، والقضاء على هذا الخطر يتطلب التلاقي والحوار وتمتين الوحدة الداخلية في لبنان، ويخطئ بعض اللبنانيين حين يصوّرون الحرب القائمة في المنطقة على أنها «صراع سنّي ـ شيعي» وأنهم بمنأى عنها! هذا تقييم خاطئ وتفكير في غير محله، إذ إنّ كلّ الشرائح الاجتماعية في لبنان ستدفع أكلافاً باهظة جداً.

وقال عريجي: «إنّ ما تشهده بلادنا اليوم تدمير لمجتمعنا ولكل المجتمعات العربية وتفريغها من عناصر الفعل والقوّة، تماماً كما حصل في الصومال، ومشروع التدمير هذا، هو صناعة خارجية بامتياز، لكن هناك قوى داخلية تساعد الخارج في مشروعه التدميري».

وأشار عريجي إلى أنّ اختلاط المسألة الدينية بالسياسة شكل منصّة للمؤامرة التدميرية التي تستهدف منطقتنا، وليس خافياً أنّ أحد أهم أسباب استمرار المشروع «الإسرائيلي»، مرتبط بتغذية الحالات الطائفية والمذهبية في المنطقة، كي تشكل مسوغاً لدولة يهودية عنصرية. وللتذكير فإنّ التعصّب المسيحي أدّى إلى عنف دموي في أوروبا، والإسلام المتطرّف يرتكب الفظائع والجرائم، في حين أنّ الاسلام بشقّيه المسيحي والمحمدي هو رسالة إنسانية وحضارة.

واعتبر عريجي أنّ ما يحصل الآن تتمة لـ«سايكس ـ بيكو»، والغرب يستفيد، وأنّ التطرّف يقوم على إكراه الآخر، ورفض التعدّد، و«داعش» يشكل حاجزاً بين الإنسان والله، وهو أداة لمشروع التقسيم الجديد، وكلّ الطوائف والمذاهب حين تتحوّل إلى تشكيلات ومجموعات تصبح حاجزاً بين الإنسان والله. لذلك لا بدّ من تصعيد المواجهة ضدّ الإرهاب والتطرّف، وذلك في موازاة تعزيز الاتجاه المدني الديمقراطي في بلادنا على قاعدة مبدأ فصل الدين عن الدولة.

وأكّد عريجي أننا حاسمون في موقفنا الداعي إلى قيام دولة مدنية لا طائفية، كما قرارنا الحاسم في المقاومة. لافتاً إلى أنّ ما يجمعنا مع حزب الله أو أيّ حزب آخر، المقاومة، فالمقاومة هي أهم أشكال التعبير الجدّي عن قضيتنا وحقّنا.

ولفت عريجي إلى أنّ الاستقرار النسبي في لبنان وعدم انزلاقه نحو الفوضى الشاملة، يتمثلان في نتيجة قرار غربي ـ إقليمي، وهذا القرار ليس نابعاً من الحرص على لبنان، بل بسبب واقع أميركا المتراجع والمتردّي في المنطقة. لذلك ستبقى اللوحة الأمنية اللبنانية كما هي عليه راهناً، مع بقاء خروقات في الشمال وعرسال.

وقال عريجي: «هناك نحو 500 جاسوس من الموساد ومن أجهزة استخباراتية غربية في بيروت يُديرون ما يجري في المنطقة ويُشرفون عليه، وهذا العدد بحاجة إلى أمكنة آمنة ومستقرة، لذلك، قد يكون قرار تحييد لبنان عن أزمة المنطقة مرتبط بهذا الوجود الاستخباراتي».

وشدّد عريجي على أهمية التحصين الذاتي في لبنان، وأكد ضرورة تحقيق الإنماء المتوازن في كلّ المناطق اللبنانية على حدّ سواء، لافتاً إلى أنّ مدينة طرابلس تقع تحت خط الفقر بنسبة 56 في المئة، أما النسبة في باب التبانة فهي 95 في المئة وهذا نموذج عن غياب المشاريع التنموية، وفي مراحل سابقة اعتمدت سياسة الرشوة إزاء مناطق الشمال والجنوب والبقاع مقابل تمرير المشاريع في بيروت، والكل يعلم أنّ 80 في المئة من مؤسسات لبنان مرتبطة بشكل مباشر برئاسة الحكومة، لذلك لا يمكن ربط غياب التنمية في الشمال بعناوين طائفية ومذهبية.

وأردف قائلاً: «إنّ فشل الطبقة السياسية في إدارة شؤون البلاد يتمّ التعويض عنه بالتعبئة المذهبية والتحريض الطائفي، وهذا الأداء الفاشل يجعل من الناس ضحايا الحرمان والتهميش والتيئيس. كما أن التعبئة المذهبية تجعل الناس ضحايا الحروب الطائفية، وهذا مسار يدفع الشعب أثمانه المكلفة في حياته وأمنه واستقراره ومعيشته».

ودعا عريجي إلى تفاهم جدّي بين الأفرقاء تفادياً لكلّ الأزمات، فـ«داعش» يشكل خطراً حقيقياً على كلّ اللبنانيين من دون استثناء.

وفي ختام الندوة، أجاب عريجي على أسئلة الحاضرين، ثم أقيم حفل كوكتيل احتفاءً بالمناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى