البحث عن الهوية؟؟!
دمشق العراقة والحضارة التي استقبلت العالم كله منذ أمد بعيد وجعلت من مضافاتهم المفتوحة ديمومة منزلية وسياحية عامة وخاصة لكل قاصد وزائر.. لم تعتد أن تُغلق أبوابها في عصاب الأزمة اللعينة. الوافدون ومن كل حدب وصوب كانوا يشعرون بالأمان والرخاء، بل بحسن الضيافة والقيافة وبشتى أنواعها وأشكالها.. شاءت الظروف والأقدار أن تقول الأزمة وتفعل خلال سنوات طويلة بعضاً من المؤثرات الطفيفة التي يحاول البعض استغلالها!! وتنسلُّ قوى مشبوهة من قوى هذا الاستغلال والابتزاز، مما أدّى إلى تفاقم الأشلاء الاجتماعيّة ومن تهجير بعض مكونات الشعب الأصيل، ولكن الأعداء المتربّصين أوعزوا للانهزاميين أن يتسربوا مع الذين هجروا قسراً بأيدي المسلحين المشبوهين الممولين من الخارج المعروف بعدائيته الصهيونية ودعمه لها!! مما أوجب على الجميع الحذر والانتباه الوطني والقومي ذلك الانتباه الذي هو مقياسنا لهوية هذا من ذاك.. لن يكون الذي قتل في سبيل الانتشار الصهيونيّ كمن استشهد في سبيل وحدة الضاد ما بين بلاد الشام وبلاد النيل.. ذلكم الأبطال مثل سليمان الحلبي وجول جمال ومَن إليهما؟! ولن يكون هذا الانقسام التمزيقيّ للفكر الوطني والقومي، لن يكون كوحدة الفكر الجامع ما بين الأزهر والأموي جامع الرسالتين «مزار القديس يوحنا المعمدان».. وأبداً ستكون بلاد الشام نواة الوسط العالمي لدحر الغزاة وعملائهم كما هي نواة الاتجاه العالمي إلى السلام.. وسلام الله مع الجميع.
د. سحر أحمد علي الحارة