علاقتي بالحريري ليست بحاجة إلى ترميم وعودة النازحين ممكنة لكن الغرب لا يشجّعها

شدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على أن العلاقات مع رئيس الحكومة سعد الحريري ليست بحاجة إلى ترميم لأنها لم تتأثر أصلاً، مؤكداً أنه سيلتقيه عندما يلزم الأمر. وذلك خلال وصوله إلى إيرلندا في زيارة رسمية للقاء رئيس الجمهورية مايكل هيغينز وكبار المسؤولين. وبدأها بلقاء مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والتجارة في البرلمان الإيرلندي، حيث جرى حوارٌ موسّع حول قضايا المغتربين وعلاقتهم بوطنهم الأم وحقهم في المشاركة في الانتخابات وفي الحصول على الجنسية. وهذه قضايا مشتركة بين لبنان وايرلندا اذ يتشابهان من حيث الهجرة التي تشكل بالنسبة لهما قوة اغترابية وازنة.

كذلك جرى البحث في موضوع قوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان حيث شكر الوزير باسيل إيرلندا التي يُشارك جنودها في هذه القوات، والذين أنشأوا علاقات اجتماعية وإنسانية مع السكان. وقال الوزير باسيل: أشعر بالتعاطف معكم وأقدر تضحيات جنودكم، وكذلك هو الامر بالنسبة الى اللبنانيين جميعاً.

وفي خلاصة الاجتماع تم الاتفاق على إنشاء لجنة صداقة برلمانية والعمل على تعزيز التبادل التجاري.

وفي نهاية اللقاء جال الوزير باسيل على مجلسيْ النواب والشيوخ، حيث كانت تجري جلسات مساءلة قطعها رئيسا المجلس للترحيب بالوزير باسيل كضيف عزيز، كما قالا.

بعد ذلك توجّه الوزير باسيل الى مقر غرفة التجارة العربية الايرلندية، حيث اجتمع مع ممثلي تجمع رجال الاعمال الايرلنديين ومؤسسات دعم الاستثمار والمؤسسة المسؤولة عن الصناعات الغذائية. وتقررّ إنشاء آليات تعاون مع الجهات المختصة في لبنان للتعرف على الفرص المتاحة من أجل القيام بشراكة بين الجانبين ولا سيما في مجال الصناعات الغذائية. إذ يمكن للبنان أن يستفيد من خبرة الجانب الايرلندي وما يملكه من قيمة مضافة في هذا المجال.

وبعد ذلك توجّه الوزير باسيل الى نصب جنود الجيش الايرلندي الذين سقطوا خلال الواجب في دبلن، حيث استقبله وزير الدفاع الايرلندي كما وضع الوزير إكليلاً على النصب التذكاري تخليداً لذكرى الجنود الايرلنديين الذين استشهدوا في لبنان خلال عملهم في قوات الطوارئ وعددهم 47. وقد عزفت موسيقى الجيش مقطوعات خاصة بالمناسبة.

وكان باسيل قد التقى في لندن قبل انتقاله لايرلندا أكثر من 80 طالباً وطالبة جامعيين لبنانيين وأجرى معهم حواراً حول مستقبلهم وعلاقتهم بلبنان، فأبلغهم أن وزارة الخارجية ستنظم مؤتمر الطاقة الاغترابيّة للشباب خصوصاً كمكوّن أساسي، وتوجّه إليهم قائلاً: «ندعوكم من الآن الى مؤتمر الطاقة الاغترابية عام 2020 في بيروت».

واجتمع باسيل خلال زيارته العاصمة البريطانية بأعضاء من مجلس اللوردات البريطاني، حيث أعلن أنه «بعد انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وأثر انتخاباتنا النيابية الأخيرة، وجدت بلادنا طريقها نحو الاستقرار المؤسساتي والدستوري».

وأضاف: «تمكنا من هزيمة داعش والنصرة، ولبنان أصبح أول بلد في المنطقة يحقق ذلك من دون ان يعني الأمر إلغاء التهديد، لأن الايديولوجيا المتطرفة موجودة، ونحن ملتزمون قرارات الامم المتحدة، والحدود الجنوبية وفق ما نسمعه من الامم المتحدة بذاتها هي الأكثر استقراراً في المنطقة».

وتابع باسيل: «كنا دائماً في حال دفاع عن النفس، ولبنان لن يتراجع عن حقه البري والبحري، ونحن لسنا معنيين بأي توتر غير ضروري. ونعتقد انه يمكن الوصول الى ترتيبات مناسبة إذا اعتمدت القنوات الصحيحة والأسس المناسبة».

وفي موضوع النزوح السوري أكد «أن لدينا 200 نازح سوري في الكلم المربع الواحد، كما أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين والسوريين باتت أكثر من نصف عدد اللبنانيين، ويأتي من يقول لنا إن لا حلّ إلا في انتظار الحل السياسي في سورية، وهذا ما نرفضه.

اما بالنسبة الى اقتصادنا فهو يعاني لكوننا عملنا مطولاً بذهنية إدارة أزمات عوض التصدّي للمشكلات».

وعن الودائع في المصارف اللبنانية، قال باسيل إنها تفوق الـ 200 مليار دولار، اي اربع مرات قيمة الناتج القومي و80 منها للبنانيين المقيمين. كما هناك خطة أقرّت للكهرباء، والموازنة في طريقها الى الإقرار، وقد خفضت العجز بنسبة 4 ، وهذا أمر مهم جداً».

وتناول السياسة الخارجية، فأكد «أننا لا ننحاز في سياستنا الخارجية لأي تحالف في المنطقة، بل ننأى بأنفسنا وبلبنان عن الصراعات، ولا أعني طبعاً الصراع العربي – الاسرائيلي. نحن نعمل لسياسة خارجية فاعلة وإيجابية ومستقلة وغير منحازة بشكل تلقائي لأي جهة أساسها المصلحة الوطنية».

ودعا السوريين الى «تحديد مستقبلهم وهوية قادتهم»، معتبراً أن «حل أزمتهم يكون وفق إرادة الشعب السوري وأن إتمام المصالحة يجب أن يحصل عبر عودتهم الى سورية لحفظ التنوع، ثم إجراء الانتخابات وإعادة الاعمار».

ورأى أن «الجميع يتدخل في المنطقة وسورية كانت آخر مثال. أما وقف الموضوع فيكون باحترام القوانين الدولية، وهذا ليس ما يحصل في سورية والعراق واليمن وليبيا، ومن يريد إعطاء الدروس لغيره بعدم التدخل يجب أن يطبقها على نفسه أولاً».

وقال باسيل: «لم نعد قادرين على تحمل عبء النازحين. فالمساعدات التي تذهب لهم تُسهم في إبقائهم عوض إعادتهم. وهذا ما يؤدي الى توتير الأجواء. واليوم بالذات أوقف جيشنا نازحين يحاولون العبور عبر البحر الى اوروبا، فإلى أين يذهبون إذا لم يعودوا الى بلادهم؟».

وأكد أنه «لم يستشرنا احد في ما يسمّى خطة سلام، ولا معلومات رسمية لدينا عنها، لكن ما نسمعه غير مشجع، وحلّ الدولتين وفقاً للقرارات الدولية هو الانسب».

وأشار الى وجود قرار دولي يتحدث عن حق العودة للفلسطينيين «ونحن مع هذا الحق ونرفض التوطين وفق دستورنا، وعودة النازحين السوريين ممكنة، لكن الغرب لا يشجعها، ونحن نطالبه بذلك».

ثم كان لباسيل لقاء آخر مع الجالية اللبنانية في لندن بدعوة من السفير رامي مرتضى حيث بادر الحاضرين بالقول: «نريد جمع اللبنانيين بالشراكة، وهذه مناسبة لتعزيز علاقتنا السياسية والاقتصادية. نحن في صدد بحث اتفاق تجارة جديد يسمح بوصول منتجات لبنانية أكثر الى انكلترا»، داعياً إياهم الى «مساعدة لبنان من خلال تشجيع المنتجات اللبنانية».

وتابع: «دائماً يختلقون لنا المشاكل ولا يستطيعون تقبل اي تفاهم لمصلحة لبنان، وهذا ما فعلوه بالنسبة الى علاقاتنا مع الرئيس سعد الحريري الذي أعطينا معه هنا تلك الصورة الجميلة عن لبنان. ونحن نؤكد أن وحدتنا الحقيقية هي أن نكون معاُ لأجل لبنان».

وسأل: «كيف نعبر عن محبتنا للبنان ونفضل عليه جنسيات أخرى؟ المواطنيّة تقتضي أن نحب أبناء وطننا. لقد دفعكم عدم وجود فرص عمل في لبنان الى الهجرة، في المقابل يجب أن نوفر للمواطنين الذين ما زالوا في لبنان فرص عمل واستثمارات ونحافظ على علاقات جيدة مع سائر الدول».

وأكد باسيل ان «وحدتنا الحقيقية هي في تماسكنا مع بعضنا البعض، وتيار المستقبل قال بالأمس إنه هو عصب الوطنية، ونحن لا نريد سوى ذلك، أي جمع اللبنانيين على الشراكة كي نعيش الشراكة المسيحية -الإسلامية، اللبنانية – اللبنانية، ويكون لبنان اولا ولا يكون انتماؤنا إلا الى لبنان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى