رندة بري: اخترنا أن ننحاز إلى صور المدينة ونخوض مع أهلها التحدّي بالصوت والصدى واللون والحرف واللحن

أطلقت رئيسة لجنة مهرجانات صور والجنوب الدولية السيدة رندة بري في مؤتمر صحافي في عين التينة، مهرجانات صور والجنوب الدولية للعام 2019 التي ستكون في 18 و 20 تموز. وذلك في حضور وزير السياحة أواديس كيدانيان، لين طحيني ممثلة وزير الثقافة محمد داود داود، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق وعدد من ممثلي الهيئات الثقافية والجمعيات والهيئات الاجتماعية.

وأكدت بري انه «رغم الظروف الاقتصادية والمالية فإنّ اللجنة لم تقرّر الانكفاء بل اختصار المهرجان هذا العام بأمسيتين للفنانين اللبنانيين العربيين ملحم زين ورامي عياش، وذلك في صور رمز القيامة والانتصار».

وقالت: «قبل عقد ونيّف من الزمن، من صور المدينة المتجذرة عميقاً في التاريخ وفي وجدان الأمم والشعوب والحضارات، اكتشفنا في هذه المدينة ومع ناسها سرّ الأشياء الجميلة، سرّ إرادة الحياة في مواجهة القتل الإسرائيلي والتلاقي في مواجهة التقوقع والمحبة والوحدة في مواجهة الحقد والتشرذم. من صور ومع أهلها الأوفياء ومجلسها البلدي وكلّ قواها الحية، عبّرنا في لجنة مهرجانات صور والجنوب الدولية بالصوت والصدى واللون والحرف واللحن والكلمة إلى أبعد مدى وكسبت صور وكسبنا معها الرهان والتحدي.

واليوم وفي ظلّ الوقائع الإقتصادية الضاغطة التي تلقي بثقلها على مختلف مفاصل حياة الدولة والمجتمع والمؤسسات والجمعيات وضمناً لجان المهرجانات الدولية الخمس ومن بينها لجنة مهرجات صور والجنوب الدولية، وبالرغم من انقضاء سنة على فعاليات مهرجانات عام 2018 التي أقيمت في دورتها الماضية في رحاب قلعة الشقيف أرنون، حتى الآن لم تستلم اللجنة المساهمة المخصصة لها من قبل وزارة السياحة لأسباب روتينية بيروقراطية وأسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها».

أضافت: «ولأنّ إقامة المهرجانات في المعالم الأثرية والتاريخية لها شروطها الفنية الدقيقة التي يجب أن يراعي فيها المنظمون مكانة الموقع وخصوصيته التراثية والثقافية والتاريخية مع الأخذ بالاعتبار الحرص على عدم إلحاق أيّ ضرر أو تشويه في المواقع خلال تركيب المنشآت الخاصة بفعاليات المهرجان، وكلّ هذه التفاصيل تستدعي أكلافاً وأعباء مادية لا طاقة لأيّ لجنة على تحملها لوحدها، فضلاً عن الضائقة الاقتصادية التي تمرّ بها العديد من الجهات الراعية في البلد. ناهيك عن الضرائب المرتفعة المفروضة على الجهات المنظمة للمهرجانات لقاء استقدام فرق فنية أو فنانين من خارج لبنان».

وتابعت: «هذا العام وجدنا أنفسنا أمام تحدّ جديد… إما أن نستسلم لتلك الوقائع الإستثنائية ونعلن انكفاءنا، أو أن نكون مع صور رمز القيامة وعنوان الإنتصار. ولأننا على يقين بأنّ فتح أبواب هذه المعالم التاريخية من خلال المهرجانات، يعتبر رافداً مهماً من روافد التنمية السياحية والثقافية والتراثية وأولاً وأخيراً التنمية الإقتصادية التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة الصعبة وفي كلّ المراحل، وبنفس الوقت هي حاجة ضرورية لتحصين تلك الأمكنة من السقوط في قبضة النسيان وتبقيها نابضة بالحياة، اخترنا أن ننحاز إلى جانب صور المدينة، نخوض معها ومع أهلها غمار هذا التحدي ونستكمل سوياً من على مدرج ملعبها الروماني الأثري الكبير بتاريخ 18 و 20 تموز 2019 الفرح والموسيقى مع أمسيتين يحييهما الفنانان اللبنانيان ملحم زين ورامي عياش، معهما سنغني الأرض والوطن والإنسان».

وختمت بتوجيه الشكر الى وزير السياحة على جهوده، والى وسائل الإعلام التي واكبت وتواكب مهرجانات صور منذ انطلاقتها، لافتة إلى أنّ الظروف التي جعلتهم يعمدون إلى اختصار فعاليات المهرجان بليلتين ستكون ظروفاً عابرة.

كيدانيان

بدوره، قال وزير السياحة: «لا نريد ان نتهرّب من المسؤوليات وسأتكلم بالتفاصيل، ولكن ما لفتني هو قرار لجنة مهرجانات صور التحيّز لمصلحة صور وأهلها واللبنانيين بتنظيم مهرجانات صور والجنوب الدولية بالرغم من الصعوبات المالية.

لا أريد أن أبرّر ايّ موقف، ولكن أقول إنه منذ سنة وشهرين قدّمت مسودة مرسوم لتنظيم أمور المهرجانات وكيفية تصنيفها، وكيفية المساهمة ومبلغ المساهمة، والأمور واضحة جداً، سنأخذ بالاعتبار فترة السبعة او الثمانية أشهر التي كنا خلالها نصرّف الأعمال، ثم مع بداية شباط كنت آمل ان يصدر هذا المرسوم لكي تحصل كلّ الجمعيات على ما خصّص لها ولكن مبالغ متواضعة، لأنّ وزير المال ينتظر المرسوم ونحن ننتظره ايضاً، وان شاء الله يحل هذا الموضوع في القريب العاجل».

وتوجه الى السيدة بري قائلاً: «أنت ستدخلين البسمة الى قلوب الناس التي لديها امكانات متواضعة جداً، وستشتري الناس بطاقة وتحضر الفنان الذي تحبه وتعيش أجواء هاتين الأمسيتين. وأقول أيضاً انه سيكون لدينا أعداد كبيرة من السياح والمغتربين الذين سيأتون الى لبنان. وشاطئ صور صنّف بالمرتبة الرابعة في الشرق الأوسط وان شاء الله يتقدّم.

ونتمنّى أن يكون موسم السياحة هذا العام أفضل ويدرّ الأموال علينا وعلى وزير المال لكي يدفع أكثر، وأتصوّر انّ السياحة ستكون هذه الرافعة».

دبوق

من جهته قال دبوق: «لم يكن لديّ أدنى شك بأنّ السيدة رندة بري ستنحاز لصالح مدينة صور بالإصرار على إقامة المهرجانات هذا العام رغم صعوبة الحال. إذا حسبنا تكلفة المهرجانات ومردودها نجد انّ المردود هو بالتأكيد أكبر». ولفت إلى «دخول 18 ألف لبناني وعربي واجنبي المواقع الأثرية في نيسان في صور»، وقال: «اننا ننتظر مهرجانات صور كلّ عام، وهذه المهرجانات تلعب دوراً ثقافياً وفنياً ونحن نعوّل عليه في صور والجنوب. وأشكر السيدة رندة وانحيازها الدائم لمدينة صور ودولة الرئيس بري راعي المدينة الاول».

طحيني

وتحدثت لين طحيني بإسم وزير الثقافة فقالت: «انّ الإصرار على إقامة هذه المهرجانات وتحسينها سنة بعد أخرى هو دليل على انّ لبنان ما زال وسيبقى بلد الثقافة والفن والتقدّم مهما اشتدّت الازمات». أضافت: «طبعا كل المدن اللبنانية التاريخية مميّزة، لكن حتى بين المميّزين، تبقى صور عنواناً يلخص بثلاثة أحرف، تاريخاً حضارياً وإنسانياً يبقى في صلب فكرة وتكوين وتطور لبنان البلد، ولبنان الإنسان. هذه المدينة كانت ولا تزال وستبقى بيئة حاضنة لأجمل معاني الوطنية والعنفوان والانسانية والازدهار والنجاح والتقدم والمحبة والعيش المشترك. كلّ هذه العناصر، بالاضافة الى موقع المدينة الاثري المدرج على لائحة الأونيسكو للتراث العالمي ووجودها بقوة على خارطة السياحة العالمية، تجعل مكانة صور عند وزارة الثقافة مهمة جدا. حان الوقت ليكون لصور متحف أثري يليق بالمدينة وتراثها وتاريخها. وأعتز بالقول اليوم، انّ الوزارة اصبحت في المرحلة النهائية للإعداد لهذا المشروع الذي سيبدأ العمل فيه قريباً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى