رندى بري في يوم الدراسات الفينيقية في صور: لتفعيل إتفاقية التوأمة بين صور وسانت انطيوكو
محمد أبو سالم
نظمت بلدية صور «يوم الدراسات الفينيقية»، برعاية وحضور رئيسة الجمعية اللبنانية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب السيدة رندى بري، وذلك بالتعاون مع الجمعية وبلدية سانت أنطيوكو وقيادة القطاع الغربي في اليونيفيل، في فندق «موركس» في صور.
حضر اللقاء مدير عام الآثار المهندس سركيس خوري ممثلاً وزير الثقافة محمد داود داود، النائبة عناية عز الدين، قائمقام صور محمد جفال، القائد العام لليونيفيل في لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، المدير العام لإدارة حصر التبغ والتنباك المهندس ناصيف سقلاوي ممثلاً بالسيد أحمد فرج، مدير مكتب الخدمات المدنية في اليونيفيل الباقر آدم، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، ممثلة بلدية سانت انطوكيو روزالبا كوسو، المسؤول التنظيمي لحركة «أمل» علي اسماعيل، وشخصيات عسكرية وثقافية وتربوية ودينية واجتماعية.
قدّم للاحتفال الدكتور حسن بدوي ونظمته نسرين خضره.
وألقت ممثلة بلدية سانت انطوكيو كلمة شدّدت فيها على «عمق العلاقة التاريخية بين صور والمدن الإيطالية، خصوصا مدينة انطيوكو».
ثم ألقى ممثل وزير الثقافة كلمة، أكد فيها «عمق العلاقة بين ايطاليا ولبنان»، مثنيا على «دعمها وتمويلها لعدد من المشاريع الثقافية، لا سيما في بعلبك، وترميم الطابق السفلي في المتحف الوطني، فضلا عن ما تقدمه الكتيبة الإيطالية لتأهيل بعض المواقع الأثرية، لا سيما قلعة شمع».
وأعلن ان «وزارة الثقافة تعمل على تنظيم حفريات جديدة وتفعيل مركز الاثار التحتمائي واستكمال العمل لإنجاز متحف صور»، مؤكدا «أن الإرث الثقافي هو العصب الرئيسي للتنمية».
من جهته، نوه رئيس اتحاد بلديات قضاء صور باتفاقية التوأمة بين بلديتي صور وسانت انطيوكو، مشددا على «أهمية توطيد العلاقة بين لبنان وايطاليا».
وأكد قائد قوات اليونيفيل «أن الإستقرار في الجنوب خلق بيئة خصبة لتعزيز التنمية الاقتصادية والثقافية والسياحية»، مشيرا الى «ان القوات الدولية مستمرة، بالإضافة إلى مهمتها في الحفاظ على السلام، بالعمل من أجل زيادة الوعي حول أهمية الإرث الثقافي وحماية المواقع التاريخية»، مشددا على «توطيد العلاقة المشتركة بين شعوب حوض المتوسط».
وأخيرا، كانت كلمة السيدة بري، استهلتها بتقديم التحية باسمها وباسم رئيس مجلس النواب نبيه بري لقوات اليونيفيل الايطالية العاملة في الجنوب «والتي كان لها الأثر الهام في دعم هذه المبادرة القيمة».
وقالت: «قبل سنتين من الآن، كان اللقاء هنا لتوقيع بروتوكول التوأمة بين هاتين المدينتين التاريخيتين على شاطىء المتوسط، صور وأنطيوكو، كلاهما توأم في الإرث التاريخي والثقافي، والأهم كلاهما مكمل للآخر في الحوار الحضاري بين الشعوب».
وأضافت: «قبل سنتين، أكدنا باسم الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني آثار جل ، «أهمية تعميم خطوات التوأمة بين المدن والبلدات الجنوبية مع المدن والبلدات في إيطاليا وغيرها من الدول المشاركة في قوات اليونيفيل، بهدف ترسيخ مناخات التلاقي بين الأمم والشعوب ونشر ثقافة السلام بين المجتمعات».
وتابعت: «يأتي هذا اللقاء الذي يحمل عنوان «دراسات فينيقية» ويجمع هذه النخب الأكاديمية والثقافية، وذلك في إطار تفعيل إتفاقية التوأمة المبرمة بين المدينتين، وعليه وباسم جمعية آثار جل، أنوه باختيار الجهة المنظمة لهذا اللقاء عنوان «الدراسات الفينيقية» إطارا أو مدخلا لتفعيل علاقات التوأمة بين هاتين المدينتين التاريخيتين وبين شعبيهما، وهذا ان دل على شيء إنما يدل على وعي كبير من بلديتي المدينتين بأهمية الثقافة والتراث والتاريخ في توطيد أواصر التعاون والتلاقي والحوار بين الأمم والشعوب».
وأعلنت «ان هذا اللقاء، بكل مندرجاته وبكل المحاور التي سوف يقاربها الاساتذة والإختصاصيون، هو خطوة بالإتجاه الصحيح، ليس فقط تفعيلا للتوأمة بين مدينتين، إنما هو أيضا إعادة إنتاج لتاريخ مشترك بين أمتين وشعبين وحضارتين، سيما وأن شاطئ صور اليوم يحظى بتصنيف عالمي وشرق أوسطي كأحد أهم خمس شواطئ في الشرق الاوسط».
وتابعت: «لن أطيل، لكن إسمحوا لي في الختام أن أوصي لقاؤكم وباسم الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني، وباسم لجنة مهرجانات صور والجنوب الدولية، بأن تعكف اللجان التي تعمل على تفعيل بروتوكول التوأمة بين المدينتين ان تقارب كافة العناوين، التي إذا ما تكاملت في ما بينها، فهي بالتأكيد ستؤدي في نهاية المطاف الى تحقيق الأهداف الإنسانية السامية من وراء التوأمة، ليس بين مدينتين فحسب إنما بين شعبين وأمتين»، مشيرة الى ان «من أبرز العناوين التي نتمنى أن تقارب في اللقاءات المقبلة هي: الدراسات حول التنمية السياحية الثقافية، ماهي المفاهيم حول حماية الارث الثقافي والتراث العالمي، البيئة ودورها في التنمية البشرية المستدامة».
وختمت بتجديد الشكر لايطاليا ولمدينة انطيوكو ومجلسها البلدي والمشاركين ولرئيس وأعضاء المجلس البلدي على هذا الجهد الذي يصب دائما باتجاه إبقاء مدينة صور واحدة من اللآلىء المشعة حياة، وجمالا.
بعدها، عقدت ورشة عمل تمحورت حول التاريخ المشترك بين مدينتي صور وانطيوكو.