4 + 4 = 9؟

في الماضي، احتاج الفيلسوف وعالم الرياضيات إلى أكثر من 360 صفحة ليثبت صحّة الحقيقة الرّياضيّة: 1+1 = 2. واعتمد على دراسات وتحليلات كثيرة لإثبات هذه الحقيقة التي يعتبرها الناس بسيطة جداً. لكن برتراند راسل، لم يجد في الأمر بساطة أبداً، ولا حتى حقيقة بديهية، إذ وجد في الأمر سعياً إلى إثبات حقيقة يعرفها كثيرون ويجهل حقيقتها الجميع. فهل 1+1=2 حقيقة مسلّم بها تبعاً لما نراه في عالمنا الحاليّ؟ وإن كانت المعادلة حقيقة بديهية، لماذا احتاج عالم الرّياضيّات والفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل إلى أكثر من 350 صفحة ليثبت صحّة الحقيقة الرّياضيّة: 1+1 = 2؟ ما هو الدّافع من وراء شروعه، بالتّعاون مع أستاذه آلفرد نورث وايتهيد، لاشتقاق جميع أسس علم الرّياضيّات من مجموعة صغيرة من الفرضيّات المنطقيّة؟ وهل حقّق الأستاذان أهداف مشروعهما الاستثنائي؟

هذه التساؤلات تخطر في أذهاننا لمجرّد قراءة تعليقات لإحدى الناشطات، حول الحقيقة فيما لو سلّم البعض بأن 4+4=9.

Post

في هذا التعليق إشارة إلى زمننا الراهن الذي يقبل كافة الأمور غير الحقيقية ويسلّم بها لمجرّد الإجماع عليها، ما يؤكّد حقيقة السيطرة على عقول الناس بأساليب بسيطة وتافهة. فهل يشير الأمر إلى غياب ملكة الإدراك لدى الناس لمجرّد إشغالهم بأتفه الأمور؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى