الأحمد: ورشة البحرين ليست قضية اقتصادية بل تتناول أخطر جانب في الصفقة
صدر اليوم من مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، موقف فلسطيني موحّد لجميع القوى الفلسطينيّة في منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينيّة، برفض «صفقة القرن» الأميركية – الصهيونية ومقاطعة مؤتمر المنامة، وتأكيد العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال لقاءين عقدهما رئيس مجلس النواب نبيه بري مع عضو اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة وعضو اللجنة المركزيّة لحركة «فتح» والمشرف على الساحة اللبنانيّة عزام الأحمد ومع وفد من أمناء تحالف القوى الفلسطينية، وتخللهما لقاء قصير بين الوفدين في عين التينة.
فقد استقبل بري الأحمد والسفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، بحضور رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» جميل حايك وعضو المكتب محمد جباوي.
وبعد اللقاء قال الأحمد: «نحن في مرحلة خطيرة بل هي أخطر ما واجهته الأمة العربية منذ عشرات السنين وهي ما يسمّى بصفقة القرن، والتي تحت هذا الاسم العجيب الغريب السخيف تحتمي الإدارة الأميركية برئاسة ترامب متحالفة مع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو، من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة إسرائيل الكبرى والتي بدأت خطوات تنفيذها منذ أكثر من سنة ونصف».
أضاف: «أكد الرئيس بري على الموقف الثابت للقيادة اللبنانية والشعب اللبناني، والذي لمسته في زيارتي التي اختتمها اليوم باللقاء مع دولته». وأضاف: «الموقف اللبناني واحد، ولعل الموقف الذي أعلن خلال وجودي وقبل وصولي مراراً أن لبنان لن يشارك في ورشة البحرين التي هي ليست قضية اقتصادية بل تتناول أخطر جانب في صفقة القرن، ويريدون أن يبتزوا العرب مليارات الدولارات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية قضية اللاجئين، يعتقدون أنه باستطاعتهم رشوة فلسطين ولبنان والأردن من أجل توطين الفلسطينيين وإغلاق قضية اللاجئين، وهذا لن يكون».
وقال: «كانت البداية بعدم المساهمة في ميزانية الأونروا، لكن تكاتفنا جميعاً وتمكنا من سد الثغرة المالية في الأونروا للعام 2019، وسنكون قادرين على استمرارها أولاً لتقوم بمسؤولياتها السياسية وتعريف من هو اللاجئ. اللاجئ هو من طرد من فلسطين وأحفاده وأحفاد أحفاده إلى أن يعودوا جميعاً إلى وطنهم فلسطين وفق قرار الأمم المتحدة 194».
وتابع: «لذلك ركّز الرئيس بري على إنهاء الانقسام الفلسطيني»، واشار الى أن «تحركنا كقيادة فلسطينية والموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة فيها وفكرتها أنهاها عملياً، وعندما انضم لبنان وقال لا أنهاها بامتياز، لذلك نأمل أيضاً لقاء دولة الرئيس بري مع أخوتنا الفلسطينيين الذين تركتهم مجتمعين معه، أن تنجح جهود دولته في جعل الكل الفلسطيني كما وقف موقفاً موحداً في رفض محاولة تصفية القضية الفلسطينية ورفض صفقة القرن، أن ننهي الانقسام البغيض في هذا اليوم الذي يصادف في ذكرى مرور 13 عاما على الانقسام».
ثم التقى بري وفد أمناء والقيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية.
وبعد اللقاء قال صالح العاروري باسم الوفد: «هناك موقف فلسطيني موحّد لكل هذه الفصائل على رفض صفقة القرن والمشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية لحساب الكيان الصهيوني، وموقف دولة الرئيس أيضاً موقف واضح وثابت وقاطع برفض هذه الصفقة وكل أدواتها ونتائجها. وندعو جميع القوى الفلسطينية والأخوة المشاركة هنا على أن يكون هناك ثبات وتمترس خلف هذا الموقف، ولدينا قناعة تامة بأن الالتفاف الفلسطيني الموحّد حول رفض صفقة القرن سيُفشل هذه الصفقة مهما كان هناك من محاولات وضغوط وإغراءات لتمريرها».
اضاف: «نحن متفقون ودولة الرئيس وجميع القوى الفلسطينية على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان، باعتباره عنواناً لتنازلنا عن حقنا التاريخي والوطني في أرضنا وبلدنا فلسطين، ولذلك نحن نرفض التوطين ليس في لبنان فحسب، بل في كل مكان. الفلسطيني وطنه بيته في فلسطين، هذا وطننا ولن نرضى له بديلاً، رغم أن لبنان وكل دولنا العربية والإسلامية هي بيوتنا ولكن وطننا الذي يجب أن نعود إليه هو فلسطين».
أضاف: «وتكلمنا في أوضاع الفلسطينيين في لبنان، وحقهم في أن يكون لديهم حياة كريمة مثل إخوانهم اللبنانيين، وهذا لا يتعارض بحال من الأحوال مع الحق الوطني في العودة الى فلسطين. هناك توافق بين هذه القوى مع دولة الرئيس في كل ما يتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان وبحقوق الفلسطينيين وبسلاح الفلسطينيين داخل المخيمات أيضاً، والالتزام الفلسطيني بأن يكون هذا السلاح رمزاً لاستمرار نضالهم وقضيتهم الوطنية وليس لأي صراعات داخلية أو لأي استخدامات داخل الساحة اللبنانية، وجميعنا كفصائل ملتزمون بأن هذا السلاح هو رمز لاستمرار النضال والعودة إلى فلسطين، وليس لأجل صراعات داخلية بيننا بأي حال من الأحوال».