فلتنتفض الشعوب في وجه الاحتلال والعدوان وفي وجه أنظمة التطبيع
جودي يعقوب
علاقات التطبيع بين الكيان الصهيوني وبين عدد من الأنظمة العربية، لم تعد محصورة بلقاءات واتصالات سرية، فهي خرجت للعلن منذ لحظة إطلاق ما يسمّى «الربيع العربي» الذي اجتاح عدداً من الساحات العربية بالفوضى والخراب.
مع «الربيع العربي»، جرى الكشف عن لقاءات مشتركة بين مسؤولين خليجيين و»إسرائيليين»، وعن زيارات متبادلة، كما أنّ عدداً ممّن يسمون أنفسهم معارضين سوريين، ذهبوا الى فلسطين المحتلة والتقوا مسؤولين صهانية، وسبق ذلك ظهور إرهابيين في بعض المناطق السورية، يعلنون بأنهم مع الإرهابي أرييل شارون وليسوا على عداء مع الصهاينة.
اللافت، أنّ تونس التي كانت أول الدول التي استهدفها «الربيع العربي»، تستقبل اليوم وفوداً «إسرائيلية» تحت عناوين سياحية، تماماً كما فعلت قطر وبعض الدول الخليجية الأخرى، وهذا يؤكد بأنّ كلّ ما حدث في العالم العربي من تحركات، يصبّ في مصلحة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كما يتضح، أنّ الممالك والإمارات التي رعت المجموعات الإرهابية تسليحاً وتمويلاً، إنما عملت لمصلحة الكيان الصهيوني، ولتبرير التطبيع مع هذا الكيان، وليس خافياً أنّ التطبيع قائم بين البحرين والسعودية وقطر وغير بلد خليجي.
وعليه، فإنّ زيارة وفود «إسرائيلية» إلى تونس، وبهذه الصورة البشعة، هو دليل على أنّ الصهاينة باتوا متغلغلين في العديد من الدول العربية، وأنّ كلّ مسار صفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية يرتكز على تواطؤ أنظمة عربية بعينها مع الكيان الصهيوني ضدّ فلسطين والفلسطينيين.
خلال السنوات الماضية التي رافقت ما يسمّى «الربيع العربي» تولت القنوات الإعلامية الخليجية لا سيما القطرية والسعودية، النطق باسم المجموعات الإرهابية، وركزت الهجوم الإعلامي على إيران، في محاولة منها لخلق عدو جديد للعالم العربي، بدل العدو الصهيوني، وبالتوازي كانت هذه القنوات تمارس التعمية على جرائم الاحتلال «الإسرائيلي» بحق الفلسطينيين.
فلسطين ليست وحدها في دائرة الخطر الصهيوني احتلالاً وتهويداً واستيطاناً، بل العالم العربي كله مهدّد، فالأنظمة المتخاذلة والمطبعة لا تهتمّ إلا ببقائها على العروش. ولذلك فإنّ الشعوب العربية مطالبة بالتحرك سريعاً لمواجهة الخطر.
لقد آن الآوان لكي تنتفض الشعوب العربية في وجه الاحتلال والعدوان وفي وجه أنظمة التطبيع والذلّ والاستسلام.