تمديد مفاوضات النووي إلى حزيران وروحاني واثق بالنتيجة
اختتمت أمس في العاصمة النمسوية فيينا المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» بنسختها العاشرة من دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني، على رغم تأكيد الأطراف جميعها عن إحراز تقدم مهم خلال هذه الجولة.
وقد اتفق المشاركون على تمديد فترة التفاوض لغاية نهاية حزيران من العام المقبل، على أن تعقد جولة جديدة في الخامس عشر من كانون الأول المقبل وفق ما نقلت الوكالات عن مصدر غربي مرجحاً أن يكون مكان انعقادها سلطنة عمان.
وقبل ساعات من نهاية المهلة المحددة للمفاوضات النووية كانت تواصلت اللقاءات في فيينا في محاولة للتوصل إلى مخرج بعد تعذر التوصل إلى الحل النهائي في ظل رغبة جميع المشاركين بمن فيهم الأميركيون بالخروج باتفاق ولو بالحد الأدنى.
الرئيس الإيراني حسن روحاني وفي كلمة متلفزة، قال إن هذه المفاوضات أتاحت تسوية غالبية الخلافات مع المجموعة الدولية، مشيراً إلى أن الخلاف الأساسي مع الطرف الآخر هو كيفية تحويل التفاهمات إلى اتفاق مكتوب وشامل.
كما أكد روحاني ثقته بتوصل بلاده إلى اتفاق نهائي مع السداسية الدولية، على رغم عدم نجاح الطرفين في التوصل إليه خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات، كما أعرب عن اعتقاده بأن «تخرج الأمة الإيرانية منتصرة» من هذه مفاوضات، التي اتفقت الدول الكبرى وطهران على تمديدها حتى أواخر حزيران المقبل.
وكشفت مصادر متابعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لنظيره الإيراني أن موسكو لن تسمح بإطالة المفاوضات إلى ما لا نهاية والمماطلة في رفع العقوبات عن طهران.
وقالت المصادر إن موسكو تسعى إلى شراكة استراتيجية مع طهران بغض النظر عن سير مفاوضات النووي الإيراني، مشيرة إلى استعدادها لرفع العقوبات تدريجياً من طرف واحد عن طهران، وهي تشجع بكين على ذلك.
وفي روسيا أيضاً اعتبر مستشار رئاسي أن الغرب ليس معنياً بتسوية الملف النووي الإيراني وأنه يسعى لزعزعة الاستقرار في إيران، وتابع: «إن الغرب يريد تنازلات كبيرة من إيران، لكن الأخيرة وضعت سقفاً لها، وموسكو تتفق معها، والصين تؤيد».
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي عقب انتهاء المفاوضات أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عمل بجدية وناقشا معاً الكثير من الأفكار وإمكانية تطبيقها .
وأضاف كيري إن المحادثات مع إيران سوف تأخذ وقتاً أطول لأن الجانبين يريدان التوصل إلى اتفاق صحيح منوهاً إلى حصول تطور ملحوظ في المفاوضات على رغم أن التوصل إلى اتفاق سيكون أمراً صعباً، مضيفاً أن طرح أفكار جديدة أدى إلى تحقيق تطور ملحوظ وقال: «لقد قررت مجموعة خمسة زائد واحد تمديد المفاوضات لستة أشهر انطلاقاً من إيماننا بإمكانية التوصل لاتفاق شامل».
وأعلن كيري أن إيران أوقفت تخزين اليورانيوم للمرة الأولى منذ عقود وأصبح مخزونها من اليورانيوم المخصب صفراً وأن المفتشين الدوليين يقومون بزيارات يومية في إيران. وأضاف: «بناء على ذلك قمنا بتحديد الحظر ضد إيران وبدأت عملية بناء الثقة».
وأوضح أن خبراء الجانبين سيجتمعون قريباً وأن وزراء الخارجية سيجتمعون الشهر المقبل لمواصلة المحادثات زاعماً بأن هدف الغرب من المحادثات ليس هدفاً سياسياً أو إيديولوجياً بل هدف عملي، مشيراً إلى أن الحظر المفروض على إيران سيرفع، وقال: «هناك تقدم قد حصل على بعض المواضيع وقد استطعنا حل بعض القضايا».
واعترف الوزير الأميركي بأن إيران التزمت بالاتفاق النووي الأخير ولم يخرج أحد عنه، لكن هناك فجوات عدة في المفاوضات النووية، ورأى أن التفاوض لا يمكن أن يستمر للأبد من دون تقدم حقيقي.
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تحقيق تقدم مهم في المفاوضات، وقال: «تحقق تقدم ملموس. ونأمل في أن نتمكن في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر من وضع وثيقة تتضمن كل المبادئ الأساسية التي سيكون تنفيذها في وقت لاحق موضوع مشاورات وصيغ تقنية».
وأكد الوزير الروسي أن اتفاقية جنيف بين السداسية وإيران ستبقى قائمة، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقية تتضمن المبادئ التي لم يشكك فيها أحد، مؤكداً أن جميع المشاركين في السداسية وكذلك وزير الخارجية الإيراني ينوون للعمل بفعالية ومن دون أي انقطاع، قائلاً إن الاجتماع الحالي سجل مرحلة مهمة جداً في العمل المعقد، لكنه «عمل يؤدي إلى تحقيق النتيجة».
وفي السياق، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الطرفين على الحفاظ على «الديناميكية الإيجابية» وتطوير النجاحات التي تم إنجازها حتى الآن في المفاوضات، معرباً عن أمله في أن تبقى طهران والسداسية ملتزمتين بالتعهدات المتفق عليها «في جو من الثقة المتبادلة والإرادة الطيبة».