إيران: تعتبر الهجوم على حاملتي النفط استكمالاً للعقوبات الاقتصادية وهدف ترامب من التفاوض هو الفوز في انتخابات 2020
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أن «الاتهامات الأميركية بشأن حادث ناقلتي النفط هو استكمال للحظر الاقتصادي».
وأشار لاريجاني في كلمة خلال اجتماع مجلس الشورى أمس، إلى ما أسماه «الأعمال المشبوهة في بحر عُمان»، قائلاً، «إنها والاتهامات استكمال للحظر الاقتصادي لأنهم لم يستفيدوا من الحظر خاصة أن لدى أميركا سوابق عبر التاريخ في هذا المجال، حيث كانت في الحرب العالمية تستهدف سفنها بالقرب من اليابان لتوفر التبرير المناسب لعدائها».
وأضاف، أن «الجانب الفكاهيّ للقصة يكمن في تصريحات وزير الخارجية الأميركية حيث أوصى إيران باللجوء إلى الدبلوماسية مقابل الدبلوماسية، يصرّح بومبيو بهذه التصريحات في وقت فرض فيه على الشعب الإيراني أشدّ العقوبات كما سمّاها هو، هل هذا الإجراء إجراء دبلوماسي؟».
وتساءل لاريجاني قائلاً، «هل تسليح أميركا للسعوديين ضد الشعب اليمني المظلوم ودعم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الشجاع إجراء سياسي؟».
من جانبه، اعتبر المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن «هدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من التفاوض مع إيران هو الفوز في انتخابات 2020».
وقال عبد اللهيان إن «الغرب كان يظنّ خلال العام الماضي أن إيران ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي دون أن تنتفع من خصائص هذا الاتفاق وتبقى منتظرة وعوده».
وأضاف أن «إيران اتخذت قراراً دقيقاً في هذا الشأن، حيث اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قراراً أصاب الغرب بصدمة»، منوّهاً إلى أن «زيارات الوفود السياسيّة التي تتم حالياً إلى إيران تؤكد التزامها بالعلاقات مع إيران»، لافتاً إلى أن «هذه الوفود تحمل رسائل من أميركا».
وأشار إلى «زيارة رئيس وزراء اليابان إلى إيران»، قائلاً:
إن «لجوء ترامب للسيد شينزو آبي لنقل رسائله إلى إيران، هو بهدف دفع طهران إلى التفاوض، وبالتالي تحقق الفوز في انتخابات 2020».
ونوّه عبد اللهيان إلى الحادث الذي تعرّضت له ناقلات النفط في بحر عمان والاتهامات التي وجّهت لإيران، ومسألة الحصول على إجماع عالمي ضدّ إيران، قائلاً: إن «مسألة تحقيق إجماع عالمي ضد إيران أمر صعب نظراً لضيق وقت ترامب للدخول في المنافسات الانتخابية».
وأوضح المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي أن «الأميركيين والسعوديين والصهاينة تدخلوا في المنطقة، لدرجة باتت تواجه ظروف تصدير النفط في المنطقة عدم الاستقرار، ومن الطبيعي أن لا أحدَ يقبل الاتهامات التي وجّهت إلى إيران».
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف إن «موسكو تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس» وإلى «تقييم مسؤول لـ حادثة بحر عُمان والتريّث إلى حين الحصول على بيانات مؤكدة».
وقال بيسكوف في تصريح صحافي أمس: «لم ننسَ المسحوق الأبيض، في إشارة كما يبدو إلى الذريعة التي تم بها تبرير غزو العراق نذكر ذلك.. وبناء عليه تعلمّنا أن نضبط تقييماتنا، وما زلنا نحث الجميع على ضبط النفس والتقييم والانتظار لحين ظهور بعض البيانات المقنعة».
وتابع، «وإن تحدث البعض عن وجود نوع من المعلومات السرية المعلومات بشأن أحداث خليج عُمان فهو أمر سخيف».
ولفت المتحدث إلى أنّ «مثل هذه الحوادث يمكن أن تهزّ الاقتصاد العالمي، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد على الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة».
وكان الكرملين ذكر بعد حادثة مهاجمة السفينتين أن «لا أحد يعلم المسؤول عن الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عُمان».
فيما جدّد وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، «تحميل إيران المسؤولية عن استهداف الناقلتين في بحر عمان»، الخميس الماضي، معتبراً أن هذا الأمر «مؤكد تقريباً».
وذكر هانت أمس، في حديث إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية «بي بي سي» أن «لندن لا تثق بوقوف أي طرف آخر غير طهران وراء الحادث»، وهو الثاني من نوعه خلال نحو شهر.
وقال، رداً على سؤال عن الأدلة في الاتهامات التي وجّهتها المملكة المتحدة إلى إيران بخصوص الحادث: «أجرينا تقييماتنا الاستخباريّة، والعبارة التي استخدمناها هي المؤكد تقريباً. لا نثق بأن هناك أي طرف آخر فعل ذلك». وحثّ هانت جميع الأطراف على «خفض التوتر».