حرب الحضارات… والمايسترو يهود الداخل ويهود الخارج
يكتبها الياس عشي
قبل ثلاثين عاماً، وتحديداً بعد انهيار الاتحاد السّوڤياتي، بدأ الحديث عن حرب وشيكة أُطلق عليها اسم حرب الحضارات.
كان المسرح جاهزاً، وكتّاب السيناريو جاهزين، وكذلك الأبطال والإكسسوارات والملقّنون والمهرّجون والإعلاميون، وكلّ ما يلزم لتدمير الحضارة المشرقيّة التي بدأت في أوغاريت حرفاً، وفي بابل شريعةً مدوّنة تحمل توقيع حمورابي، وفي بيت لحم رسالةَ محبٌة وشهادة، وفي مكّةَ حضوراً نبويّاً وانتصاراً على الأوثان والوثنييين.
كان المسرح جاهزاً والمايسترو بعصاه جاهزاً. حيناً يُخرج من قبّعته كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، وحيناً آخر يباهي بأنه شعب الله المختار، وثالثةً يجعل من المحارق قميص عثمان، ثمّ يقف على البوّابات الغربية ليعلن موت مسيح بيت لحم، وولادة مسيح آخر يحمل ملامح التوراة، ويرتمي في أحضان المسيحيين الغربيين الجدد.