الخولي: قادرون على خلق حالة إعلامية فريدة في الإعلام الرسمي

حاوره سعد الله الخليل

من ساحة الأمويين إلى سجل «غينيس» وقبلها إلى قلوب السوريين رسالة محبة وفرح، وعلى رغم مساحات الحزن والألم التي يختزنها السوريون في قلوبهم وعقولهم كان للفرح مكان على مدى سبعين ساعة من البث المباشر تخطت خلالها قناة «تلاقي» مدارات البث الفضائي ليصل ترددها الى قلوب السوريين وصفحات التواصل الإجتماعي بين مرحب ومشجع ومنتقد وشاجب، ولكن رغم إختلاف الآراء فقد تمكن فريق «تلاقي» من جمع السوريين حولهم في مسعى لتطبيق شعار قناتهم نلتقي لنرتقي.

الجهود التي بذلت وأجواء البث المباشر ودلالات دخول قناة «تلاقي» سجل «غينيس» ودور الإعلام في نشر الفرح وغيرها من المواضيع في حوار الى صحيفة «البناء» وشبكة «توب نيوز» مع مدير قناة «تلاقي» الدكتور ماهر الخولي.

رأى الدكتور ماهر الخولي أن للإنجاز جانبين: الأول له علاقه بالارادة، والثاني له علاقه بالتخطيط وتشكيل فرق العمل، وقال: «في الإرادة أردنا أن نقدم رسالة أننا قادرون إن شئنا الاقتراب من أفعال شبيهة بالإعجاز، وفي الجانب الآخر حاولنا أن نكون عمليين نخطط وفي شكل دقيق لما سنقوم به وتطلب الوصول إرادة وعمل حتى اللحظة الاخيرة، وكل شيء سار وفقاً للمخطط».

وأكد أن صاحب الفكرة المخرج الهمام بهلول وزميلته أريج زيات حيث كانا يبحثا عن فضاء أوسع يرفع من قناة «تلاقي»، ولاحقاً انضمت اليهما رين الميلع وتم تبني الفكرة بعد عرضها على القناة والهيئة ووزير الإعلام.

وأوضح الخولي أن «الرقم السابق كان 62 ساعة وكان المطلوب 65 ساعة وعمل الفريق 70 ساعة ليصعبوا العمل على غيرهم، مضيفاً: «من خلال هذه التجربة بات من الصعب ان ننهزم وربما كان العمل على الورق سهلاً ولكنه تطلب جهوداً فيزيولوجية كبيرة».

نهدي النجاح للجيش

ورداً على من اعتبر التوقيت غير مناسب بالنظر الى ظروف سورية واعتبار البعض فيها اساءة لدماء الشهداء وبأنها تجميل لصورة الدمار في سورية قال الخولي: «أهدينا كل هذا العمل لسورية ولارواح الشهداء ونحن قدمنا رسالة أننا ما زلنا هنا ونستطيع ان نفعل ما لم يفعله غيرنا، وأكثر المتابعين لهذا البث هم عناصر الجيش السوري الذين ما زالوا يتواصلون معنا، وبعد سنوات من الحرب على وسائل الاعلام السورية نجحت «تلاقي» بكسر هذا الجليد وأجبرت كل القنوات على تغطية الحدث».

وعن دوافع تلك القنوات لتسلط الضوء على أي قناة تعتبرها معادية وفتية كقناة «تلاقي»، أضاف: «نحن نغطي أخبار الطغيان في بلاد الطغاة، والجانب الثاني كان لافتاً التفاف السوريين حول حدث سوري ضمهم يفتخرون به».

وتابع: «ما لفت الإعلام هو أن السوريين اشتاقوا للالتفاف حول بعضهم بعضاً، حيث أراد السوريون أن يثبتوا للعالم أنهم ما زالوا في الميدان، ليس بالمعنى العسكري فقط بل بالثقافي ايضاً».

وأهدى الخولي النجاح الأكبر للسوريين الذين ما زالوا صامدين في مدنهم وقراهم ويدفعون ثمناً غالياً للحرب التي تستهدف أرضهم وثقافتهم.

بين النتائج والدعم

وحول العلاقة ما بين النتائج والدعم اوضح الخولي «اننا نفضل أن يكون هناك دعم يأتي بنتائج ولكن إن حصل العكس فلا مشكلة إن حصلنا على نتائج أتت بدعم، نريد أكل العنب لا قتل الناطور، ونريد تقديم ما يعطي المتعة والدهشة والفائدة للمتلقي السوري والعربي، ونتمنى أن يكون الدعم حاضراً قبل الدخول في مثل هذه التحديات، ولكن عندما لا تتوافر ونحن نعي وندرك ونلامس ونعيش ما يعاني منه بلدنا فلا نستطيع أن نطلب ما لا يمكن تحقيقه، وهذا الفريق عمل ضمن إمكانات محدودة ولم يطلب أكثر مما هو واقعي وتأمنت طلباتنا، ولحسن الحظ وُجد أشخاص أمثال المهندس رامز ترجمان المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والذي تواصل معنا على مدار الساعة ووزير الإعلام عمران الزعبي الذي حرص على التواصل الدائم للاطمئنان على سير عمل الفريق».

العائد المادي وانعكاسات الجائزة

وعن العائد المادي للدخول الى سجل «غينيس» قال الخولي: «لا علم لي بأي مبالغ مالية ستتقاضاها القناة أو الفائزون، ولا نعول على أي مبالغ، دخلنا السباق لنوصل رسالتنا للعالم وبشفافية، وصراحة لم أكن أعلم أن هناك جائزة تعطى بعد الفوز بجائزة غينيس».

وبخصوص انعكاسات الجائزة على الدورة البرامجية للقناة في الشكل والمضمون رأى «ان الصدى والتجاوب من قبل الجمهور اوقعانا في ورطة، فنحن الآن أمام مسؤولية كبيرة وعلينا تلبية حاجة المشاهد الذي بكى معنا ومن أجلنا ونأمل بأن نكون صادقين ومعبرين وأن لا نخيب ظن المشاهد بنا ونبقى على قدر المحبة والثقة التي منحنا اياها». وأضاف: «قدمنا كل ما نمتلك من خبرة، والأفكار التي قدمت لنا وإن لم تصل للمشاهد كما نتمنى، وعلينا أن نراعي ان هذه القناة ولدت في عز الأزمة أولاً وهنا يجب الانتباه للظروف السياسية والإقتصادية والميدانية وهذا أمر مهم». وزاد: «يعمل في القناة أقسام الإعداد والإخراج والتقديم زملاء لم يسبق لهم ان خاضوا غمار هذه المهنة، ومتوسط أعمارهم 25 سنة ومن دون خبرة سابقة، فأريج خريجة معهد تنمية ادارية، ورين الميلع طالبة في كلية الزارعة ولم يسبق لهما أن عملا في تلفزيونات محترفة، وعلينا إما أن نعتمد على فريق محترف في كل جوانب المهنة من التقديم الى الإعداد والإخراج والتحرير وإلى التصميم إلى الغرافيك إلى التصوير، وإما ان نعتمد على انفسنا وبما أننا لا نملك مالاً ولا فريقاً محترفاً نعتمد عليه فآثرنا واضطررنا للاعتماد على انفسنا وهذه النتيجة لن تظهر خلال سنة ونصف السنة، فتراكم المعرفة والخبرات ونتاجها تحتاج الى مرحلة تخمر، وأطلب من المشاهدين أن يراقبوا عمل هؤلاء الشباب خلال الوقت القصير المقبل بعد ثلاث سنوات واربع سنوات». وأضاف: «الشاب الذي أخرج سبعين ساعة متواصلة وعمره لا يتجاوز أربع وعشرين سنة نأمل منه كل الخير بعد سنة أو سنتين وثلاث سنوات عندما ينضج مهنياً ومعرفياً، وربما كان هناك تقصير اداري لكن نحاول استدراكه في الدروة البرامجية الثانية».

خلق حالة إعلامية فريدة

وشدد الخولي على إمكانية خلق حالة اعلامية فريدة من ضمن منظومة الاعلام الرسمي تمتلك البنية التحتية والأفكار والأشخاص لتقدم رسالة راقية من خلال الاعلام الرسمي نفسه، وليس تهمة او شبهة ان يكون الاعلام رسمياً او خاصاً، بل بما سيقدم من افكار ومواضيع، فإن قدمت تلك المواضيع وعولجت بمنهجية واحترافية وبموضوعية سيكون لتلك القنوات الرسمية سمات القطاع الخاص، فهناك عدد من القنوات الخاصة وغير المراقبة والتي تستطيع ان تقول وتقدم في السياسة والاقتصاد ما تريد ومن دون خطوط حمر، هي قنوات أقل من المستوى المطلوب، لكن الراسخ في أذهان الناس ان القنوات الرسمية هي قنوات محددة بثوابت سياسية وخطوط حمر وممنوعات»، مؤكداً ان «هذه الخطوط لم تفرض علينا ولم يطلبها احد منا، نحن كمواطنين سوريين نعلم ما هي الحدود في مثل هذا الظرف».

يبث هذا الحوار كاملاً مساء اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه الحادية عشرة على قناة «توب نيوز» على التردد 12036

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى