رئاسة السلطة الفلسطينية: مؤتمر المنامة خطأ استراتيجي!
وصفت رئاسة السلطة الفلسطينية، أمس، مؤتمر المنامة، الذي تنظمه الإدارة الأميركية في العاصمة البحرينية، الأسبوع المقبل، بـ «الخطأ الاستراتيجي».
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن هدف المؤتمر هو «تجنب الوصول إلى حلول سياسية للصراع الفلسطيني الصهيوني ، حيث إنها طُرحت مراراً تحت عنوان السلام الاقتصادي، وفشلت، الأمر الذي أدى إلى كوارث وحروب لم تتوقف حتى الآن».
وأضاف: «ما يعد من خطوات تحت عناوين مضللة، ستؤدي إلى تطبيع مجاني بين العرب والكيان الصهيوني ، قبل تنفيذ مبادرة التسوية العربية القائمة على أساس الانسحاب الصهيوني من الأراضي العربية المحتلة كخطوة أولى».
وتابع أبو ردينة: «إن مثل هذه الخطوات الاستفزازية، ستُحدث توتراً إضافياً في منطقة مشتعلة أصلاً وسط مناخات متوترة، ومحتقنة وربما تؤسس إلى نقطة اللاعودة لكثير من الامور».
بدوره قال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن مؤتمر المنامة «سيولد ميتاً». وأضاف خلال كلمة له بافتتاح مشاريع شمالي الضفة الغربية: «بعد أيام ستعقد ورشة المنامة، نؤكد أن هذا مؤتمراً هزيل التمثيل ساذج البرنامج مخرجاته عقيمة».
وأكمل: «نحن لن نشارك، وعدم ذهابنا سيسقط الشرعية عن هذا المؤتمر الذي سيولد ميتاً، من يريد مساعدتنا لا يحاصرنا ويوقف التمويل عن مستشفيات القدس وأهلنا في المخيمات».
وكانت القيادة الفلسطينية قد أعلنت مقاطعتها لمؤتمر المنامة، الذي تعرض الإدارة الأميركية خلاله الشق الاقتصادي من الخطة الأميركية المعروفة إعلامياً بـ «صفقة القرن».
ويقول مسؤولون أميركيون إنه سيتم خلال الورشة عرض مشاريع كبيرة للتنفيذ في الأراضي الفلسطينية ولكن دون الكشف عن الشق السياسي من الخطة، التي سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن قال إنها ستسقط القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات.
وفي السياق، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، إن تفاهمات التهدئة، التي أبرمت مع الكيان الصهيوني برعاية مصرية وقطرية وأممية، «دخلت مرحلة الخطر بسبب تباطؤ تنفيذ بنودها»، مجدداً رفض حركته لعقد مؤتمر المنامة.
وأضاف هنية، في لقاء عقده مع ممثلي الصحافة الأجنبية بقطاع غزة، إن حركته «اجتهدت في كل الاتجاهات لكسر حصار غزة وصولاً إلى التفاهمات، لكن للأسف حتى الآن لم يشعر المواطن الفلسطيني بثمرة هذه التفاهمات».
وأوضح أن الكيان الصهيوني، حتى اليوم، لم «يوفر حرية الحركة عبر المعابر، ويتعامل بابتزاز في مساحة صيد الأسماك، ويعيق مشاريع الكهرباء، ومشاريع التشغيل وبناء المناطق الصناعية، ويفرض قيوداً شديدة على دخول الأموال إلى غزة».
وكانت قد توصلت الفصائل الفلسطينية، والعدو الصهيوني، نهاية العام الماضي، عبر وسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة، لتفاهمات، تقضي بتخفيف الحصار عن القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات الفلسطينية قرب الحدود.
وقال هنية، إن استعادة المصالحة الفلسطينية بمثابة «أولوية قصوى» لحركته.
وأضاف: «الأولوية الثانية بعد المصالحة، هي إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، بعدما أصابه الكثير من التيه السياسي، حيث نبحث مع كل الفصائل الفلسطينية عن قاسم مشترك نحافظ من خلاله على الحقوق والتطلعات لإقامة الدولة الفلسطينية».
وأما الأولوية الثالثة، وفق «هنية»، فهي فك الحصار عن قطاع غزة، ثم «إفشال المخططات الصهيوني لضم المستوطنات إلى الضفة الغربية».
وفي حديثه عن الخطة الأميركية للتسوية، المعروفة باسم «صفقة القرن»، أكد هنية أن حركته «لا تعرف بنود الصفقة حتى الآن». وأضاف: «لكن ما يجري على الواقع مؤشرات بأن هذه الصفقة تدمر المشروع الوطني، ونحن لا يمكن أن نقبل بها أو نتعامل معها».
وذكر هنية أن «مؤتمر المنامة، يأتي ضمن الجهود الأميركية والصهيونية لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، واجهتها اقتصادية، لكن مضمونها سياسي».
وطالب هنية ملك البحرين، باتخاذ «قرار جريء يتمثل بعدم عقد هذا المؤتمر».
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية والبحرين، في بيان مشترك، عن عقد مؤتمر اقتصادي، في المنامة، الثلاثاء والأربعاء، المقبلين، سيتم خلاله عرض الشق الاقتصادي من خطة «صفقة القرن».