مرصاد بري
ـ في مرتين هذا الشهر كان رئيس المجلس النيابي نبيه بالمرصاد، بعدما ظنّ الناظر من بعيد أنه تهاون أو تساهل، ففي المرة الأولى كانت حكايته مع المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد عندما تبلغ بري الموافقة الأميركية وضمناً «الإسرائيلية» على مطالبه ومقترحاته في عملية ترسيم الحدود، وفي المرة الثانية عندما تمّ إقرار الموازنة في الحكومة وفيها رسم المستوردات.
ـ تعامل بري كما هي العادة باحتواء مع ما هو سلبي في حركة ساترفيلد وتصرف بمنطق منح الوقت وترك الحقائق تظهر تباعاً، وفي توقيت بدأت معه معالم المناورة تتوضح ضرب يده على الطاولة راسماً الخطوط الحمر برفض تحديد مهلة للتفاوض تتصل بحاجة «إسرائيل» للتهدئة الظرفية خلال أزمة الخليج وبرفض استثناء مزارع شبعا من الترسيم البري، واعتبار الزجّ المفتعل لملف الصواريخ خروجاً عن التفاهمات فغاب ساترفيلد ولم يعد.
ـ تعامل بري مع الموازنة بصفتها نتاجاً توافقياً ولما وصلت إلى مجلس النواب تمسك بدور المجلس الكامل في مناقشة الموازنة مؤكداً أنه لا يجوز تخطي نسبة العجز التي جاءت في مشروع الحكومة، وهذه مسؤولية المجلس النيابي الدستورية، لكنه فتح الباب لتنقيح وتصحيح الموازنة في ما يخص التبعات التي فرضت على ذوي الدخل المحدود وخصوصاً رسم المستوردات.
ـ حاول رئيس الحكومة التعبير عن انزعاجه فقال كلاماً سلبياً بحق دور المجلس لكنه اضطر للتصحيح بعدما وقع في مرصاد بري واعتذر ضمناً بزيارته للمجلس النيابي مؤكداً الحق الدستوري للمجلس بمناقشة كلّ شيء في الموازنة، وهو يعلم أنّ ما سيحدث هو ما سمعه في اليوم الثاني من كلام لرئيس المجلس عن إعادة النظر برسم المستوردات وتامين البدائل من داخل الرسم نفسه باستثناء سلع وزيادة الرسم على سلع وإبقائه على سلع.
ـ مرصاد بري بالمرصاد.
التعليق السياسي