أحزاب طرابلس: يُفترض بالأغنياء والمصارف تغطية العجز
حذّر لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس «من مغبة استمرار مناقشة الموازنة بمعزل عن تبني خطة اقتصادية متكاملة تستند إلى اقتصاد منتج»، معتبراً أنه «يفترض ألاّ يتحمل الفقراء مسألة تخفيض العجز التي يفترض أن يغطيها الأغنياء والمصارف». وأشار إلى انتقال قوى محور المقاومة من مرحلة البناء والصمود إلى مرحلة المواجهة.
جاء ذلك في بيان للقاء بعد اجتماعه الدوري في مكتب منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في طرابلس وتداول المستجدات وانعكساتها على الساحتين المحلية والإقليمية.
وثمّن الحضور «الزيارتين اللتين قام بهما اللقاء للنائب فيصل كرامي وللسفارة السورية حيث التقى السفير علي عبد الكريم علي لتأكيد دعم اللقاء لصمود سورية في مواجهة الحرب الكونية التي شنّت ضدّها وإفشال المشروع الإرهابي التكفيري فيها وانعكاساتها الإيجابية على قوى محور المقاومة في المنطقة».
وتوقفوا «أمام تنامي ظاهرة العصبيات الطائفية والمذهبية بحجة حماية الوحدة والتعايش والعيش المشترك بين مكونات الوطن الواحد والحرص على عدم حصول تغيير ديموغرافي في البلاد» ولاحظوا «أنّ هذا التنامي بدأ يبرز لدى أغلب مكونات الوطن في مرحلة حرجة تجتازها المنطقة وتتطلب التركيز على الوحدة الوطنية والعيش المشترك المستند إلى المواطنة القائمة على الكفاءة والمستندة إلى العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، في إطار دولة مدنية ديموقراطية تشكّل البديل الموضوعي لتغليب العصبيات الفرعية القائمة على المحاصصة والمستندة على تغليب التبعية على الكفاءة».
وحذّروا «من مغبة استمرار مناقشة الموازنة بمعزل عن تبني خطة اقتصادية متكاملة تستند إلى اقتصاد منتج، يعتمد على الصناعة والزراعة والسياحة وتعزيز المؤسسات كبديل للاقتصاد الريعي الذي يزيد ثروة الأغنياء على حساب تنامي إفقار العمال والكادحين والفقراء وذوي الدخل المحدود»، واعتبروا أنه «يفترض ألاّ يتحمّل الفقراء مسألة تخفيض العجز التي يفترض أن يغطيها الأغنياء والمصارف وأن يتمّ وقف الفساد والهدر الذي يستنزف ثروات الوطن».
وتوقفوا «أمام ما يجري من توافق بين أفراد الشبكة الحاكمة لتوزيع التعيينات بين التابعين لهم على حساب الكفاءة وصولاً إلى متابعة ما درجوا عليه منذ الاستقلال حتى اليوم»، معتبرين «أن لا بديل عن اعتماد العلم والمعرفة والشفافية كمعايير لا بدّ منها لبدء مرحلة جديدة تنقذ الوطن والمواطن».
وحيّوا «مثابرة أهلنا في الأرض المحتلة على متابعة مسيرات حق العودة وتقرير المصير ووحدة الموقف الرافض لصفقة القرن التي يشكّل مؤتمر المنامة الخطوة العملية الأولى على طريق وضعها موضع التنفيذ»، وأشادوا بـ»الحراك الشعبي على امتداد الأرض العربية رفضاً لتلك الصفقة الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين واعتبار كل من يشارك في إنجاح دعوة البحرين خيانة للقضية المركزية المتجسدة بقضية فلسطين».
وتوقفوا «أمام ما يجري في مضيق هرمز والخليج من صراع بين مشروعين وانتقال قوى محور المقاومة من مرحلة البناء والصمود إلى مرحلة المواجهة التي توّجت بإسقاط الطائرة الأميركية التي تجسد قمة الصناعة الحربية الأميركية وما رافقها من أكاذيب أميركية فضحتها إيران حين أبرزت حطام تلك الطائرة في تأكيد عملي على أنها دخلت المجال الإيراني واستعدادها لمواجهة أي عدوان جديد، الأمر الذي أجبر ترامب على التراجع ودعوة إيران للتفاوض من دون شروط مسبقة، في وقت ما زالت فيه إيران على موقفها الداعي واشنطن إلى إلغاء العقوبات والحصار كشرط لا بدّ من تحقيقه قبل أيّ خطوة».