سورية وانتخابات اسطنبول
ـ لا يمكن الفصل أبداً بين الخسارة المدوية لرجب أردغوان وحزبه ومشروعه في انتخابات بلدية اسطنبول التي أصرّ أردوغان وحزبه بتحويلها عبر الإعادة الى استفتاء على زعامته ومشروعه، وبين الحرب التي خاضها أردوغان في سورية وشكلت النسخة الوحيدة الواقعية عن مشروعه وتسبّبت بنتائج وخيمة على مكانة تركيا واقتصادها ومساحة الحريات فيها.
ـ لذلك لا يمكن تجاهل كون سورية هي الناخب الإقليمي الأهمّ في هذا الاستفتاء التركي، فلو كان مشروع أردوغان قد حقق الحدّ الأدنى من النجاحات التي كان يسعى إليها لشهدنا اتجاهاً مختلفاً للناخب التركي ولهذا ستكون نتائج ايّ تحوّلات داخلية تشهدها تركيا مرتبطة عضوياً بتبدّلات تطال الموقف التركي من سورية.
ـ سعي أردوغان لترميم زعامته واستباق النهاية الكارثية التي بشرت بها نتائج اسطنبول وما تمثل من مؤشر حقيقي عميق على مستقبل أردوغان، سيتمثل بصورة رئيسية في منافسة المعارضة على سلوك المسار الجديد في سورية، لأنّ المضيّ في المسار السابق سيعني تعميق المأزق وتأكيد النتيجة ولأنّ أردوغان يجيد اللعب على الحبال فأوّل ما سيسعى إليه لقطع الطريق على منافسيه وقد بات الأمر الآن وجودياً وليس موضوع مكاسب، هو الجلوس في المقعد الذي ستحاول المعارضة الدعوة لإعتباره مكان تركيا الطبيعي تجاه سورية.
ـ موقع وموقف تركيا من الحرب في إدلب وطريقة التعامل مع المبادرات الروسية سيتغيّر في الأيام القادمة وتقلبات أردوغان تقول انّ كلّ شيء يمكن أن يحدث لحماية البقاء في السلطة.
ـ من حق سورية أن تحصل على حصتها من انتخابات اسطنبول…
التعليق السياسي