رام الله: «ورشة المنامة» تهدف التمهيد لإمارة في غزة.. وعباس سيجري جولات دبلوماسية بصدد تنظيم مؤتمر دولي
أعلنت الرئاسة الفلسطينية أنّ المبادرة العربية خط أحمر، مشيرة إلى أنه «لا يمكن لمستشار الرئيس الأميركي جارد كوشنير أو غيره إعادة صياغة المبادرة نيابة عن القمم العربية والإسلامية».
واعتبرت أنّ هدف ورشة المنامة التمهيد لإمارة في غزة والتخطيط لفصلها عن الضفة الغربية وتهويد القدس. وأضافت «أي خطة لا تمرّ عبر الشرعية الفلسطينية مصيرها الفشل».
الرئاسة الفلسطينية قالت إنّ «أية إجراءات أحادية هدفها تجاوز الشرعية العربية والدولية ستصل إلى طريق مسدود»، مشيرة إلى أنه لن يكون لأحد أي دور سوى الدور الوظيفي لمشروع استعماري جديد له أهداف أوسع مما يعتقد البعض.
وتابعت أنّ الإجماع والالتفاف الفلسطيني والدولي حول شرعية الموقف الفلسطيني هو إنجاز لفلسطين وقيادتها.
وفي السياق، كشف سفير فلسطين لدى الجزائر، أمين مقبول، عن سعي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى تنظيم مؤتمر دولي، رداً على المنعقد في العاصمة البحرينيّة المنامة.
جاء ذلك في تصريحات أمس، بالتزامن مع انطلاق أعمال «مؤتمر المنامة».
وقال مقبول، على هامش وقفة للجالية الفلسطينية في مقرّ السفارة، رفضًا لـ»المنامة»، إن عباس سيجري جولات دبلوماسية لحشد الدعم لمؤتمر يهدف إلى «كسر انفراد الولايات المتحدة بملف السلام في المنطقة».
من جهتها، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية حركة فتح لبناء استراتيجية وطنية شاملة.
وأكد هنية خلال مؤتمر وطني في غزة لمواجهة وإسقاط صفقة القرن وورشة البحرين أن حركة حماس جاهزة للقاء رئيس السلطة، محمود عباس، وقيادة فتح في غزة أو القاهرة أو أي مكان، على حد قوله، مضيفاً «ندعو الى عقد اطار قيادي مؤقت والى تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤوننا في الضفة وغزة».
كما رأى هنية أنه «يجب العمل على إعادة بناء منظمة التحرير لتضم كل الفصائل الوطنية الإسلامية لتوحيد المرجعية واتخاذ القرار».
«استراتجيتنا تبدأ بالقدس وحق العودة والدولة عاصمتها القدس على كامل التراب الفلسطيني»، أوضح هنية، وأشار إلى «أننا في منعطف تاريخي يجب أن نبني بناءً سياسياً أمنياً إعلامياً لإعادة المبادرة إلى أيدينا».
من جهته، اعتبر أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة أنه «لدينا فرصة تاريخية لنعيد حساباتنا وعلينا مقاومة السمّ الذي زرعه الغرب في جسد الأمة».
نخالة لفت إلى أنه «لم نجن من مبادرة السلام الا الاستيطان والقتل»، مؤكداً أن «المقاومة في فلسطين وغيرها أثبتت ان باستطاعتها تحقيق ما لم يحقق في السلام والمفاوضات.. وعلينا الحفاظ على سلاح المقاومة».
ودعا نخالة الى اجتماعات فلسطينية رداً على ورشة البحرين، مؤكداً على ضرورة «سحب الاعتراف بـ «إسرائيل» فوراً وإعادة تفعيل منظمة التحرير».
وعلى صعيد متصل، خرج فلسطينيون في الداخل وفي مدن عربية وعالمية، في مسيرات ووقفات احتجاجية رفضاً لما تسمّى «صفقة القرن»، والورشة التي تعقد في البحرين.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا خرجت المظاهرات أيضاً لدعم مواقف محمود عباس، «الرافضة لكل الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية».
وتستمر الفعاليات الاحتجاجية، التي دعت لها حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» بالتنسيق والشراكة مع فصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات اليوم الأربعاء.
وكان مستشار الرئيس الأميركي، جارد كوشنر، قال إنه لن تتم مناقشة القضايا السياسية في ورشة المنامة.
ورأى كوشنر الذي تحدّث من المنامة حيث تعقد ورشة البحرين، أن الازدهار للفلسطينيين «غير ممكن من دون حل سياسي عادل للنزاع»، مشيراً إلى أن «الرئيس الأميركي والولايات المتحدة لم تتخلّ عن الفلسطينيين».
هذا واعتبر كوشنر أن الاتفاق على مسار اقتصادي هو شرط مسبق ضروري من أجل السلام، وأوضح «نعتقد أنه بإمكاننا مضاعفة إجمالي الناتج القومي الفلسطيني وتقليل الفقر بنسبة 50 وتوفير مليون فرصة عمل».
«ورشة البحرين ليست صفقة القرن بل فرصة القرن»، قال كوشنر. وأضاف «علينا أن نتخيل واقعاً جديداً في الشرق الأوسط ونقوم بعمل الكثير من المشاريع في المنطقة».