مؤتمر البحرين لبيع فلسطين…!
عمر عبد القادر غندور
مؤتمر «السلام للشرق الأوسط» الذي أطلقه الرئيس الأميركي ترامب ابتداء من يوم أمس في البحرين برئاسة صهره كوشنر، والمعروف باسم «صفقة القرن»، هل هو للسلام، أم عملية بيع موصوفة لفلسطين المحتلة عنوانها المال وتفاصيلها المال ولا شيء غير المال.
وبرغم امتناع عدد وافر من الدول العربية عن حضور هذا المؤتمر «الكمين» إما لقناعة أو لحياد أو لتفادي وجع الرأس، لأنّ القضية لا تمثل حالة سياسية قابلة للتلاشي او للزيادة والنقصان، بل هي تحيا رغم الإحباطات والنكسات والهزائم والخيانات في وجدان العرب بكلّ أطيافهم ومشاربهم، ولا يمكن ان يُسدل الستار على قضية فلسطين وشعب فلسطين بفعل القوة والمكر والمال.
ورغم قناعاتنا بهذه الحتمية الراسخة، فإننا نخشى من جاذبية المال وهو عصب الحياة للدول والشعوب، والخشية هنا لا تعني الانهزام أمام جبروت المال، بل للتحصّن منه…
أما الدول العربية أو الأنظمة العربية التي باعت فلسطين في السرّ في الماضي وتوقّع اليوم على صكّ صفقة القرن في العلن فتشكو أمرها الى الله ونحن على يقين بأنّ الله يُمدّ لها في غيّها لتزداد إثما «اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٥ البقرة» ومن أظلم ممن يفتري على شعب فلسطين وشهدائها في الداخل والشتات، ويبيعه في سوق النخاسة المنعقد في البحرين ببضع مليارات من الدولارات سيسدّدها الأعراب وليس غيرهم من عائدات نفط الأمة المنهوب، وهذا سيطيل مأساة فلسطين عقوداً جديدة الى أن يأذن الله بانبعاث الأمة من سباتها والعودة الى الوجود بين شعوب العالم وهي الآن الغائب الأكبر عن مسرح الحياة…
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي