فلسطينيون رفضاً لصفقة القرن: مؤامرة أميركية مكشوفة ورشوة مرفوضة.. و»لن نبيع فلسطين»

توسّعت رقعة الاحتجاج والرفض والإدانة لصفقة ترامب، وورشة البحرين التي تؤسس للصفقة، وللحاضرين فيها.. وانطلقت التظاهرات والتجمعات، وعقدت المؤتمرات والندوات، وتداعت قوى التحرر العربي من كل الأقطار للتأكيد على أن صفقة بيع فلسطين لن تمر، مهما طال الزمن.

ولليوم الثالث على التوالي، تواصلت الفعاليات الغاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد «ورشة البحرين» الاقتصادية، واندلعت العديد من المواجهات الشعبية عند نقاط التماس والاحتكاك، فيما نظمت مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة غزة.

وانطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من مدينة غزة، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، وعلت فيها الهتافات المنددة بـ «ورشة البحرين»، التي تشارك فيها أطراف عربية.

وفي رسالة موجّهة للمجتمع الدولي، انطلقت المسيرة الجماهيرية الحاشدة، بمشاركة الفصائل وممثلي عن قوى المجتمع المدني والفعاليات الشعبية، من مقرّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» إلى مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة.

وعمل القائمون على المسيرة على إيصال رسائل مباشرة للمجتمع الدولي، تؤكد رفض مخططات الإدارة الأميركية الرامية لشطب ملف اللاجئين من على طاولة التفاوض، وكذلك التمسك بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ورفع المشاركون في المسيرة الحاشدة لافتات تندّد بـ «ورشة البحرين» و»صفقة القرن» لكونهما تهدفان إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكتب على إحدى اللافتات «لا لصفقة القرن.. يسقط مؤتمر البحرين» و»معاً لإسقاط صفقة ترامب» و»فلسطين لا تُباع ولا تُشترى».

كذلك انطلقت مسيرة شعبية حاشدة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في التوقيت ذاته، في إطار الغضب الشعبي ورفض مخرجات «ورشة البحرين».

وكانت الفصائل الفلسطينية وقوى المجتمع المدني نظمت مساء الثلاثاء، وفي توقيت انطلاق ورشة البحرين نفسه مؤتمراً وطنياً في مدينة غزة، رفضاً لذلك المؤتمر، وتخللت المؤتمر كلمات عدة لقادة الفصائل الفلسطينية، جرى خلالها التأكيد على خطورة الورشة.

وأحرق المتظاهرون دميتين للرئيس الأميركي دونالد ترامب وأخرى لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أمام المقر الأممي.

وشارك في هذه التظاهرة جميع اطياف شعبنا الفلسطيني تنديداً بهذه الورشة، وعلى رأسهم اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والقيادي في الجهاد الاسلامي جهاد البطش. كما شاركت في المسيرة قيادات وطنية بارزة.

إلى ذلك، قلل ناشطون ومواطنون فلسطينيون من أهمية ورشة البحرين وتأثيرها على مدينة القدس التي تتعرض لهجمة شرسة من الاحتلال، واعتبروا أن هذه الورشة هي محاولة يائسة من الإدارة الأميركية لفرض حلول على الشعب الفلسطيني وإنهاء حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس المحتلة.

وشدد المقدسيون على أن «صفقة القرن» و»ورشة البحرين» وكل السياسات الأميركية والصهيونية الاحتلالية، تهدف إلى إنهاء قضية القدس وشطبها من الخارطة السياسية الفلسطينية ووجدان العرب، وهذا أمر محكوم عليه بالفشل حيث سيواصل المقدسيون الصمود حتى تحرير عاصمتهم.

وفي هذا السياق، قالت الناشطة المقدسية عبير زياد إن موقف المقدسيين موازٍ لموقف أبناء شعبهم، وما يجري هو موضوع تصفية للقضية الفلسطينية وتحويلها قضية اقتصادية، لكن للقدس أبعاد كبيرة ناتجة عن الصفقة والتي بدأت أساساً باستهداف القدس من قبل الإدارة الأميركية المنحازة للكيان الصهيوني.

وأضافت أن التصدي لما يقوم به الاحتلال ليس أمراً سهلاً، لكن المقدسيين يواصلون الصمود وتحدي الاحتلال رغم عدم مقدرتهم على تنظيم المسيرات والاحتجاجات المناهضة لهذه الصفقة وهذه الورشة المشبوهة.

وأوضحت زياد أن القدس تتعرّض لاستهداف شامل ومؤسساتها بأكملها معرضة للإغلاق. والموقف هو موقف واحد مساند للقيادة الفلسطينية ولسيادة الرئيس برفض هذه الصفقة، ولا يحق لأحد أن يمثل المقدسيين إلا منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

وفي تونس تمّ تنظيم لقاء إعلامي في مقر الجبهة الشعبية رفضاً لما يجري في المنامة، وسط تحرّكات شعبية رافضة ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني.

إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية في صنعاء بأشدّ العبارات المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة وبعض أدواتها في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية، والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.

وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن «تلك المحاولات والمؤامرات مصيرها الفشل وستتحطم على صخرة صمود ووعي الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية».

وأشار البيان إلى أن ورشة البحرين تأتي في إطار التسويق لما يسمّى بصفقة القرن والتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومقايضة الحقوق الفلسطينية بالمال.

وجدّدت وزارة الخارجية موقف الجمهورية اليمنية الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

من جهته، وفي تعقيبه على المؤتمر الاقتصادي المنعقد بالمنامة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، إن حركته ليست ضد «رفع الحصار عن غزة والضفة، كما أنها ليست ضد تقديم مساعدات للشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته التي سببها الاحتلال»، لكنه اشترط لذلك أن «يكون المال المخصص لذلك غير مسيّس».

وقال: «أي مال يدفع لإنهاء تلك المعاناة، يجب أن يكون غير مسيس، أو مشروط، ولا على حساب القدس أو الثوابت أو السيادة أو حق العودة، أو على حساب السلاح والمقاومة».

واعتبر هنية موقف الشعب الفلسطيني من مؤتمر المنامة، بمثابة «الكلمة القوية والمدوية، لكل من يفكر بالتواطؤ ضده».

كما ثمّن موقف الدول العربية والإسلامية التي وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية، موجهاً التحية للشعب البحريني الذي رفض انعقاد المؤتمر الاقتصادي، ورفع أعلام فلسطين. قائلاً «أعتقد أن الشعوب العربية، قادرة على فرض إرادتها وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية».

وافتتحت الثلاثاء، أعمال مؤتمر المنامة، تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار»، بمشاركة عربية ودولية ضعيفة.

وتهدف الخطة الاقتصادية، التي أعلنها البيت الأبيض الأسبوع الحالي، إلى ضخ استثمارات على شكل منح وقروض مدعومة في فلسطين والأردن ومصر ولبنان بقيمة إجمالية 50 مليار دولار.

ويتردد أن «صفقة القرن» تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح الاحتلال في ملفات القدس واللاجئين وحدود عام 1967، مقابل تعويضات واستثمارات ومشاريع تنموية.

بدوره أكد القيادي في حركة حماس والأسير المحرر إياد أبو فنونة أن «المال الفاسد مآله إلى زوال، وكذلك المؤتمرات الفاسدة ستزول».

وقال أبو فنونة «إن من يقود أميركا اليوم لا يعرف امتنا ولا شعبنا يظن أننا جزء من أرباحه وتجاراته وعقاراته، وحين رأى زعامات مهترئة تركع له وتؤدي الولاء ظنّ أننا أمة ميتة».

وأدان اتحاد الصحافيين العرب دعوة وسائل الإعلام في الكيان الصهيوني لحضور ورشة البحرين الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن هذه الدعوة تمثل تطبيعاً إعلامياً صارخاً مرفوضاً ومداناً. جاء ذلك عقب ظهور صحافيين صهاينة على وسائل الاعلام العبرية في تغطيات مباشرة من المنامة.

وأشار إلى أن مشاركة وسائل الإعلام الصهيونية في هذا الاجتماع في البحرين يتعارض مع قرارات الاتحاد العام للصحافيين العرب الذي جرّم التطبيع مع الاحتلال بكل أشكاله.

على صعيد متصل، أعلن أمين سر المجلس الوطني محمد صبيح أن هنالك اتصالات يجريها رئيس السلطة الفلسطيتية، محمود عباس، ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون لتحديد الموعد المناسب لعقد المجلس المركزي خاصة بعد الاتصالات والزيارات الواسعة التي أجراها عباس وسيجريها في ظل التطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وأشاد صبيح في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية أمس، بالموقف الفلسطيني الموحّد ضد ما تُسمى صفقة القرن وورشة البحرين البائسة والضعيفة التي أرادت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني منها اختراق الموقف العربي وقرارات القمم العربية التي اتخذت قرارات واضحة بعدم التطبيع مع العدو لحين انسحابه من جميع الأراضي التي احتلت عام 67.

وأوضح أمين سر المجلس الوطني أن ما طرحه جارد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي في افتتاح الورشة مثار للسخرية والحزن، واصفاً ما قدّمه بأن الدولة فقط في غزة، كلام مرفوض بالمطلق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى