خامنئي يصف دعوة واشنطن للحوار بـ»الخدعة» نيبينزيا: سياسة واشنطن طريقها مسدود
قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران إن «المقترح الأميركي للحوار مجرد خدعة»، مؤكداً أن «الأمة الإيرانية لن تتراجع أمام العقوبات الجائرة والإهانات الأميركية».
وفي أول تعليق له على فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات عليه وعلى مسؤولين إيرانيين آخرين، قال خامنئي: «إن أكثر المسؤولين شراسة في حكومة الولايات المتحدة يتهمون إيران ويوجهون لها الإهانات. إن الأمة الإيرانية لن تستسلم وتتراجع في مواجهة مثل هذه الإهانات».
وأضاف خامنئي أن «واشنطن تريد أن تحقق بالمفاوضات ما لم تتمكن من تحقيقه عبر الضغوط»، معتبراً أن «الدعوة للمفاوضات مجرد خدعة أميركية».
وتابع قائلاً إن «أميركا لا تجرؤ على مهاجمتنا طالما نمتلك السلاح، ودعواتها للتفاوض تهدف إلى تجريدنا من السلاح ومن ثم مهاجمتنا».
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنها «ستزيد اعتباراً من اليوم سرعة تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي».
وقال المتحدث باسم المنظمة عباس كمالوندي: «سنزيد اليوم سرعة تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز »، مشيراً إلى أن «احتياطي إيران من اليورانيوم المنضب ستتجاوز اليوم حاجز الـ300 كلغ».
وأضاف أن «تنفيذ الخطوة الثانية والتي تشمل رفع مستوى تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.7 في المئة لا يحتاج لأكثر من يومين».
كما أشار إلى أنه «لا يزال أمام الأوروبيين فرصة لإنقاذ الاتفاق النووي وإذا أرادت تمديد المهلة، فهذا يعني أنهم غير قادرين على تنفيذ التزاماتهم النووية أو لا يريدون ذلك».
فيما كشف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن «روسيا تنظر في مسألة تعزيز الإجراءات الأمنية للخبراء الروس في محطة بوشهر النووية في إيران على خلفية التوترات المتزايدة في المنطقة».
وقال ريابكوف: هذه المسألة قيد الدراسة، ولا شك في أنها تحت منظور المسؤولين عن ذلك. لكن مفهوم الأمن نفسه لا ينطوي على الكشف عن الأنشطة التي يتم تنفيذها في هذا الصدد».
من جهة أخرى، أشار المسؤول الروسي إلى أن موسكو «تأسف لتصرفات واشنطن غير المسؤولة بحق طهران وممارسة الضغط من دون حدود على إيران».
وقال في هذا الخصوص إن «سياسة إلغاء الاتفاقات والضغط العنيف الذي تلا ذلك، والذي يخلو تماماً من أي مكابح على طهران وعلى الشعب الإيراني وعلى قيادتها يؤدي إلى ظهور سلسلة من المشاكل».
بدوره، قال نائب وزير الدفاع الإيراني قبيل توجّهه الى روسيا إن «طهران وموسكو عازمتان على تنفيذ الاتفاقات المشتركة بينهما».
وكان رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي قد أعلن في شهر تشرين الأول 2017 عن «انطلاق العمليات الرسمية لإنشاء محطتين نوويتين جديدتين في الموقع الحالي لمحطة بوشهر النووية لتوليد الطاقة الكهربائية».
فيما اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن «السياسة التي تنتهجها واشنطن حيال إيران لن تؤدي إلا إلى طريق مسدود».
وقال نيبينزيا في كلمته خلال الجلسة المخصّصة لبحث الاتفاق النووي مع إيران إن «الولايات المتحدة تدعو إيران إلى المفاوضات، وفي الوقت نفسه تهددها باستخدام القوة، وهذه التصرفات لن تؤدي إلا إلى طريق مسدود».
من جهته، أشار مندوب الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة في الجلسة نفسها إلى أن «بروكسل تؤكد التزامها الكامل بالاتفاق النووي مع إيران»، وتجدد أسفها على «انسحاب الولايات المتحدة منه».
وندّد مندوب ألمانيا في مجلس الأمن، كريستوف هويسجن، بـ «نقل إيران للصواريخ إلى الحوثيين في اليمن»، معتبراً هذا الفعل «انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن»، كما أعرب عن قلقه من «نقل إيران تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى الحوثيين في اليمن».
وأعرب مندوب فرنسا، فرنسوا ديلاتر، عن قلقه من «استمرار إيران في تصدير السلاح»، مشدداً على «ضرورة التزام طهران بالاتفاق النووي».
من جهتها، قالت مندوبة بريطانيا، كارين بيرس، إن «إيران تواصل إطلاق الصواريخ الباليستية، مخالفة لقرارات مجلس الأمن»، مضيفة أنه على إيران أن «تصبح دولة مدنية وتندمج مع محيطها».
بدوره، دعا القائم بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، إلى «تفعيل نظام العقوبات ضد إيران»، وذلك بعد الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط في الخليج في الأسابيع الماضية.
وقال كوهين خلال الجلسة: «لا يجب أن نقف صامتين بينما تهاجم إيران ناقلات النفط في الخليج، يجب تفعيل نظام العقوبات» .
وتشهد منطقة الخليج تصعيداً سياسياً وأمنياً متزايداً، على خلفية تفاقم الخلافات بين واشنطن وطهران، ولا سيما بعد حادث استهداف ناقلات النفط واتهام إيران، وإسقاط الأخيرة طائرة أميركية، وفرض واشنطن عقوبات جديدة على طهران.