«عشق الصباح»

– رسائل امرأة في زمن الحرب إلى رجل يشكّل بحضوره كل الدنيا: أنا في غيابك عطشة للحب، عبثاً أحاول الخروج من شوقي إليك وأنا على شفة العشق أتشهّى قبلات تركتها على محياك متقدة كزهر الجلنار.. لم تزل رائحة تبغك وعطرك تملأ الشرفة البحرية وتعبق بزوايا المكان، تُعلن حضورك بِلا مقدّمات، يستبدني الحنين إليك! كلّما عدت إلى خيالاتي، أستعيد تفاصيل لقاءاتنا الأولى وتلهفات قلبين منشغلين بالحب، وتعيدني ذاكرتي طفلة لم تزل تشاغب تحت ظل شجرة اللوز الكبيرة خلف البيت الطيني، وأتخيّل «حالي» أركض حافية خلف وشوشات الفراشات على ضفة جدول النهر البعيد تنبّهت لوجود زجاجة لم يزل فيها بقايا شراب.. سكبت كأساً من النبيذ اشتعل على شفتيها، دفعت السائل إلى جوفها، وشعرت أنها تحتاج لطلق جسدها للرقص وقد انفلتت من قيود العادات القديمة.. تنهّدت بعمق، كم نحتاج لأشياء لا نستطيع القيام بها كما نشاء! أعادت التجربة وهي تدندن بكلمات أغنية عبد الحليم حافظ: «إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك.. إن كنت طبيبي ساعدني كي أُشفى منك.. أنا قبلك «ما عندي تجربة بالحب».. إني أغرق.. أغرق يا عطر الهيل.. ليتنا نعيش حياتنا كما يشاء الهوى.. في رحاب الليل يمر طيفك يهدهدني يغفو على كتف الشرفة… لا عليك، سأترك لك في الكأس رشفة تذوب شوقاً إليك.. وستبقى بالبال أغنية ونجوى عاشقة أضناها الحنين… «اشتقت إليك فعلّمني أن لا أشتاقك.

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى