وفد البنك الدولي عرض مع الحريري ووزير المالية الإصلاحات المطلوبة في إطار سيدر خليل: نطرح علامات استفهام كبرى على تقارير المؤسسات الدولية لأنها تعتمد التحليل السياسي المغلوط
استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في «بيت الوسط»، نائب رئيس «مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا» فريد بلحاج، يرافقه مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه.
بعد اللقاء، قال بلحاج: «التقينا الرئيس الحريري بعد لقاء وزير المالية علي حسن خليل، فكانت لقاءات بناءة وانطباعنا إيجابي. فلبنان يسير في طريق سليم بالنسبة الى الإصلاحات على مستوى الموازنة والكهرباء، ونحن متفائلون بالنسبة لهذا الامر. لكن الإصلاحات لا تنتهي وهي أمر متواصل ونحن مع الحكومة اللبنانية ولبنان في المضي قدماً في هذه الإصلاحات، لا سيما بالنسبة لموضوع الكهرباء الذي يعتبر موضوعاً حيوياً».
أضاف: «كما تطرقنا الى مشاريع البنك الدولي الموجودة في محفظة البنك، وهذه المشاريع يجب العمل عليها بأكثر قوة ودعم، لأن لدينا أكثر من ملياري و400 مليون دولار موجودة في محفظة البنك الدولي اليوم، ومنها قرابة المليار دولار ليست في وضع إيجابي، خصوصاً أن المحفظة عندنا كبيرة وهناك طاقات، لا سيما ان هذا المبلغ على ذمة الحكومة اللبنانية والمواطن اللبناني، وعلى الحكومة أن تعمل بجهد أكبر لإنجاز هذه المشاريع لأنها استثمارية وهذا الاستثمار إيجابي».
وتابع: «بشكل عام، فإن انطباعنا إيجابي ومتفائلون. لكن في الوقت نفسه تفاؤلنا حذر بسبب الوضع الاقتصادي في المنطقة وهو وضع دقيق، وعلينا أن نكون على مستوى المسؤولية، وتفاعلنا مع الحكومة اللبنانية تفاعل إيجابي وسنرى الخير في الأيام المقبلة».
كما زار الوفد وزير المال علي حسن خليل، وجرى عرض للمشاريع المشتركة بين لبنان والبنك الدولي، لا سيما ما يتعلق بالكهرباء والإصلاحات المطلوبة في إطار مؤتمر سيدر واللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
وجدّد البنك الدولي دعمه للبنان.
وكان وزير المالية وقّع على مرسوم رفع الحد الادنى للرواتب والاجور في معرض رشيد كرامي الدولي طرابلس وتحويل سلاسل رواتب المستخدمين واعطاء زيادة غلاء معيشة للمتعاقدين والأجراء لديه، ومرسوم رفع الحد الادنى للرواتب والاجور في المؤسسة العامة للمنشآت الرياضية والشبابية والكشفية واعطاء زيادة غلاء معيشة للمستخدمين والأجراء والمتعاقدين وتحويل سلاسل رواتب المستخدمين وفقاً للجداول المرفوعة. ومرسوم رفع الحد الادنى للرواتب والاجور في هيئة ادارة السير والآليات والمركبات وتحويل سلاسل رواتب المستخدمين واعطاء زيادة غلاء معيشة للمتعاقدين والاجراء لديها. واعطاء منح التعليم بصورة مؤقتة للمستخدمين والعمال عن العام الدراسي 2018-2019.
وكان خليل أكد خلال حفل التخرج السنوي لعام 2018-2019 لطلاب الشهادة الثانوية أقامته ثانوية البرج الدولي «B.I.C» في فندق الكورال بيتش الجناح ، العمل بجد وجهد استثنائي في الحكومة والمجلس النيابي وبتكامل ارادة المؤسستين معاً على إنجاز ما هو ضروري لحماية الاستقرار الاقتصادي في البلد عبر إقرار الموازنة العامة التي ورغم كل الضجيج حولها وأغلبه مصطنع ولا يستند لوقائع حقيقية، لأن القاعدة أنه لا مسّ بحقوق الطبقات المتوسطة وذوي الدخل المحدود، وهي قاعدة لم نتخل عنها وهذا التزام سياسي عبر عنه بوضوح الرئيس بري والتزمنا به عبر إعداد ونقاش الموازنة بالتنسيق مع كافة الكتل السياسي، وهذا الأمر سترون نتائجه حين إقرار الموازنة وإقفال النقاش حول إشكالات لا تستند الى الواقع، والأهم أن نعرف ان الاستقرار المالي والنقدي يجب أن يُحمى بإجراءات حقيقية يعمل عليه، ولا يمكن أن نكمل بشعارات شعبوية تمسّ الاستقرار ولا تقدم حلولاً عملية».
أضاف «سمعنا الكثير من التقارير والمواقف، ونحن نطرح عليها علامات استفهام كبرى والتي تنشرها مؤسسات دولية أو ضحف ووكالات أنباء تعتمد على التحليل السياسي المغلوط بدل الوقائع ومشاريع الإجراءات وما ينص في مجلس الوزراء والنواب، ونحن ننظر بقلق الى هذا الأمر إلا أننا نقول إننا مستمرون في حفظ الوطن واستقراره، ولأننا في موقع تربوي أوجه رسالة صادقة الى اساتذة الجامعة اللبنانية هذه الجامعة التي ناضلنا من أجلها ولحمايتها وتخرّجنا منها ونحن نعتز بالانتماء اليها، هي في ضميرنا وقلبنا وكل ما يُشاع ويُقال لا يستند الى حقائق ووقائع، ونحن فتحنا نقاشاً إيجابياً وتوصلنا مع الشرائح المختلفة الى حلول وصياغات واقعية تستند الى واقعنا الحالي والى طبيعة المطالب وقدرة الدولة ودائما للحفاظ على الجامعة وتطورها ومستقبل طلابها وأساتذتها، ونحن أمام محطة دقيقة في مستقبل 80 الف طالب. وهذا الأمر يحملنا مسؤولية البحث عن الحلول الواقعية بدل البحث عن لحظة استثنائية في حياة طلابنا من أجل رفع شعارات ربما تكتسب أهمية وأحقية، لكن التوقيت والطريقة والثمن أكبر بكثير من أن يُقدّم في هذه اللحظة الاستثنائية من عمر وطننا ودولتنا».