بغداد تشدّد الإجراءات الأمنية لحماية البعثات الدبلوماسية

شددت السلطات الأمنية العراقية، الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية البعثات الدبلوماسية، خشية حدوث أي اعتداء عليها.

وأعلن المدير العام لحماية المنشآت والشخصيات في بغداد، اللواء الركن، عامر صدام، في بيان صحافي، عن الشروع في تطبيق إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارات في العاصمة بغداد.

ويأتي هذا الإجراء حسب اللواء بعد توجيهات رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، الذي أكد أن أمن البعثات الدبلوماسية والسفارات «خط أحمر»، ولا تسمح وزارة الداخلية بتجاوزه تحت أي ظرف.

وأضاف صدام أنه «تمّت المباشرة بإجراءات أمنية مشددة تتضمّن زيادة التعزيزات لهذه المواقع داخل مدينة بغداد».

وأكد صدام وضع «خطط لمكافحة أي حوادث مشابهة لما حصل قبل أيام في السفارة البحرينية»، مضيفاً أن هذه الحوادث «تزعزع أمن واستقرار هذه السفارات»، بينما تسمح الإجراءات الأمنية المتخذة بـ «تفويت الفرصة على أي محاولة للعبث بأمن البعثات الدبلوماسية».

يذكر أن متظاهرين غاضبين اقتحموا مساء الخميس المنصرم، مقر السفارة البحرينية في منطقة المنصور ب بغداد، احتجاجاً على «صفقة القرن» و»ورشة البحرين»، حيث قاموا بإنزال العلم البحريني ورفع العلم الفلسطيني بدلاً عنه.

على صعيد آخر، اعتبر مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، أن بعض دول المنطقة «فقدت رشدها»، مؤكداً أنه لا يوجد أحد ينتفع من اندلاع الحرب.

وقال الفياض، في كلمة ألقاها خلال احتفالية أقامتها هيئة الحشد الشعبي بمناسبة ذكرى «ثورة العشرين»، في إشارة إلى التوتر الأميركي الإيراني، إن «المنطقة تمر بظروف صعبة وتحديات كبيرة وتوترات هنا وهناك»، مشدداً على أن «دولاً في المنطقة فقدت رشدها وأصبحت تدق طبول الحرب».

وأضاف الفياض أن العراق وفي هذه الملابسات، يسعى لتذكير الجميع بأنه «لا يوجد أحد ينتفع من الحرب في حال اندلاعها»، معتبراً أن «الاتكال على الأجانب يمثل طريق الهوان والذل».

من جانب آخر، قال الفياض إن «العراق يمثل تحدياً للأشرار في كل مكان»، لافتاً إلى أنه «إذا ما استفز العراق فإنه كله يواجه هذا التحدي والاستفزاز».

ويشهد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، منذ مايو الماضي، تصاعداً حاداً بلغ ذروته بعد حادث إسقاط القوات الإيرانية طائرة استطلاع مسيرة أميركية، يوم 20 يونيو، قالت طهران إنها أسقطت بعد اختراقها المجال الجوي الإيراني، فيما أصرت واشنطن على أنها كانت تحلق فوق المياه الدولية.

وعلى خلفية هذا التطور، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه أعطى أمراً بشن ضربات على مواقع استراتيجية إيرانية، لكنه أوقف هذا الهجوم قبل 10 دقائق من تنفيذه، ليفرض لاحقاً عقوبات جديدة على إيران.

فيما أعلن العراق بما في ذلك على لسان رئيس وزرائه، عادل عبد المهدي، أنه يبذل جهود وساطة لحلحلة هذا التوتر ويجري لقاءات مع كل الأطراف المعنية لهذا الهدف.

من جهة أخرى، أدانت وزارة الخارجية العراقية، قصف الطائرات التركية، الذي تسبب مؤخراً بمقتل وإصابة عدد من المدنيين في إقليم كردستان.

وقالت الوزارة في بيان، إن «العراق يعبر عن إدانته لقيام طائرتين حربيتين تابعتين لسلاح الجو التركي بقصف مكثف على منطقة كورته ك/محافظة السليمانية مما تسبب بإزهاق أرواح أربعة مواطنين، وجرح أربعة آخرين، وترويع المدنيين الآمنين».

وأضاف البيان أنه «في الوقت الذي نحرص فيه أشد الحرص على إقامة علاقات استراتيجية طويلة الأمد، وعلى منع قيام أعمال تنطلق من الأراضي العراقية ضد أمن الجارة تركيا نرى أن القيام بأعمال حربية منفردة تنتهك السيادة العراقية، وتناقض مبادئ حسن الجوار التي تنظم العلاقات بين جارين متآخين كبلدينا وشعبينا، وتمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني».

وتابع البيان أنه «مهما كانت الظروف والمسوّغات نؤكد على الجانب التركي أهمية وقف القصف على مناطق عراقية، وضرورة احترام السيادة، والتعاون المتبادل لضمان أمن حدود البلدين».

فيما لم يذكر الجيش التركي تنفيذه قصفاً في المنطقة المذكورة.

وتؤكد تركيا مضيها في استهداف مواقع حزب العمال الكردستاني وملاحقة عناصره داخل البلاد وفي شمالي العراق، مشيرة إلى أن ذلك يأتي «رداً على هجمات إرهابية ينفذها عناصر الحزب داخل تركيا بين الحين والآخر».

وتعتبر تركيا «حزب العمال الكردستاني» تنظيماً إرهابياً وحاربته داخل البلاد وفي دول الجوار.

ودعت بغداد أنقرة في أكثر من مناسبة لاحترام سيادتها تعليقاً على العمليات العسكرية شمالي البلاد.

وفي سياق أمني آخر، أعلنت قوات الأمن العراقية عن تصفية 5 «إرهابيين» حاولوا التسلل إلى أراضي العراق عبر الحدود السورية.

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية، في بيان صدر عنها: «تمكّنت قوة من اللواء السابع والعشرين في الفرقة الثامنة ضمن قيادة عمليات الجزيرة من قتل خمسة عناصر إرهابية حاولت التقرب من خط الحدود العراقية السورية شمال منطقة طريفاوي».

وأضافت خلية الإعلام الأمني أن هذه العملية «جاءت بعد متابعة مستمرة لمنع أي محاولة تسلل من قبل العصابات الإرهابية».

وتعتبر المناطق الواقعة على الحدود بين سورية والعراق الأكثر هشاشة أمام عمليات تنفذها الخلايا المتبقية من تنظيم «داعش» المصنف إرهابياً على المستوى الدولي، والذي يحاول عناصره عبورها في كلا الاتجاهين من حين إلى الآخر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى