اعتداء على لبنانيين في كازاخستان.. والحريري يتحرّك
بعد المشهد الذي تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مهندسين وعمالاً عرباً بينهم لبنانيون يعملون في شركة اتحاد المقاولين في كازاخستان ccc، وهم يتعرّضون للضرب بعنف من قبل عمال كازاخستانيين ما تسبّب بسقوط عشرات الجرحى بينهم أكثر من عشرة لبنانيين ونحو أربعين عربياً.
وطلب رئيس الحكومة سعد الحريري من الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير التحرك بسرعة وإجراء الاتصالات اللازمة لتبيان تفاصيل الإشكال المؤسف الذي وقع في إحدى الشركات في كازاخستان اليوم بين بعض المواطنين هناك وأحد اللبنانيين والعمل على تسهيل عودته إلى لبنان.
وفي السياق، تابعت السفارة اللبنانية في عاصمة كازاخستان نور سلطان تداعيات حادثة الشغب التي جرت في موقع تنغيز النفطي. وتواصلت السفارة مع المسؤولين في وزارة الخارجية الكازاخستانية، ومع مسؤولي شركة CCC، ومع اللبنانيين، بغرض تأمين سلامتهم وإخلائهم وتوفير الوثائق اللازمة لهم للمغادرة.
وتتابع البعثة مع الأجهزة المختصة ظروف الحادثة وإجراءات التحقيق، حفاظاً على سلامة ومصالح اللبنانيين في كازاخستان، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية والمغتربين.
واتصل وزير الدفاع الياس بو صعب بنظيره الكازاخستاني، وعبّر بو صعب خلال الاتصال عن استنكار لبنان للحادث الذي شهدته كازاخستان واستهدف لبنانيّين وعرباً، كما طلب من نظيره أخذ جميع الإجراءات لحماية الجالية اللبنانية في كازاخستان، كما اطّلع منه على تفاصيل ما حدث وعلى حالة اللبنانيّين الذين لم تكن إصاباتهم خطرة وأن جميعهم أصبح خارج المستشفيات وفي أماكن آمنة.
وأبلغ بو صعب نظيره الكازاخستاني طلب الدولة اللبنانية أن تولي الدولة في كازاخستان أقصى جهدها لمعالجة هذه المشكلة، واتفق الطرفان على أن يتابعا الاتصالات بينهم، بعد ان أكد وزير الدفاع الكازاخستاني على اهتمام بلده الكبير واستنكاره ما حدث.
وكانت وزارة داخلية كازاخستان أشارت إلى أن «ضباط الشرطة قاموا بعمل وقائي مع المشاركين في الحادث وتمّت تسوية النزاع»، وأوصت الوزارة بشدة بـ«الامتناع عن نشر معلومات غير دقيقة، فضباط الشرطة يوفرون الأمن على الفور، والوضع مستقر ويخضع للسيطرة، ويتم إجراء تحقيق ما قبل المحاكمة بشأن الشغب».
وكان رئيس مقاطعة أتيراو بجمهورية كازاخستان، نورلان نوغايف قد أعلن «أن سبب الشجار الجماعي بين العمال المحليين واللبنانيين والعرب الذي وقع في حقل تينغيز للنفط والغاز يعود لاختلافات بين ظروف العمل». وقال في لقائه مع قيادة شركة «تينغيز شيفرويل» التي تستخدم هذا الحقل: «ظهرت هذه المشكلة بسبب ظروف العمل المختلفة، هذه هي المسألة النظامية، التي يجب أن تحلها رئاسة هذه الشركة والشركات الأخرى». وأضاف: «يجب على المستثمرين أن يفهموا ضرورة مراعاة قوانين الدولة التي يعملون فيها، بالإضافة إلى مراعاة القيم الأخلاقية وعدم إهانة كرامة أحد».
وأكدت المديرة التنفيذية لشركة «تينغيز شيفرويل»، إيمير بونير، من جانبها، أن شركتها ستعمل ما بوسعها لتسوية هذا الوضع ومنع تكراره لاحقاً. كما شكرت السلطات وقوات الأمن المحلية للمساعدة في التسوية السريعة لما جرى.