تركيا: ليبيا بدلاً من سورية
ـ يدرك الرئيس التركي رجب أردوغان وفريقه الحاكم أنّ الوجود التركي في سورية تفاوضي وأنّ الحديث عن مستقبل لنفوذ تركي عسكري وأمني في سورية لا أساس له طال أمد الوجود العسكري أم قصر، فالسياق الذي بات لا رجعة فيه في سورية ينتهي بإكمال سيطرة الجيش السوري على كامل أراضي سورية وسيكون سقف ما تطمح له تركيا هو مقايضة انسحابها بإنهاء الجيب الطردي شرق الفرات والحصول على دور للجماعات السورية التي تعمل تحت لواء تركيا في التسوية السياسية.
ـ الحضور الإقليمي لتركيا بلغ ذروته مع السيطرة الخوانية على مصر وتونس وتمدّد إلى قواعد عسكرية في قطر والسودان، وراهن الأتراك على تشكيل قوة إقليمية كبرى تنتشر على البحار الأسود والمتوسط والأحمر والخليج لكن خطهم البياني أخذ بالتراجع وهم خسروا مصر وليبيا وتم إخراجهم من السودان.
ـ يركز الأتراك على الجبهة الليبية حيث يدعمون حكومة فائز السراج والميليشيات التي تعمل تحت لوائها ويتفاهمون مع بعض الأوروبيين وخصوصاً بريطانيا على هذا الهدف ويحاولون للتموضع في تركيا بدلاً من سورية ونقل جماعات سورية مسلحة وجماعات تقاتل في سورية لتعزيز حضورهم في ليبيا، ويرون فيها تقرّباً من مصر لحساب جماعات الأخوان المسلمين هناك مستفيدين من حجم ما وظفه القطريون في ليبيا خلال بدايات الربيع العربي في الجامعات المحلية الليبية.
ـ تحوّل المعركة في ليبيا الى حرب داخلية بين مكونات الربيع العربي وداعميه كصراع على النفوذ يتمّ على حساب الشعب الليبي ومقدراته وثرواته وسيعني انه صراع طويل…
التعليق السياسي