أحداث مساء الأحد: ممنوع العودة إلى زمن الميليشيات ومحاصرة المواطنين في الطرقات
عمر عبد القادر غندور
أن تكون للجبل مرجعية او مرجعيتين أو أكثر أو أقلّ، أو يشعر أحد الزعماء أنه محاصر، ويقول الآخر انّ للجبل بوابة واحدة، وزعامات تتقدّم وأخرى تتراجع، تعود بنا الذاكرة الى الخلافات بين الحزبين اليزبكي والجنبلاطي فتتجدّد حرب القبائل بين أهل الجبل ولا تنتهي…
زعامات قديمة تحاول ان تنفض غبار التاريخ، وأخرى حديثة تريد ان يكون لها حصة تحت شمس الجبل وهذا من حقها حسب سُنة الحياة.
وبين ساحة كفرمتى وضيعة البساتين وبين زيارات الوزير باسيل الى حمى كانتونات لا يحق دخولها بحكم شريعة الإقطاع، انفجرت في ضيعة البساتين ووقع قتلى وجرحى وانتشار مسلح ذكّرنا بالحرب الأهلية القذرة، واقفلت الطرقات المؤدية إلى العاصمة لعدة ساعات قبل ان يفتحها الجيش والقوى الأمنية.
ما حصل مساء أمس غير مقبول، ولا يجوز العودة الى مرحلة بغيضة وضعها اللبنانيون وراء ظهورهم، ومحاصرة المواطنين في سياراتهم لساعات من الجنوب الى بيروت والعكس وبينهم أطفال وشيوخ ومرضى، وليس مسموحاً لأيّ فريق ان يستقلّ في منطقته ويقفلها، وهذا ما أكده ممثل حزب الله في الحكومة الوزير محمود قماطي بعد زيارته للنائب الأمير طلال أرسلان، محذراً من التلاعب باستقرار لبنان، ومشيراً إلى أنّ الأمن الذي ينعم به الوطن كان ثمنه باهظاً من شهداء الجيش والمقاومة ولن يستطيع أحد أن يُسيء الى هذا الإنجاز…
انتهى عصر الميليشيات الى غير رجعة وعلى الدولة أن تلاحق المعتدين أياً كانوا وبكل شدة لتقديمهم إلى العدالة ومحاسبة من يحميهم ويدفع بهم إلى الموت أو السجن، ولا نشكّ أبداً بقدرة القوى الأمنية والجيش.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي